مظاهرات الغضب تجتاح تركيا بعد مقتل 14 شخصا برلين : أنقرة تنتهج «سياسة قذرة» وتزود «داعش» بالسلاح


فى محاولة لاحتواء المظاهرات العنيفة التى تعكس حالة الرفض لسياسة أنقرة فى مواجهة إرهابيى "داعش"، فرضت السلطات التركية حظر التجول على ٥ أقاليم بمناطق جنوب وجنوب شرق البلاد.ويأتى هذا القرار إثر مقتل نحو ١٤ شخصا خلال الاشتباكات العنيفة بين قوات الأمن والمتظاهرين المناهضين للحكومة التركية لتقاعسها عن تقديم الدعم اللوجيستى للمقاتلين الأكراد الذين يتصدون لتنظيم داعش والذى يشن هجمات عنيفة على "عين العرب" المعروفة شمال سوريا المتاخمة للحدود التركية ، وذلك بالرغم من أن البرلمان التركى منح الحكومة تفويضا بالتدخل العسكرى ضد ما صفه بـ"الجماعات الإرهابية" فى سوريا والعراق.ولا يشمل هذا التفويض مواجهة داعش فحسب، بل أيضا مجموعات كردية مثل حزب العمال الكردستاني، الذى تصنفه تركيا على أنه منظمة إرهابية.



ومن ناحيته، حذر "أفاكان ألا"وزير الداخلية التركى من أن أعمال العنف المنتشرة فى مختلف المدن التركية احتجاجا على تقدم"داعش" ستواجه بكل حسم وقوة، مؤكدا أن المظاهرات غير المرخصة التى تشهدها بعض المناطق التركية ليست حلا للإرهاب فى سوريا.
وأكد أنه لا يمكن السماح باستمرار المظاهرات وأنه لا يمكن قبول ما يمارسه المتظاهرون من تحطيم نوافذ وحرق الحافلات، مشيرا إلى أن بلاده تتخذ موقفا واضحا وصريحا ووتتبع سياسة عقلانية تجاه التطورات الجارية فى المنطقة .
وعلى الصعيد نفسه،أكد بيان لمحافظ مدينة اسطنبول اعتقال ٩٨ مواطنا فى اسطنبول وإصابة ٣٠ آخرين من بينهم ٨ من قوات الشرطة ، بالإضافة إلى احتجاز ١٣متظاهرا فى شارع سكاريا وسط العاصمة أنقرة ، حيث استخدمت قوات الأمن كميات كبيرة من قنابل الغاز المسيل للدموع ومدافع الماء، فى حين استخدم المتظاهرين قنابل المولوتوف والألعاب النارية والكرات الحديدية والحجارة.
وأصدر محافظ دياربكر قرارا بتعطيل المدارس الابتدائية والثانوية لمدة ٣ أيام إثر تصاعد الاشتباكات فى المدينة، فى حين أعلنت رئاسة جامعتى هكارى وفان عن تعطيل الدراسة لمدة يوم واحد لنفس السبب .
كما طالب وزير الزراعة والثروة الحيوانية التركى مهدى أكر الأسر التركية "بضبط" أبنائها المشاركين فى الأحداث قائلا "لقد توفى ٨ أشخاص فى المظاهرات وأصيب ١٩ آخرون، ولم تنجم أى وفاة عن تدخل قوات الأمن ، وكلها وقعت فى أعمال عنف تورط فيها المتظاهرون".
وأوضح أكر فى تصريحات لوكالة "الأناضول" التركية أن "المظاهرات غير المرخصة التى بدأت الثلاثاء الماضى شهدت أحداثًا مؤسفة" ، داعيًا المواطنين إلى "عدم تصديق المعلومات المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي".
وأثار موقف الحكومة التركية حفيظة أحزاب المعارضة، حيث انتقدكمال كيتلش دار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهورى المعارض سياسة حكومة العدالة والتنمية داخليا وخارجيا واصفا إياها بالفاشلة بيد أنها دفعت البلاد للعزلة فى المنطقة .
وأوضحت شبكة "إن تى في" الإخبارية أن الاشتباكات بين إرهابيي"داعش" ومقاتلى الاتحاد الديمقراطى الكردى السورى فى مدينة عين العرب أثارت غضب الأكراد فى تركيا، الذين نظموا بدورهم مظاهرات احتجاجية بالعديد من المدن التركية، أهمها اسطنبول وأنقرة ودياربكر ومرسين وماردين وفان وبطمان وأغدر وأضنة وموش وهكارى وشيرناق وأنطاليا وأزمير وسيريت ومالطيا، ضد داعش وسياسة حكومة العدالة والتنمية.
كما حذرت مصادر محلية فى منطقة "ديار بكر" الكردية من اندلاع حرب شوارع بين الأكراد الموالين لمنظمة حزب العمال الكردستانى ومنظمة حزب الله الكردية بتركيا، والمؤيدة للتنظيم الإرهابي، مؤكدة أن عدد القتلى مرشح للزيادة.
وكان آلاف الأتراك قد خرجوا فى مظاهرات حاشدة تعبيرا عن دعمهم لمدينة عين العرب الكردية فى سوريا، التى يحاصرها تنظيم "داعش" الإرهابى، مما أدى إلى مواجهات مع قوات الأمن التركية، خاصة بعد أن لجأ المتظاهرون للعنف وإحراق الأعلام التركية وتخريب الممتلكات الخاصة والعامة للتعبير عن غضبهم من تقاعس حكومتهم عن التدخل العسكرى لحماية عين العرب، وهو ما تزامن مع ورود تقارير حول استيلاء داعش على المدينة، حيث تم تخريب عدد من الممتلكات العامة ومنها السيارات وفروع البنوك، فيما أعلنت السلطات التركية حظر التجوال فى بعض بلدات محافظة ماردين.
ودوليا ، وجهت كلاوديا روت نائبة رئيس البرلمان الألمانى انتقادات حادة لسياسة تركيا فى التعامل مع "داعش" ، وقالت روت المنتمية لحزب الخضر "لا أتفهم إطلاقا سياسة تركيا"، مشيرة إلى أن مقاتلى داعش يتم علاجهم فى مستشفيات تركية ويتم إمدادهم بالسلاح عبر تركيا، وقالت:"يتعين على حلف شمال الأطلنطي"الناتو" أن يتحدث بحسم ويقول: "لا يصح أن تنتهج تركيا الشريكة فى الناتو تلك السياسة القذرة". ورجحت أن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان يرغب على ما يبدو فى إضعاف استقلالية الأكراد فى المنطقة المحيطة بمدينة عين العرب الكردية المحاصرة.
وميدانيا ، شن مقاتلو "داعش" هجوما فى شرق مدينة عين العرب السورية الكردية بهدف استعادة احياء انسحب منها قبل ساعات بعد الضربات الجوية التى استهدفت مواقعه الخلفية من طائرات الائتلاف الدولي، وفقا لتأكيدات المرصد السورى لحقوق الانسان.
وكان المرصد قد أعلن فى وقت سابق أمس أن مقاتلى التنظيم انسحبوا ليلا من مناطق عدة فى شرق مدينة عين العرب ومن الاطراف الجنوبية الغربية.
وفى سياق متصل ، كثفت قوات التحالف الدولى ضرباتها لمنع سقوط مدينة عين العرب السورية، حيث وصفت واشنطن الوضع بأنه "فظيع" وأكدت أن المعارك هناك "مرعبة"، مشددة على ضرورة ألا تسقط هذه المدينة فى أيدى تنظيم "داعش"المتطرف، فى حين دعا مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دى ميستورا إلى "التحرك فورا" لإنقاذ المدينة من المتطرفين.



المصدر الاهرام


تعليقات

المشاركات الشائعة