برغم انفجار قنبلة في قطار بلبيس: الركاب يتحدون الإرهاب
لم تنجح القنبلة اليدوية التي انفجرت تحت عجلات القطار رقم 334 في بلبيس بمحافظة الشرقية،أول أمس في ترويع الآمنين وإرهابهم، ولم تفلح مخططات الجماعة الإرهابية في تخويف ركاب القطار الذي يأتي يوميا من الصالحية متجها الي القاهرة ، ويركبه عشرات الآلاف من المواطنين، الذين ظلوا يتوافدون علي المحطة، ويستقلون القطار وكأن شيئا لم يكن، متحدين الجماعة ومخططاتها الإرهابية.
بالأمس ، كان ذات الزحام وذاتهم الركاب وربما أكثر ، وكأن المواطنين يبعثون برسالة قوية يؤكدون من خلالها أنهم لا يخشون الارهاب ولن يستسلموا له..
هذا كان لسان حال المواطن الذي أعلنها فعليا من ذات القطار، وفي صبيحة اليوم التالي مباشرة ، بأنه لا استسلام لمخططات الجماعة الإرهابية ، وأن عجلة الزمن لن تعود للوراء برغم مشاهد الرعب التي عاشوها أول أمس فى أثناء انفجار القنبلة.
يروي محمد علي - مهندس - أنه كان داخل القطار وقت الانفجار وشعر الجميع بهزة كبيرة في العربات، واخذ الجميع يتخبطون، لدرجة جعلتنا نتخيل إن القطار سينقلب ، لكن ما أنقذنا هو ان القطار كان مغادرا لتوه من محطة بلبيس، ولم يكن قد سار بكامل سرعته ،اي كان يسير ببطء نوعا ما ، مما أنقذه ومن فيه من كارثة محققة حيث تم تدمير جزء من القضبان فعلا .
وبرغم ما حدث، عاد المهندس محمد علي ليركب القطار ، برغم قدرته المادية لاستبداله بسيارات الأجرة، إلا انه يعي ما وراء هذا العمل الإرهابي، وهو تدمير الثقة في الوسيلة التي يستخدمها البسطاء لذلك أكد لنا أنه لن يستسلم، وأنه سيستمر في ركوب القطار الذي اختاره المجرمون، بالرغم من أنه قطار سريع لا يتوقف إلا في المحطات الرئيسية، كما يستخدمه الطلاب، و يرتاده معظم الموظفين بسبب سرعته، والتزام سائقيه بالمواعيد المقررة، حيث يصل محطة رمسيس في الثامنة صباحا ، ملبيا احتياجات جميع ركابه..
وتحكي أسماء السيد (موظفة) أن الهزة الشديدة التي حدثت في القطار ،والتي ألقت بعض الركاب الواقفين في الطرقات، كان يمكن أن تسبب كارثة أخري نتيجة التدافع والهرولة، هروبا من الانفجار، ولكن ما أنقذ الموقف من الفوضي هو أن كل رواد القطار لم يتوقعوا أن قنبلة هي السبب في هذا الانفجار، إلا بعد أن وصلنا إلي محطة مصر، عندما بثت القنوات الفضائية خبر الانفجار، وبدأ ذوونا في الاطمئنان علينا ، ويخبروننا بما حدث، وبرغم الانفجار، جئنا لنستقله فلا بديل أفضل منه ، كما أننا إذا استبدلناه بوسائل المواصلات نكون قد حققنا للإرهاب هدفه.
وتشير إيمان صلاح - طالبة بكلية الهندسة إلي أن القطار مازال الوسيلة الأسرع والأكثر أمانا من غيرها ، فذلك الانفجار هو الثاني من نوعه في فتره صغيرة وفي ذات المنطقة ببلبيس، وبالرغم من أننا توقعنا ألا نجد زحاما في القطار بسبب الانفجار، إلا أننا فوجئنا بتدفق أعداد كبيرة من الركاب، متحدين المحاولات الإجرامية والعمليات الإرهابية.
ويؤكد طارق محمد - مدرس انه يستقل القطار لثلاث محطات فقط ، ورغم ذلك لا يستطيع أن يستغني عنه لأنه الأفضل بعيدا عن السيارات نصف النقل، التي تعد البديل الوحيد له ، ورغم انه شعر بالهزة العنيفة ، وعلم حينما عاد لمنزله بأن قنبلة كانت تحت عجلات القطار، هي السبب وراء ذلك الانفجار، إلا أن ما حدث زاده إصرارا علي الاستمرار في ارتياد القطار لان الاستسلام للإرهاب يعني انتصاره علينا، وهذا لن يحدث..
المصدر الاهرام
تعليقات
إرسال تعليق