سعر الكيس وصل إلى ٦٠٠ جنيه توحش مافيا الدم بالبحيرة..والصحة:التبرعات أقل من نصف احتياجنا
تزداد أزمة النقص الحاد فى أكياس الدم تفاقما واختناقا في البحيرة يوما بعد يوم، حيث يدفع آلاف المرضى حياتهم ثمنا لعجز بنوك الدم بالمستشفيات الحكومية عن توفيره للحالات الطارئة، مما يضطرهم الي شرائه بمبالغ كبيرة من السوق السوداء.
يقول هانى غريب أحد مواطنى البحيرة: لا يستطيع الفقراء شراء كيس الدم مع وصول سعره إلى 600 جنيه، بعد أن تحكم أصحاب المصالح فى تجارة الدم، فى ظل الغياب التام للمسئولين.
ويضيف: «كنا فى مستشفى أبو المطامير قديما لانشعر بنقص الدم» ولكن الآن تغير الحال فإذا ذهب أحدنا لإجراء عملية جراحية يطلب المستشفى من أهل المريض التبرع بالدم مقابل حصولهم على شيكات دم للمستشفى قبل دخولهم غرفة العمليات"، متسائلا:اذا كان المريض فى حاجة لهذا الدم أو يريد اجراء عملية سريعة ولم يكن معه أحد فما مصيره سوى الموت المحقق.
يقول صبرى رضوان أحد مواطنى البحيرة: إن معاناتهم مع بنك الدم بمستشفى دمنهور تستنزف أوقاتهم وامكانياتهم فى رحلة الحصول على أكياس الدم حيث يجوب أهالي المريض المستشفيات وبنوك الدم ( كعب داير) دون جدوى، فغالبا ما تنتهى محاولاتنا بالفشل وتسوء حالة المرضى لعجز هذه البنوك والمستشفيات عن توفيره، وفى حالة توافره نحصل عليه بأسعار باهظة، ناهيك عن المعاناة الأكبر للحصول على كيس لفصيلة نادرة"، لافتا الى أن المستشفيات تترك المريض ينزف دما لحين قيام أهله بتدبير كمية الدم المطلوبة سواء بالتبرع أو من أى جهة أخرى.
وينوه إلى أنه يصادف الكثير من سيارات حملات التبرع بالدم بالشوارع والطرق وعند تبرعه دون أن يكون لديها شيكات تبرع، متسائلا: أين تذهب كل هذه الأكياس التى يقومون بجمعها يوميا وأين دور وزارة الصحة من توفيره بالمستشفيات الحكومية؟.
ويوضح الدكتور عصام القاضى عضو لجنة الصحة بمجلس الشعب الأسبق، إلى إن المخزون الاستراتيجى بمستشفيات المحافظة يشهد تدهورا شديدا، وهذا مؤشر خطير يهدد حياة الكثيرين خاصة مرضى العلميات وحالات النزيف والكبد والحوادث الذين تظل أرواحهم مرهونة بقطرة دم واحدة الأمر الذى ينعش مافيا تجارة أكياس الدم الملوثة والتى لم تتم التحاليل اللازمة عليها لضمان خلوها من الفيروسات .
بدوره أوضح الدكتور سعد مكى وكيل وزارة الصحة بالبحيرة أنه يتم اتخاذ الإجراءات الحاسمة لاحتواء أى أزمة فى نقص الدم، وذلك من خلال الحملات التى تجوب شوارع المحافظة من أجل التشجيع على التبرع بالدم لصالح المستشفيات حيث يتم عمل متابعة يومية لإدارة بنك الدم بجميع المستشفيات عن طريق بيان يرسل الى غرفة الطوارئ.
ويرجع مكى، أى نقص في الدم الى زيادة أعداد المرضى واحتياجاتهم للدم بشكل يفوق الامكانيات المتاحة للمستشفيات، لأن الدماء التى يتم التبرع بها تعادل أقل من 50% من الاحتياج الفعلى، مطالبا بعقد ندوات توعية بدور العبادة والمدارس والجامعات وغيرها لحث المواطنين على أهمية التبرع لتلبية احتياجات المرضي المترددين على المستشفيات .
المصدر الاهرام
تعليقات
إرسال تعليق