صورة أرشيفية
الوفد - اخبار مصر - مصر و أمريكا - السيسي - باراك أوباما
بدت سياسات القاهرة بالنسبة لواشنطن فى الفترة الأخيرة "غير متزنة"، واعتبرت ترك السياسة الداخلية المصرية لشأنها يعتبر أمراً غير مقبول لواشنطن خاصة بتشابك السياسة الخارجية لمصر مع سياستها الخارجية، بحسب الكاتب "جيف مارتينى" فى مقاله بمجلة "فورين أفيرز" الأمريكية.
وشرح الكاتب أن سياسات القاهرة بدت غير متزنة بعد تحديد منطقة عازلة بين سيناء وغزة وتجريم الإنضمام لجماعة الإخوان واستخدام القوة المفرطة ضد المعارضين لقانون التظاهر، وأوضح أن واشنطن تتبع نهج محللى السياسة الخارجية الذين يقولون إن مصر كفيلة بمشاكلها الداخلية وأنها لا تؤثر على المصالح الإستراتيجية الأمريكية بدليل إعادة إدارة أوباما للمعونة العسكرية لمصر، حيث انتقد الكاتب سياسة واشنطن فى فصلها بين السياسة الداخلية والخارجية لمصر معتبرا أنهما اصبحا "أكثر تشابكا" فى الوقت الحالى.
وأوضح الكاتب أن عدم تفرقة النظام بين المتطرفين ومعارضى النظام أمراً ليس جديد على مصر، ولكن الجديد هو الإتجاه الحماسى الذى يشنه النظام ضد "أفة الإسلاميين" وترجمته على مستوى السياسة الخارجية، فبعد الإطاحة بنظام الإخوان من الحكم عملت الحكومة الجديدة على "عدم أخونة" الدولة الذى يصب فى إطار عالم السياسة الخارجية.
وفى سبيل إثبات ذلك الأمر على المستوى الاقليمى، مدت مصر مجهوداتها بمحاولة صد الإسلاميين بشكل أوسع، مصدرة ذلك النموذج لدولة ليبيا الواقعة على حدودها من خلال دعمها للواء خليفة حفتر المثير للجدل. بالرغم من مقاومة مصر لكل إغراءات التدخل فى ليبيا، لم تجد أقوى من حادث مقتل 21 مصرى قبطى على السواحل الليبية لترد على ذلك بضربات جوية "دون أى مواراة تلك المرة"، علاوة على أن مصر فى الأساس تحاول منع نشأة حكومة تحكمها جماعة إسلامية فى دولة مجاورة لحدودها.
رأى الكاتب أن الدعم الذى تلقته مصر من دول الخليج يقرب إلى نوع من "المقايضة" وأن مفهوم إعتماد مصر على دعم دول الخليج العربى سيجعلها قوة مساعدة لدول الخليج فى المنطقة وأكبر دليل على مخاطرة مصر فى سبيل تلك الفكرة هى مشاركتها فى العملية التى تقودها السعودية ضد الحوثيين فى اليمن.
وعن إقتراح السيسى بتأسيس قوة عربية مشتركة، رأى الكاتب أن السيسى يرغب فى فرص أوسع للجيش المصرى كقوة تتميز بالسلطة والهيبة والأمن، بين جيوش الدول المشاركة فى القوة العربية خاصة وأن جيش مصر يعتبر أكبر جيش فى المنطقة من حيث العدد ولذلك سيتصدر أعداد القوة العربية.
أكد الكاتب أن واشنطن ليس لديها لديها حلول سياسية مبسطة حيال مصر، وأن إملاء التعديلات على الجانب المصرى فى ظل عودة المعونة العسكرية لن يغيّر من الموقف المصرى تجاه الولايات المتحدة، ولن يجعلها حليفاً قوياً لأمريكا فى المنطقة لأن الولايات المتحدة تتعامل مع حليف "غير متزن سياسيا" قاصدة بذلك السياسات المصرية، وأن مقياس علاقة أمريكا بمصر يقاس بمدى إستفادة الجانب الأمريكى من هذه العلاقة، الأمر الذى لا يبدو أنه تحقق حتى الأن، بحسب الكاتب.
المصدر الوفد
تعليقات
إرسال تعليق