شهدت غالبية المدن البرازيلية موجة احتجاجات ضخمة أمس ضد عزل الرئيسة ديلما روسيف تخللها اشتباكات مع قوات الأمن، فى حين تعهدت الرئيسة المعزولة باستمرار النضال ضد حكومة ميشيل تامر، بينما ردت فنزويلا وكوبا وبوليفيا بسحب سفيريهما.وشهدت مدينة ساو باولو أكبر المدن فى البلاد والعاصمة برازيليا مظاهرات عارمة احتجاجا على قرار مجلس الشيوخ البرازيلى بعزل روسيف من الرئاسة. وسرعان ما تحولت هذه المظاهرات إلى اشتباكات بين محتجين ملثمين وعناصر من الشرطة التى ردت باستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين المحتجين على قرار الإقالة.وأظهرت لقطات تليفزيونية محتجين يهشمون نوافذ وينهبون متاجر ويشعلون النار فى القمامة فى وسط المدينة، بينما أغلقت الشرطة الطرق الرئيسية. كما شهدت أيضا بعض عواصم دول أمريكا اللاتينية، خصوصا كوبا والإكوادور وبوليفيا احتجاجات مماثلة على قرار الإقالة ذاته.وذكرت شبكة “يورونيوز” الأوروبية أن الاشتباكات وقعت بعد أن رشق المتظاهرون سيارة دفع رباعى تابعة لقوات الشرطة بالحجارة وحطموا نوافذها، فيما أكد شهود عيان أن أعمال العنف بدأت بعدما منع أفراد الشرطة المحتجين من الاحتشاد خارج مقر إحدى الصحف الكبرى، حيث يتهم مؤيدو روسيف الإعلام بمساندة الجناح اليمينى المعارض لروسيف التى تنتمى لليسار.واتهم أنصار روسيف البرلمان بأنه لا يمثل الشعب، فيما احتشد المؤيدون لقرار البرلمان فى عدد من المدن البرازيلية للاحتفال بعزلها.وفى الشأن ذاته، تعهدت الجبهة الشعبية فى البرازيل التى تضم الأحزاب والحركات العمالية واليسارية والحقوقية والاجتماعية فى بيان أمس باستمرار النضال ضد حكومة تامر، ودعت إلى مواصلة الاحتجاجات والدعوة الى إضرابات عامة فى المصالح الحكومية والمؤسسات والشركات والمصانع خلال الفترة المقبلة.ومن جانبها، تعهدت أمس رئيسة البرازيل المعزولة روسيف باستمرار النضال ضد حكومة تامر لإعادة الديمقراطية إلى مسارها الطبيعى مرة أخرى فى البلاد.وعلى صعيد ردود الأفعال اللاتينية إزاء عزل روسيف، سحبت فنزويلا وكوبا وبوليفيا سفرائهم من البرازيل اعتراضا على ما وصفوه بـ”الانقلاب البرلمانى” ضد روسيف التى أكدا أنها الرئيسة الشرعية للبلاد. واتفقت وزارتا خارجية البلدين على أن عملية الإقالة جاء نتيجة تزييف لإرادة ٥٤ مليون برازيلى وانتهاك مبادئ الدستور بالانقلاب على الشرعية الدستورية.ومن جهته، رفض الرئيس الجديد تامر وصف إقالة روسيف بالانقلاب، موضحا أن عملية العزل بأنها تمت وفقا للقانون والدستور.وقال تامر - ٧٦ عاما - فى أول تصريحات رئاسية له :” لقد حان الوقت لتوحيد البلاد ووضع المصالح الوطنية فوق مصالح الجماعات”.
تعليقات
إرسال تعليق