الثانوية العامة "مش بعبع".. روشتة تعامل الآباء مع أبنائهم: بلاش توبيخ
المصدر الوطن . elwatannews.com . أخبار الثانوية العامة
انطلق أول امتحان لدفعة 2018 – 2019 للصف الثالث الثانوي العام، اليوم، بأداء امتحان اللغة العربية، وبالتزامن مع بداية امتحانات الثانوية العامة من كل عام، يصاب الطلاب بحالة من الذعر والقلق بشكل ملحوظ، تبدأ من الخوف من شكل الامتحان ثم التصحيح ثم لحظة إعلان النتيجة.
وينتشر الضغط النفسي وتوتر الامتحانات لدى معظم الطلاب بسبب أجواء المنزل الذي يعيشون به، لاسيما من قبل الأم، حسب تعبير الدكتور محمد أنور حجاب أستاذ علم النفس بكلية الآداب جامعة عين شمس لـ"الوطن"، مؤكداً أن الهدوء النفسي والتشجيع أهم ما يجب على الآباء والأمهات الالتزام به في تلك الفترة من أجل التهدئة من روع الأبناء.
وأضاف أستاذ علم النفس، أن التحلي بالطمأنينة أمر ضروري جدًا كرد فعل تلقائي ينبع من الأهل إذا شعر الأبناء بالخوف والتوتر، وعبروا عن عدم استطاعتهم إتمام جميع أجزاء المنهج في أثناء المراجعة، مشددًا على أنَّه لا داع لتوبيخهم بالكلمات التي تحمل نوعاً من الإهانة لهم وتشعرهم بأن مصيرهم الفشل لا مفر.
فيما أكد الدكتور حسن شحاتة خبير تربوي وأستاذ المناهج بجامعة عين شمس، أنَّ التوتر والقلق يبدأ من المنزل في المرتبة الأولى، لافتّا إلى ضرورة التعامل مع امتحانات الثانوية العامة على أنها "امتحان عادي وطبيعي لا يشعر الطالب فيه بالإرهاق ولا بالتوتر".
وأوضح "شحاتة"، أنَّ طموحات الآباء دائمًا ما تفوق قدرات الأبناء في طرق إجابتهم على الأسئلة، واصفة ذلك بـ"أمر غير مقبول"، لأنه لابد من تشجيع الأبناء على ما يعادل قدرتهم ليس بما يعادل طموحات آبائهم، والتي تدفع الأبناء إلى بذل مزيد من الطاقة والجهد التي لا يتحملها الجسم والأعصاب.
وأضاف "شحاتة"، لـ"الوطن": "لا يجوز المقارنة بين طالب وآخر، فلكل طالب قدرته الخاصة به التي تختلف عن غيره من الطلاب، والتي لابد من بذل الجهد بما يعادلها".
في السياق ذاته، أكّد الدكتور شريف العماري استشاري الشؤون الأسرية والتربوية، أنَّ الثانوية العامة مع الأسف الشديد يتم التعامل معها باعتبارها "بعبع" في كل بيت مصري به طالب ثانوية عامة، حيث تظل حديث الساعة الذي لا ينقطع قبل بدايتها بعام على الأقل، مع ذكر العديد من المواقف والحكايات التي تبث الخوف والقلق والرعب في نفوس الأبناء، موضحاً أنَّ هذا الأمر غير مقبول تماماً فلا فائدة منه سوى خلق التوتر والذعر في نفوس الطلبة.
وأوضح "العماري"، لـ"الوطن"، أنَّه لابد من تهوين الأمر على الأبناء وليس تهويله بهذا القدر الذي يتجسد في العديد من الصور المؤلمة، كانتحار العديد من الطلاب والطالبات قبل الامتحان وفور ظهور النتيجة، خشية من عدم تحقيق حلم آبائهم فيهم.
ونصح "العماري"، الأهالي بأنَّ يضعوا صحة أبنائهم النفسية والجسدية في المقام الأول، مع العمل على تهدئتهم وبث الطمأنينة في نفوسهم، لأنه في النهاية لن يحدث سوى ما كتبه الله لهم، ولن يضيع الله أجر من أحسن عملًا مهما حدث، مشيرًا إلى أن الثانوية العامة لم تكن يومًا نهاية المطاف.
تعليقات
إرسال تعليق