كسوف الشمس ..

ظاهرة فلكية نادرة الحدوث تجمع بين نوعين من الكسوف الشمسي، يشاهدها سكان الكرة الأرضية، الأحد، 3 نوفمبر 2013 . حيث يبدأ كسوف الشمس حلقيا وينتهي كليًا.
وسيكون كسوفا كليا عند خط الاستواء وخط جرينش ، والذي يمر بمدينة جرينش بلندن ويقسم الكرة الأرضية إلى قسمين شرقي وغربي.
وتتواكب الظاهرة مع ميلاد هلال شهر المحرم، الذي يبدأ به العام الهجري الجديد (1435)، والذي يوافق الثلاثاء الخامس من شهر نوفمبر2013، حيث أشارت الحسابات الفلكية إلى أن عدة شهر ذي الحجة الحالي ستكون 30 يوما وأن قمره
سيصل إلى تربيعه الأخير السبت اول نوفمبر في الساعة 11.40 مساء.
رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية اوضح إن كسوف الشمس الكلي، الذي سيمر بخط جرينش 3 نوفمبرهو«واحد من 15 كسوفا كليا تمربه منذ عام 1999 قبل الميلاد»، وحتى عام 3000 ميلادية، مشيرًا إلى أن آخر كسوف مر
به كان في 16 مارس عام 1466، في حين ان الكسوف الكلي التالي، الذي سيمر به سيكون في 3 يونيو عام 2114.مشيرا الى انه يمكن رؤية الكسوف في مصر على هيئة كسوف جزئي لمدة ساعة و 39 دقيقة بالإضافة إلى رؤيته جزئيًا في
الدول العربية وجزء من الأمريكتيين والمحيط الأطلنطي وجنوب أوروبا ومعظم أفريقيا، فيما يبدو مختلطا (حلقي وكلي) من محيط الأطلنطي وجنوب ساحل العاج وغانا وفي الصومال.
وأوضح أن رؤية الكسوف في القاهرة سيبدأ في الساعة 5.7 عصرًا بالتوقيت المحلي وتكون نهايته في الساعة 6.40 مساء، وسيغطي خلاله قرص القمر 15% تقريبًا من قرص الشمس.


كيف تحدث الظاهرة ..

كسوف الشمس هي ظاهرة فلكية تحدث عندما توضع الأرض والقمر والشمس على استقامة واحدة تقريبا ويكون القمر في المنتصف أي في وقت ولادة القمر الجديد عندما يكون في طور المحاق مطلع الشهر القمري بحيث يلقي القمر ظله على
الأرض وفى هذه الحالة إذا كنا في مكان ملائم لمشاهدة الكسوف يمكن ان نرى قرص القمر المظلم يعبر قرص الشمس المضئ.
ويحدث الكسوف عندما يصبح وجه الشمس المنير اسود ويقال ان منه اشتق الكسوف اي الخجل او اسوداد الوجه من فعلة مشينة او مخجلة.
وعلميا الكسوف هو ظل القمر الذي يسقط على الأرض نتيجة وجود القمر بين الشمس والارض فيغطي قرص الشمس اما بشكل كلي او حلقي .
و بالرغم من أن القمر يتواجد مرة كل مطلع شهر قمري بين الشمس والأرض أي يمكن للقمر ان يكون في طور المحاق ولكنه أبعد من أن يصل ظله إلى الأرض فلا يحدث الكسوف حينها وكذلك قد يكون القمر في طور البدر وبعيدا في مداره عن الأرض بحيث لا يحدث الخسوف ويعود هذا إلى المدار" الإهليلجي" للقمر حول الأرض وميل مدار القمر حول الأرض على المستوى الكسوفي بزاوية 5 درجات بحيث لا تتواجد الأجرام الثلاثة على مستقيم واحد بالضرورة مطلع ومنتصف كل شهر.
ويتقاطع مدار القمر في دورانه حول الأرض مع المستوى الكسوفي في موضعين يسميان العقدة الصاعدة والعقدة النازلة فلو كان مستوى مدار القمر حول الأرض منطبقا على المستوى الكسوفي لحصل كسوف نهاية كل شهر قمري بالضرورة
ولحدث خسوف قمرى منتصف كل شهر قمري لكن ظل القمر لا يسقط على الأرض إلا عندما يكون القمر في إحدى عقدتيه أو قريبا منهما ويمكن ان ترتبط فترة الكسوف بفارق الحجمين الظاهرين للشمس والقمر، بحيث تحدث أطول فترة
للكسوف الكلي عندما يكون القمر في الحضيض (أقرب ما يكون إلى الأرض) وتكون الأرض في الأوج (أبعد ما تكون عن الشمس).
بشكل عام قد تستمر عملية الكسوف الكلي من بدايتها إلى نهايتها قرابة الثلاث ساعات ونصف. أما مرحلة الكسوف الكلي (أي استتار قرص الشمس بشكل كامل) فهي تتراوح من دقيقتين إلى سبع دقائق في أحسن الأحوال، ويعود السبب إلى أن
قطر بقعة ظل القمر على الأرض لا يصل في أحسن الأحوال لأكثر من 270 كيلومتر، وبما أن سرعة حركة ظل القمر على الأرض تبلغ قرابة 2100 كيلومتر في الساعة فان المسافة 270 كم تقطع خلال مدة تقارب السبع دقائق. لهذا لا تدوم
مدة الكسوف الكلى أكثر من هذه المدة أبدا.
وتحدث ظاهرة الكسوف الشمسي عندما يمر القمر بين الأرض والشمس حاجبا أشعتها بشكل جزئي أو كلي.
وعندما تمر الأرض في ظل القمر، يكون الكسوف جزئيا، إذ يحجب القمر قرص الشمس بصورة جزئية. أما الكسوف الكلي فيكون في المناطق التي تقع تماما في ظل القمر.
ومع أن قطر الشمس أكبر من قطر القمر بـ400 مرة تقريبا، إلا أنها أيضا أبعد منه عن الأرض بـ400 مرة، مما يسمح للقمر بحجبها عن الأرض تماما في حالة الكسوف الكلي.
ولو كانت دورة القمر حول الأرض مشابهة لدورة الأرض حول الشمس، لكان الكسوف الشمسي ظاهرة تشاهد كل عام، إلا أن مدار القمر حول الأرض فيه شيء من الانحناء.
وبات في الإمكان توقع تاريخ حصول الكسوف منذ أيام بطليموس في القرن الثاني. أما منطقة حدوثه بالتحديد فبات بالإمكان معرفتها منذ القرن الثامن عشر. ومع عصر المعلوماتية تم تبسيط حسابات الكسوف التي كانت تتطلب شهرا من العمل اليدوي من قبل علماء الفلك.
ويعتبر الكسوف الشمسي الكلي واحدًا من المشاهد الطبيعية الأكثر إثارة للدهشة، حيث يظهر القمر المعتم على الحافة الغربية من الشمس ويتحرك ببطء عبر الشمس. وعند لحظة الكسوف الكلي تتوهج هالة لامعة في المشهد حول الشمس المعتمة.
هذه الهالة هي الغلاف الجوي الخارجي للشمس، أو الإكليل (هالة الشمس). وتبقى السماء زرقاء ولكنها معتمة. وبذلك تصبح بعض النجوم اللامعة والكواكب مرئية من الأرض. وتعود الشمس للظهور بعد دقائق قليلة عندما يتحرك القمر عنها إلى الشرق. وقد تطول الفترة التي تكون الشمس فيها معتمة كلية إلى 7 دقائق و 40 ثانية، ولكن معدلها حوالي 2,5 دقيقة


أنواع الكسوف الشمسي :

ربما يكون من أجمل أنواع الكسوف هو ما نسميه بالكسوف الكلي عندما تختفي أشعة الشمس بشكل كامل. أما إذا مرّ القمر أمام الشمس وحجب جزءاً منها فإن هذا يسمى بالكسوف الجزئي. وهنالك نوع ثالث هو الكسوف الحلقي عندما لا
يعترض القمر الشمس بشكل كامل بل تظهر هالة دائرية حوله وهو أيضاً من المناظر الجميلة والرائعة.
ويمكن التمييز بين الثلاثة أنواع الرئيسية في كسوف الشمس كما يلى :
1- الكسوف الكلي : ويحدث الكسوف الكلي للشمس في المناطق من سطح الأرض التي تقع في مخروط ظل القمر , بحيث يحتجب قرص الشمس كلياً عن الرؤية ويتطلب حدوث هذا الكسوف , توفر ثلاثة شروط : أولها :
وقوع القمر قريباً من إحدى عقدتيه ( أقل من عشر درجات ) .
وثانيها : أن يكون القمر في أول خروجه من المحاق ( الهلال الوليد ) أي يكون فيما بين الأرض والشمس ( مرحلة الاقتران )
والشرط الثالث : أن يكون بعد القمر عن الأرض أقل من ( 373000كم ) , وهو الطول المتوسط لمخروط ظل القمر . وتختلف مدة الكسوف الكلي من لحظة زمنية , عندما يكون القمر في متوسط بعده عن الأرض , إلى نحو سبع دقائق و(35) ثانية عندما يكون القمر في الحضيض . أما اتساع منطقة الكسوف الكلي ( مسقط مخروط ظل القمر على الأرض ) فيختلف أيضاً باختلاف بعد القمر عن الأرض , فتكون أكثر اتساعاً باقتراب القمر من الأرض أثناء حدوث الكسوف الكلي , حيث يصل اتساع مسقط ظل القمر على الأرض إلى نحو ( 270كم ) بمدة نحو ( 7.6) دقيقة عندما يكون القمر في الحضيض من الأرض , أما إذا كان القمر في بعده المتوسط عن الأرض فيلامس ظل القمر ملامسة خطية وليست مساحية , ولحظياً .
وفي الكسوف الكلي , يكون قطر القمر الظاهري أكبر من القطر الظاهري للشمس , فالقطر الظاهري المتوسط
( 5ً و 31َ ) يساوي تقريباً القطر الظاهر المتوسط للشمس (59ً و 31َ ) .
وباقتراب القمر من الأرض أكثر من ( 384 ) ألف كم , يزداد قطره الظاهري عن الرقم السابق , ليصبح أكبر من قطر الشمس الظاهري مما يجعلها تنحجب عن الرؤية .
ويمكن أن يشاهد الكسوف الشمسي الكلي فقط في أجزاء معينة من العالم. وتقع هذه المناطق في مسار الكُليّة، وهو الممر الذي يمر عبره ظل القمر على الأرض. ولا يكون مسار الكُلية بشكل مطلق أوسع من حوالي 274 كم.
2-الكسوف الحلقي : يتشكل الكسوف الحلقي للشمس بالآلية التى تشكل الكسوف الكلي , ولكن عندما يكون القطر الظاهري للشمس أكبر من القطر الظاهري للقمر , وهذا يتحقق عندما يكون :
- القمر بعيداً عن الأرض أكثر من ( 384000كم ) , باتجاه أوجه ( بعده الأعظم ) الذي يبلغ ( 406740كم ) حيث يقل قطره الظاهري .
– الأرض أقرب ما تكون إلى الشمس , أي باتجاه حضيضها ( 147) مليون كم , مما يؤدي إلى تعاظم قيمة القطر الظاهري للشمس الذي يصل إلى ( 36ً.32َ ) .
وفي الكسوف الحلقي لا يصل مخروط ظل القمر مباشرة إلى الأرض , غير أن الكسوف الحلقي يشاهد في مناطق الأرض الواقعة في امتداد مخروط ظل القمر , حيث يشاهد قرص الشمس تحيطه حلقة مضيئة جميلة مختلفة الاتساع من كسوف حلقي إلى آخر , حسب بعد القمر عن الأرض , وبعد الأرض عن الشمس .
3-الكسوف الجزئي : لا يرتبط الكسوف الجزئي عموماً بدرجة بعد القمر عن الأرض أو قربه منها , ولا ببعد الأرض عن الشمس , لأن حدوثه لا يتطلب فقط أن يكون القمر واقعاً في المستوى المكون من الأرض والشمس , وإنما أن يكون واقعاً فوق المستوى الكسوفي ( البروجي ) أو تحته ببعد زاوية تسمح للقمر حجب قرص الشمس جزئياً . وزاوية بعده عن المستوى الكسوفي ( 10-16 ) هي التي تحدد نسبة الكسوف الجزئي .
يشار الى انه يسبق الكسوف بعض الظواهر الطبيعية مثل : ظاهرة المد والجزر ، تنقص درجة الحرارة ، ظهور اعاصير صغيرة الحجم ( زوبعة ) وتعود الحيوانات الى بيوتها .
حقائق وأرقام..
- أطول خسوف كلي للقمر استمر ساعة و 40 دقيقة.
- أما أطول كسوف كلي للشمس فلم يستمر أكثر من 7 دقائق و 40 ثانية.
- الخسوف القمري يمكن أن يحدث ثلاث مرات كل سنة. أما كسوف الشمس فيمكن أن يحدث 5 مرات في سنة واحدة.


مخاطر النظر إلى الشمس أثناء الكسوف ..


يتضمن الاشعاع الشمسى الوارد إلى الأرض ثلاثة أنواع من الاشعة الكهروطيسية التي تشكل خطرا على عين الإنسان وهي:
- الاشعة الضوئية: وتتسبب هذه الاشعة عندما تكون كثافة الضوء عالية بأذية ضوئية كيميائية تدعى بالتسمم الضوئى حيث تتعطل قدرة الخلايا البصرية على الاستجابة للضوء.
- الاشعة تحت الحمراء..و تتسبب هذه الاشعة بتسخين الشبكية مسببة أذية حرارية تدعى التخثر الضوئى تتمثل بحرق الانسجة وتدمير الخلايا الحساسة للضوء/العصى والمخاريط/ ولايشعر الإنسان بهذا الضرر ذلك ان الشبكية تخلو من
مستقبلات الحرارة والالم.
ولا تصدر الشمس أثناء الكسوف أي إشعاعات مضرة بالعين غير تلك التي تطلقها عادة ومن المعلوم أن التحديق إلى الشمس في الاحوال العادية لمدة 15 ثانية على الأكثر كفيل بالتسبب بالعمى لكن خطورة الكسوف تأتى من فارق أن الشمس
غير المكسوفة تصدر كميات كبيرة من الاشعة الضوئية ما يؤدى إلى تضيق حدقة العين لأقصى حد ممكن وبالتالى عدم السماح للاشعة المضرة بالعبور إلى الشبكية اما أثناء الكسوف فان كمية الاشعة الضوئية الصادرة عن الشمس تقل بشكل
ملحوظ بسبب استتار جزء من قرص الشمس هذه المرة ستكون النسبة 20 بالمئة وهذا ما يجعل حدقة العين تتوسع بشكل كبير فاذا ما كانت العين مركزة على الشمس مباشرة نفذت كمية كبيرة من الاشعة الضارة نحو الشبكية وسبب لها أذية
مؤقتة أو دائمة وقد لا تظهر الاذية مباشرة بعد المراقبة ليتأخر ظهورها بضع ساعات أو أكثر أحيانا وتتمثل الاذية بعمى دائم في العين وباضطراب في الرؤية وضعف في قوة الابصار.
مرتين كل سنة ..
عند بداية أو نهاية الشهر القمري فإن القمر يتوسط بين الأرض والشمس ولو كان القمر يدور في نفس مستوى دوران الأرض حول الشمس لكان الخسوف والكسوف يحدثان كل شهر، ولكن لأن مستوى دوران القمر حول الشمس يميل بزاوية
مقدارها خمس درجات تقريباً. لذلك السبب لا يحدث الكسوف أو الخسوف إلا عندما تمر الشمس (بسبب دوران الأرض حول الشمس) في نقطة التقاء المستويين أو ما تسميان بالعقدتين. وتمر الشمس مرتين كل سنة فيهما. لذلك تحدث تلك
الظاهرة بمعدل مرتين كل سنة مثل ظاهرة خسوف القمر.
وتسمى الفترة التي تبقى الشمس في العقدتين بفترة الخسوف والكسوف حيث تبقى في كل عقدة أكثر من شهر وهو ما يجعل كل كسوف شمس يرافقه على الأقل خسوف قمر إما قبله أو بعده بنصف شهر والعكس صحيح. وتستغرق الشمس فترة
346.62 يوم كي تعود إلى نفس العقدة وتلك الفترة تسمى السنة الكسوفية لذلك يتوقع بعد تلك الفترة أو نصفها حدوث خسوف وكسوف ما على سطح الأرض. وبسبب الفرق بين السنة الكسوفية والسنة الشمسية فإن القمر يعود إلى نفس النقطة
التي يحدث فيها الخسوف أو الكسوف بعد 18 سنة و 11.3 يوم أو ما تسمى بدورة الساروس للقمر والتي اكتشفها البابليون في عصور قبل الميلاد.


أساطير وعادات عبر العالم:

تمتلك كل حضارات العالم في تراثها الثقافي نصيبا من الأساطير المفسرة للظواهر السماوية. ومن ضمن هذه الظواهر كسوف الشمس وخسوف القمر، فكثيرا ما كانت تثير الناس نتيجة لغموضها وطبيعتها المثيرة للقلق، فكانت بالنسبة للشعوب
القديمة بمثابة قوى عظمى مسئولة عن حدوث الفوضى الكونية
وهى ظواهر تم الالتفات اليها منذ قديم الأزل، وذلك نتيجة لمنظرها الرائع الذي جعل منهما مادة هامة في عمليات الارصاد وكانت تشاهد كعروض إلهية تثير بعض الخوف. ويرجع إليهما الفضل أيضا في تغيير مسار بعض المعارك. كما
ساهمت الرغبة في معرفة كيفية سير هذه الظواهر والتنبؤ بعودتها في التقدم العلمي. وتركت هذه الظواهر الطبيعية الرائعة أثرها في التاريخ والعلوم. فأصبحت هذه الظواهر المخيفة سابقا من الظواهر الفلكية المنتظرة اليوم. فإن الكسوف الكلي
للشمس لا يعتبر مشهدا جميلا فقط ولكنه يمثل أيضا لحظات خاصة للدراسة العلمية للغلاف الجوي الخارجي للشمس والإكليل الشمسي وخصائص تم شرحها من قبل بطريقة سيئة .



المصدر ايجى نيوز

تعليقات

المشاركات الشائعة