محكمة دولية تغرم روسيا 50 مليار دولار لمصادرتها أصول يوكوس للنفط


قضت محكمة التحكيم الدولى بهولندا اليوم بتكبيد الاقتصاد الروسي اكثر من كل العقوبات الامريكية الاوربية المفروضة عليها اثر ازمة أوكرانيا ، حيث غرمت المحكمة موسكو بنحو 50.02 مليار دولار لصالح مساهمي شركة النفط "يوكوس Yukos" والتي تم تفكيكها من قبل حكومة الرئيس فلاديمير بوتين ابتداء من عام 2004.
وروسيا التى اصبح اقتصادها على حافة الركود ، اكدت انها ستستأنف الحكم الذي أصدرته المحكمة الدولية التي تحكم المنازعات التجارية الخاصة، وقالت انه قرار "سياسى منحاز" فى سياق الأحداث الجارية" في إشارة واضحة إلى النزاع مع الغرب بشأن أوكرانيا .
وتعود القضية الى عام 2004 حينما قامت الحكومة الروسية بمصادرة أصول شركة "يوكوس"، المملوكه لعملاق النفط السابق "ميخائيل خودوركوفسكي jail Khodorkovsky"الذى كان مكروها من الكرملين .. وقد اضطرت الشركة لاشهار افلاسها تحت وطأة مطالبات ضريبية قياسية بلغت بلغ 3.4 مليار دولار و لم تستطع الدفع فتمت مصادرة ممتلكاتها .
وقد عبر المحامون عن مالكى الاسهم السابقين فى شركة " يوكوس" ومدعيين آخرين عن ارتياحهم ازاء قرار التحكيم ، على الرغم من ان الغرامة لم تقترب من الرقم الذى تمت المطالبة به و هو 114 مليار دولار كتعويضات للمساهمين عن اصول الشركة .. و وصف المحامون القرار بانه "حكم تاريخي وبالاجماع" بعد "معركة استمرت عشر سنوات".. و قالوا ان المحكمة المفوضة لحل النزاعات الدولية، اكدت للرئيس بوتين أنه في العالم الحديث، لا يمكنه الاستيلاء على الممتلكات دون تعويض أصحابها.
ويقول الخبير الاقتصادى "ألكسي بوجوريلوف Aleksei Pogorelov" بمؤسسة كريدي سويس ، ان هذا الحكم يمكن أن يكون له آثار اقتصادية كبيرة على روسيا " حيث سيؤثر على تقييم الاستقرار المالي على المدى الطويل ، ويمكن أن يصبح أساسا لحجج لتنقيح تقديرات روسيا من قبل وكالات التصنيف و الائتمان الدولية" .
و يضيف " بوجوريلوف" ان غرامة 50 مليار دولار تمثل نحو 2.5 في المئة من إجمالي الناتج الاقتصادي السنوي في روسيا و نحو 57 في المئة من صندوق الاحتياطيات الذى يخصص لتغطية العجز في الموازنة العامة للدولة.
يذكر ان شركة " يوكوس " للنفط ، كانت تقدر قيمتها بنحو 40 مليار دولار ، وقد تم تفكيكها وتأميمها، ونالت معظم اصولها شركة "روسنفت Rosneft" وهي شركة الطاقة العملاقة التي يديرها حليف لبوتين. بينما صاحبها الملياردير"خودوركوفسكي" ، الذي اعتاد أن يكون أغنى رجل في روسيا، فقد اعتقل تحت تهديد السلاح في عام 2003 وأدين بالسرقة والتهرب من دفع الضرائب في عام 2005 و تم سجنه الى ان اصدر بوتن قرار عفو عنه فى ديسمبر الماضى .



المصدر ايجى نيوز

تعليقات

المشاركات الشائعة