مصر تواجه الإرهاب دفاعا عن أمن المنطقة والعالم الرئيس فى الاحتفال بعيد الشرطة: نتعامل وفقا لدولة القانون ولا أحد ضد حقوق الإنسان.. حريصون على عدم سقوط أبرياء فى سيناء
في تقليد جديد وقبيل أن يبدأ كلمته في الاحتفال بعيد الشرطة أمس، طلب الرئيس عبد الفتاح السيسي من أبناء شهداء ضباط الشرطة الصعود إلي المنصة و الوقوف إلي جواره، وقال إنه من الضروري أن يصعد أولاده بجانبه ليتشرف بهم، مؤكدا أن هؤلاء الشباب هم سنده في الفترة الحالية. وقد صعد 5 أبناء من الشباب وظلوا واقفين حتي انتهي الرئيس من كلمته وقام بتقبيلهم.
وقال ان مصر لن تنسي ابدا شهداءها الابرار من رجال الشرطة الذين ضحوا بارواحهم فداء للوطن، موكدا ان الدولة ستعمل علي رعاية اسرهم وتوليهم كل الاهتمام.
وقال الرئيس إن احتفال اليوم له معني آخر، وإن أبناء الشهداء وأسرهم قد رفعوا معنويات الشعب المصري كله، ووجه رسالته للمصريين و للعالم قائلا إن آباء هؤلاء الشباب قد دفعوا أرواحهم وضحوا بها من أجل أن تظل مصر واحة للخير والسلام والأمان والاستقرار، مؤكدا أن مصر لن تنسي هذه التضحيات.
وأضاف أنه سبق أن قال إنه قبل أن توجه النار إلي المصريين ستوجه إلي الجيش و الشرطة، و هذا ما حدث بالفعل، ولكن ذلك كان من أجل خاطر مصر.
وشدد الرئيس السيسي علي أنه لن يتم التهاون مع من يرفع السلاح، قائلا: «اللي هيرفع السلاح علي مصر لأ و لا» و كرر هذه العبارة مرتين، وشدد في الوقت نفسه علي أن الدولة تتعامل بالقانون عند القبض والتحقيق مع من يرفع السلاح، ودون التعامل معهم بما هو خارج عن القانون، لأن مصر دولة عريقة ذات حضارة 7 الآف سنة، و تحترم نفسها وأهلها مهما كانوا.
وأكد أن القانون سيسري علي الجميع، بداية برئيس الجمهورية وحتي أبسط مواطن مصر، و قال إن الدولة تكافح من أجل البقاء، وانها تدفع الثمن حتي تصبح دولة قانون و مؤسسات، وتظل لمصر والمصريين جميعا و ليس لأحد بعينه.
وطالب الرئيس الجميع بالانتباه لما تواجهه مصر من مخاطر، وقال إنه لولا وقفة مصر لكانت للمنطقة شأن آخر، وأشار إلي أن مصر تدفع ثمن الاستقرار ليس في المنطقة العربية فحسب، بل لاستقرار أوروبا والعالم كله، مشددا علي أن مصر ستننتصر ـ بإذن الله.
وعرض الرئيس السيسي بيانا رسميا بأعداد القتلي الذين رفعوا السلاح في سيناء ضد المواطنين والشرطة والجيش والدولة، وقال إنه خلال العمليات التي استمرت أكثر من عام بلغ حجم القتلي 208 وتم القبض علي 955 ولم يتم ادانتهم جميعا حيث تم إخلاء سبيل أكثر من نصفهم بعد التحقيقات، مشددا علي أن دولة القانون المصرية لا تتجبر أو تتغول علي أحد حتي لو كان لديها القدرة علي فعل ذلك.
وأوضح أن الموقف في سيناء قد تغير الآن عن السنوات السابقة، مشيرا إلي أن القضاء علي الإرهاب لا ينتهي بسرعة كما يطالب الناس، واننا ينبغي لنا أن ندرك أننا نواجه عملية مجرمة وفكرا بغيضا، يتطلب معه أن يقوم الجميع بدوره إذا كنا نريد مجابهة هذا الفكر، علي ألا تقتصر المواجهة علي العمليات العسكرية فقط.
وأضاف أن الأرقام تؤكد انه رغم جهود الدولة للقضاء علي الفكر المتطرف، فإنها حريصة علي ألا يسقط أبرياء، مشيرا في هذا الصدد إلي أنه سيلبي ما طلبته منه واحدة من أسر شهداء الشرطة من الشيخ زويد أمس، قائلا لها: «رسالتك وصلت».
وحول قضايا الحريات والديمقراطية، شدد الرئيس السيسي علي أن الدولة ليست ضد حقوق الإنسان، وطالب بأن يتم النظر إلي حقوق البسطاء من الشعب المصري الذين يصل عددهم الي نحو 40 مليون مواطن و يريدون توفير الغذاء و ان يطمئنواعلي مستقبلهم.
ووجه حديثه للمطالبين بالتظاهر قائلا: « خلي بالك وأنت بتطالب بحقوقك أوعي تضيعنا معاك». مؤكدا ضرورة الإدراك والوعي بدور الدولة وما ينبغي أن توفره للمواطنين خلال المرحلة الصعبة الحالية، مع تضاؤل موارد الدولة و خسارة نحو 40 مليار دولار بعد توقف السياحة خلال السنوات الأربع الأخيرة، بخلاف خسائر الصناعة وقطاعات أخري كثيرة.
كما قال للمطالبين بالتظاهر: أنت تختزل حقوق البشر لكي تعبر عن رأيك، وأكد أن الدولة تسمح للمواطنين بأن يقولوا ما يشاءون.
وأضاف الرئيس أن هناك مطالب مقبولة و لكن هناك مطالب يمكن أن تضيع البلد، مؤكدا أنه لا أحد ضد حقوق الإنسان، ولكن قد تحدث بعض التجاوزات في أثناء الممارسة في ظل الظروف الاستثنائية الصعبة الحالية، و لكن الدولة لا تقرها ولاتوافق عليها، وناشد المصريين مساندة الدولة حتي تمر من هذه المرحلة حتي تنطلق للعيش والإنتاج.
وقال إنه عندما يلتقي منظمات حقوق الانسان يؤكد لهم أنه يحب هذا البلد ويحرص علي حقوق الانسان أكثر من أي أحد، لأن الله سوف يحاسبه علي ذلك قبل الناس. وقال انه ينبغي أن يعرف الناس كيف ينظر لمصر، وكيف يعطي الأولوية لحقوق المواطن البسيط الذي يريد توفير التعليم والعلاج.
واستعرض الرئيس السيسي أسباب ما حدث في أزمة البوتاجاز خلال الأيام العشرة الأخيرة، وقال ان الطقس السييء لم يمكن السفن من دخول البلاد، ونحن بسبب قلة مواردنا ليس لدينا في الفترة الحالية مستودعات إستراتيجية تكفي لتوفير إحتياطي لمدة 30 يوما مثل بعض الدول الأخري.
المصدر الاهرام
تعليقات
إرسال تعليق