تعرف علي أهم خمسة ألقاب في حياة "الخال"
عبر كلمات عامية بسيطة وشخصية متواضعة، عاش ورحل شاعرنا الكبير، فبين أربع روؤساء عاش الخال، فكانت علاقته ببعضهم طيبة وبالبعض الآخر ليست على ما يرام، وكان الخال ضيفا دائما على جهاز أمن الدولة.
نرصد في هذا التقرير علاقة الخال برؤوساء مصر والألقاب التي لقب بها فمنهم الملهم والعنيد والسجان والطماع وأخيرًا الطاهر.
الأبنودي والملهم
بدأت علاقته بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر بعد ثورة 1952، فكان من أشد المؤمنين والداعمين للثورة وأهدافها متفقًا معها في توجّهاتها الثورية القومية، فساندها وناصرها بكتابته وأشعاره الخالدة، مع ذلك لم يكن يومًا ضمن رجال النظام فتكاتف مع صوت الغالبية الفقيرة من الشعب في اتجاه مسار الثورة، فنجحت الثورة ولكن شاء القدر أن يتذوق مرارة سجون نظامها بعد ذلك.
كان الأبنودي يعتبر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر زعيمًا ملهًمًا، فكتب فيه قصائد كثيرة لكنه كان يرى أن الأزمة الحقيقة لعبد الناصر كانت في المنتشرين حوله من المنتفعين.
نظر الأبنودي لعبد الناصر نظرة جيدة حيث مدحه قائًلا "لا ننسى أن عبد الناصر هو الذي قال "ارفع رأسك يا أخي..انتهى عهد الاستعباد".
ورد علي الهجوم على عبد الناصر قائلا " يا من تهاجمون عبد الناصر قولوا لنا: ماذا فعلتم؟ لولا عبد الناصر ما استطاع الفقراء من أمثالي أن يتعلموا.
الأبنودي والعنيد
أما في عهد الرئيس الراحل أنور السادات فكانت هناك أزمات كبيرة بين الرئيس الراحل والخال، لكنها لم تظهر إلا في أول لقاء مباشر بين السادات والخال في عام 1975، حيث مد الأبنودى يده ليسلم على الرئيس السادات، وكانت الطاولة بينهما طويلة فاضطر الخال للانحناء أثناء المصافحة، وهنا التقط أحد المصورين صورة الخال أثناء مصافحته للسادات وهو منحنى، ويقول الأبنودى في هذا الشأن إنه أحد "ألاعيب السادات".
وما زاد الأمر سوءًا هو انضمام الأبنودى إلى حزب التجمع المعارض بعد اللقاء مباشرة ما أثار غضب السادات، ليصبح الخال بعد ذلك من زائري "أمن الدولة" المستمرين.
وفي اتفاقية كامب ديفيد لم يستطيع السادات أو حكومته في اقناع الأبنودي بالموافقة على الاتفاقية، حيث اتخذ الأخير موقفًأ مضادً من الاتفاقية ومن وافقوا عليها.
توترت العلاقة أكثر وأكثر بين السادات والأبنودي، حتى أنه في فبراير 1981 ألقى في عيد الطلاب قصيدته "المد والجزر" التي تنبأ فيها بمقتل السادات، وفى نفس التوقيت كتب قصيدته "لا شك أنك مجنون"، وصارت قصائد الأبنودى بمثابة المدفعية الثقيلة التي تواجه نظام السادات.
ارتاح الأبنودى بعد رحيل السادات، وقال عن هذا "كنت حاسس إن رحيله في الوقت ده نعمة، بغض النظر عن إنه اغتيل، لأني ضد الاغتيال.
الخال والسجان
كان من أكثر الأوبريتات التي أعدها الخال هي "ضحكة المساجين" ودولة العواجيز والتي انتشرت بكثافة وسط الثوار بميدان التحرير خلال أيام ثورة يناير وما بعدها، فكانت تشعل الميدان بالحماس وتلقى بالاطمئان والإصرار في قلوب الثوار.
أما علاقة الخال بالرئيس المخلوع فكانت غير مشحونة، ولكنه كتب في الوقت ذاته ديوانه "المشروع والممنوع"، والذي مثّل صرخة انحياز للناس ضدّ القمع والسلطة، ورفض الدولة المركزية ومشروعات الزعامة الوهمية، كما حذر النظام من ثورة قادمة لكنه لم ينصت له.
الأبنودي والطماع
أما علاقة الخال بالإخوان فكانت كما علاقة الشعب المصري بهم، حيث رفضهم من البداية إلى النهاية بأشعارها وأعماله ومقالاته، فقبل نزول الملايين إلى الشوارع في ثورة الثلاثين من يونيو وجه الأبنودي رسالة في قصيدة شهرية للإخوان قائلًا مكانش بيبات فيها جعان.. دلوقتي نشفت تنشيفة
ضرايبنا رايحة على الإخوان.. وشبابنا مش لاقي وظيفة
داير يبيعنا للترك والفرس.. ومفيش بيعة ملهاش عمولة
بيقولوا دا اللي هيفتح القدس.. هي القدس يابني إزازة كوكاكولا؟
لو منهم لأتغر الأهداف أنجزوها.. والقدس صَبَحِت حر من كتر ما حرروها" إلى آخر القصيدة.
الأبنودي والطاهر
فيما رأي الأبنودي في الرئيس عبد الفتاح السيسي ما كان يراه في الرئيس الراحل جمال عبد الناصر قائدًا ملهمًا حيث مدحه قائلًا " السيسي طاهر ولكنه جاء في زمن ملوث" واصفًا القيادة السياسية للبلاد المتمثلة فى الرئيس عبد الفتاح السيسى عليها إجماع شعبى لا يتخلف أحد على طهارته إلا الباطل، والمعضلة أنه تولى مقاليد الأمور فى زمن، وذكر قائلاً: "الرئيس عبد الفتاح السيسى زعيم طاهر لا يختلف معه إلا الباطل، ولكنه جاء فى زمن على ما يبدو أنه ليس زمن الناس الطاهرة الحلوة، خرجنا من فترة مسحت تضاريس مصر الإنسانية كلو ملوث، طلعنا من فترة حسنى مبارك وكلو مش مصدق".
وذكرت مصادر إعلامية أن الرئيس عبد الفتاح السيسي قام بإتصال هاتفي لأسرة الشاعر الراحل لتقديم واجب العزاء بعد وفاته مباشرة.
المصدر الوفد
تعليقات
إرسال تعليق