زهايمر .. سوزان مُبارك !
بضمير - حسين الزناتي - الاهرام
وخرج الإعلامى تامر أمين، ليقول لنا ان قرينة الرئيس الأسبق "سوزان مبارك" أصيبت بمرض الزهايمر، وأنها تعالج بالمركز الطبى العالمى، وهى لا تتعرف على أشخاص مقربين منها ، للدرجة التى تعتقد معها أن "محمد" نجل علاء مبارك ابنها وليس حفيدها.
من ناحيتها ردت صفحة "أنا آسف ياريس" المؤيدة لمبارك وعائلته ، على كلامه واعتبرته "رواية سخيفة ، و سقطة إعلامية " وأنها تأتى فى إطار الحملات الممنهجة لإثارة الشائعات والأخبار المفبركة عن مبارك وأسرته" ! ما حدث بين قول تامر ومؤيدى مبارك ، لايختلف كثيراً عما يجرى فى ساحة بلادنا من جدل حول بعض الأحداث ، وبعض الأشخاص ، كدعوة خلع الحجاب من إرتدائه ، ثم الوقوف مع البحيرى أوضده ، ومابينهما الكثير .
نعم كلها أحداث ووقائع تدور فى فلك الجدل العقيم ، والأحداث التى تستغرقنا ، وتوقع بنا فى بحور من السفسطة تعود بنا إلى الوراء ، وتزيد من تشتتنا ، وتقسيمنا ، وتذهب بنا بعيداً عن صُلب الموضوع الأهم ، وهو أن تعود مصربلداً كما كانت
.. هى تأخذنا بعيداً عن واقع " هشاشة " أوضاع مصر ، وعن قدرتها فى مواجهة هذه الأوضاع ، وخوض الحرب التى تواجهها من كل جانب .
إن ماتواجهه مصر من سفسطة وجدل ، وحروب كلامية طاحنة ، بين مؤيد ومعارض لقضايا وقتها غير مناسب ، لاتبعد كثيراً عن كونها " حروباً داخلية" ، تجرى رحاها، فى قضايا فرعية مُفتعلة إما عن قصد ، أو سوء قصد ، علينا تجاوزها قبل أن نغرق فيها ومعها كلنا .
والسؤال : ما الذى سيفرق معنا ، إن كانت سوزان مبارك قد أصيبت بمرض الزهايمر من عدمه ، ومامعنى أن يحرص إعلامنا على تناول الأمر ، وكأنه سبق إعلامى لامثيل له ، وأنه " جاب التايهه" أليست سوزان مبارك تلك مثل غيرها من البشر مُعرضة للمرض ، هل سيشفع لها أنها كانت قرينة الرئيس ؟!
ثم لو كانت هى فى مكانتها السابقة ، هل كان سيخرج علينا الإعلامى ليتحدث بهذه الثقة المفرطة ، عن حاله سواء كان حقيقياً من عدمه ؟!
ومامعنى أن تتحول كل قوانا الذهنية والعقلية ، حول دعوات خلع الحجاب الآن ، وماالذى سنجنيه من التركيز على دعاوى اسلام البحيرى ، وتلميعه سواء بالنقد ، أو التأييد !
.. بدلاً من كل هذا ، أليس أولى بنا أن تتشابك أيدينا ، وتتلاقى عقولنا على وضع أولويات للعمل المشترك داخل الوطن ، الذى ينأى بنا عن التشتت ، ويقترب بنا من الوصول إلى بر الأمان ، قبل أن نستغرق أنفسنا فى " الخناق" ونحن فى قلب المعركة التى يحيطنا فيها الأعداء من كل جانب .
ياسادة لاسوزان مبارك ، والا البحيرى ولا الشوباشى ، ولاغيرهم سينفعوننا ، وقت أن يغرق الوطن بنا جميعاً ، وقتها رُبما نتمنى حتى "الزهايمر" لكننا لن نجده !
تعليقات
إرسال تعليق