دماء "عبدالرازق"

نشأ الطفل عبدالرازق ذو السنوات الست فى طما بسوهاج لأسرة بسيطة، وظهرت على وجهه علامات البراءة فى أجمل صورها فهو يبدو للناظرين كملاك طاهر نقى ألقى الله على وجهه محبة كل من يراه،
 وكان يحظى بمحبة والديه وإخوته وأقاربه فهو ابن العائلة صاحب الطلبات المجابة فى أى وقت لأنه أصغرهم. كان الطفل عبدالرازق يقضى وقته مثل أقرانه فى اللعب واللهو لم يتحمل المسئولية بعد، ولا يعطى للدنيا بالا فهو مازال فى عمر الزهور يطير مثل الفراشات والطيور لا يحمل عداءات أو بغضاء لأحد. ولم لا؟ فالأطفال أحباب الله، وهم فى ذمته وعنايته. وهكذا عرف الناس كيفية عناية الأطفال حتى يكبرون. كان عبدالرازق يملأ الدنيا صخبا وضجيجا حتى كانت أسرته تشاركه لعبه ولهوه طوال الوقت سواء داخل المنزل أو خارجه مع أصدقائه من الجيران وزملائه بالمدرسة. وفجأة وبدون مقدمات يختفى عبدالرازق فى ظروف غامضة محدثا صدمة للجميع فقد خرج كعادته من منزله للهو مع أطفال الجيران، وقضاء يومه فى مشاكسة هذا ومضاحكة هذا حتى تطل عليه أمه من شرفة المنزل لتنادى عليه للحضور لتناول طعام الغداء فيعود مع النداء الثاني. ولكن فى هذا اليوم لم يستحب لندائها ظلت تنادى وتنادي. ولكن دون جدوى خرجت الأم مهرولة إلى الشرع لتبحث عنه وتسأل أطفال المنطقة لعلها تهتدى إلى مكانه، ولكن الإجابة هذه المرة كانت واحدة، وهى أنهم لا يعرفون أين ذهب؟ بدأ الأب والأم بحثا مضنيا عن طفلهما بصحبة الأقارب طيلة اليوم حتى انتهى المطاف بالجميع إلى الإبلاغ عن اختفائه، وهم لا يدرون ماذا حدث له وذلك بعد أن تقطعت بهم الأسباب وبلغ بهم البحث منتهاه وتوجهوا لقسم شرطة طما لتحرير محضر بالاختفاء. وفى تلك اللحظات المرعبة التى عاشها الأقارب كانت يد الخسة والندالة قد امتدت لتنال من براءة عبدالرازق بعد أن قام 3 ذئاب بشرية أسوأ من الشياطين بخطف الطفل وإخفائه داخل منزل مهجور بمنطقة نائية، وسط الزاعات وقاموا بهتك عرضه فى جريمة بشعة تقشعر لها الأبدان، وحتى قبل أن ينفذوا خطتهم الدنيئة فقد الطفل الصغير عقله ورغم أنه توسل لهم فى أن يعيدوه إلى أهله إلا أنهم استمروا فى تنفيذ مخططهم الشرير، ونهشت أنياب الذئاب الثلاثة الملاك، ولكن دون جدوى فما من سامع لصرخاته ولا مجيب لتوسلاته. سحبت الشمس خيوطها وهربت مولية، وبدأ الظلام يخيم بوجهه الكالح على المنطقة فى جريمة بشعة، وقام أحد الذئاب الثلاثة بتقييد الطفل وقام آخر بهتك عرضه والتعدى عليه جنسيا، وذلك انتقاما من أسرته بسبب وجود خلافات معها. لم يكتف الذئاب الثلاثة بهتك عرض الطفل بل قاموا بإطلاق عيار من سلاح نارى تجاهه إلا أن الرصاصة لم تصبه، ولكن أصابه رعب الدنيا كلها حينها تمنى أن تكون الرصاصة قد أنهت معاناته، وربما كانت المنقذ الوحيد له وسط ذلك العالم الخسيس. لم يخطر على عقل أى بشر ولا حتى إبليس نفسه مثل ذلك النوع من الانتقام البشرى لقد سولت للجناة أنفسهم هتك عرض الطفل البرئ، وإطلاق الرصاص عليه، ولم يكتف الجناة بذلك، ولكن خشية افتضاح أمرهم اتفقوا على اصطحابه إلى الترعة، وقاموا بطعنه بخنجر، وعقب التأكد من وفاته ألقوه بقاع الترعة وفروا هاربين إلا أن الأجهزة الأمنية فى مباحث طما تمكنت من القبض على المتهمين وبمواجهتهم اعترفوا بارتكاب الجريمة لتبدأ معاناة جديدة للأسرة المكلومة، والتى كان وقع الخبر على رؤوسهم كالصاعقة واحتسبوا ملاكهم شهيداً عند الله. كان اللواء إبراهيم صابر مساعد وزير الداخلية لأمن سوهاج قد تلقى بلاغا بغياب عبدالرازق 6 سنوات فى ظروف غامضة. تم تشكيل فريق بحث ضم العقيد عمر خطاب رئيس فرع البحث للشمال بإشراف العميدين محمد توفيق، وأسعد الذكير رئيس ومدير المبحث الجنائية لكشف مرتكبى الواقعة توصلت تحريات الرائد أحمد خلف رئيس مباحث طما والنقيبين محمد حمدى ومازن النبوى معاونى المباحث أن وراء ارتكاب الجريمة كلا من محمد. ع. م 21 سنة عامل - ويقيم بقرية كوم العرب وإسلام 19 سنة مبيض محارة ومنازع ف أ 20 سنة عامل ويقيمان بطما وجميعهم على خلاف مع أسرة المجنى عليه. تمت مراقبة تحركات المتهمين والأماكن التى يترددون عليها، وتم ضبط الثانى والثالث أثناء وجودهما على أحد المقاهى، وبمواجهة المتهمين اعترفا بارتكاب الواقعة بالاشتراك مع المتهم الأول حيث استدرجوا المجنى عليه إلى أحد المنازل واعتدوا عليه جنسياً، وقاموا بإطلاق عيار من سلاح نارى فرد روسى عليه إلا أنه لم يصبه، وخشية افتضاح أمرهم اتفقوا على اصطحابه إلى الترعة، وقاموا بطعنه بسلاح أبيض "خنجر" وعقب التأكد من وفاته ألقوه بالترعة تم ضبط السلاح النارى الذى أرشد عنه المتهمون، وكلفت إدارة البحث الجنائى بضبط المتهم الهارب.


حوادث : الأهرام المسائى


تعليقات

المشاركات الشائعة