بريد الجمعة يكتبه احمد البرى.. الاهرام
استوقفتنى رسالة «ليإلى العذاب»، التى روت فيها كاتبتها قصة معاناتها هى ووالدتهاالتى انفصلت عن أبيها بعد أسابيع من ولادتها، ثم استيلاء خالها على ميراث أمها، وطردهما إلى الشارع، فى دراما واقعية شديدة القسوة، ووجدتنى أسير إلى الطريق نفسه مع خمس بنات لا حول لهن ولا قوة، فأنا سيدة فى سن السابعة والخمسين، نشأت فى الإسكندرية لأسرة متوسطة، وكان ـ أبى رحمه الله ـ يعمل فى وظيفة كبرى وصل فيها إلى درجة وكيل وزارة، وأمى ربة منزل كرست حياتها لتربيتنا أنا وشقيقيّ التوأم، والتحقت بمعهد التمريض، وعندما تخرجت فيه كنا نسكن بالقاهرة، فعملت بمستشفى تخصصى شهير، ونلت ثقة أطبائه والقائمين عليه، بل والمرضى الذين لم يقتصر ارتباطى بهم على تمريضهم فقط، وانما اهتممت بالجانب الإنسانى لديهم، فكنت بشوشة معهم وأتابعهم لحظة بلحظة، وألبى رغباتهم، وأتابع أحوالهم كأنهم أهلي، وتفانيت فى أداء مهامى بكل حب وإتقان.
وذات يوم، جاءت إلى المستشفى سيدة قادمة من بورسعيد، ولديها خمسة أبناء ذكور، تخرج أحدهم فى كلية الهندسة، لكنه فضل أن يشارك والده فى العمل الحر، وقبل أن تغادر المستشفى جاء ابنها لزيارتها، فعرفتنى به، وأخذت رقم هاتف منزلنا، وعنوان سكننا، على وعد منها بأن تتواصل معي، وودعتنى بقولها: «معرفة الناس كنوز»، وأنها سعيدة بى وبروحى الجميلة على حد تعبيرها، وهكذا تركت فى نفسى أثرا بالغا، وتعجبت أن تنشأ بيننا هذه العلاقة القوية لمجرد ساعات قضيتها معها بحكم عملي، وبعد أسبوع تقريبا دق جرس الهاتف فإذا بها تسأل عني، وتخبرنى بأنها قادمة إلينا لتزورنا بصحبة زوجها وابنها المهندس، وأدركت ما ترمى إليه، ففى تلك الزيارة طلبت يدى له، وهو يكبرنى بسبع سنوات، وأشارت علينا بألا نرد على طلبها، إلا بعد أن نسأل عنهم، ونتأكد من كل كلمة قالتها لنا، ولا أستطيع أن أصف فرحتى فى ذلك اليوم، ولم يكن أبى فى حاجة إلى السؤال عن العريس فبمجرد زيارة لهم، عرف أنهم أسرة طيبة ومترابطة، ثم قرأنا الفاتحة وتمت خطبتى له، وتبادلنا الزيارات وتوطدت علاقتى به، وظللنا مخطوبين عامين ونصف العام، ثم تزوجنا فى حفل زفاف كبير، وانتقلت إلى بورسعيد، وكان عمرى وقتها خمسة وعشرين عاما، وتفرغت لبيتى وأسرتي، ولم أكن وقتها قد التحقت بنقابة التمريض، ولم يطرأ على بإلى ما يمكن أن أصادفه فى الحياة من مفاجآت، إذ شغلتنى حياتى الجديدة، وعيشتى «المرتاحة»، والتفاف الجميع حولى عن التفكير فى أى شيء آخر.
وانتعشت تجارة زوجى مع أبيه، فى ظل رواج المنطقة الحرة ببورسعيد وقتها، واتسع نشاطهما، وصار لأشقاء زوجى شأن كبير فى مجالات أْعمالهم، وكلهم مهندسون، واستقل كل منهم بحياته، وتزوجوا وأصبحت لهم أسر ناجحة، واستقر زوجى فى عمله مع والده، وزادت سعادتى بعلاقتى الطيبة مع والدته، ومرت عشر سنوات لم أشعر خلالها بأى أزمة فى عمل زوجي، ثم عرفت المشكلات طريقها إليه، إذ تغيرت قوانين الاستيراد، وتراجعت أحوال بورسعيد التجارية، وتعرض لمشكلات كثيرة، ثم رحل أبوه وأمه عن الحياة، وتوقف الدخل تماما، فاعتمدنا فى معيشتنا على نصيبنا من رأسمال الشركة التى عمل فيها مع أبيه، والتى تمت تصفيتها، ونال كل واحد من أشقائه نصيبه منها، وبعدها التحق بشركة مصرية ـ إيطالية للاستيراد والتصدير عن طريق أحد معارف والده، رحمه الله، والحقيقة أنه لم يعرف طعم الاستقرار منذ ذلك الوقت، وقد درس حينئذ العديد من الخيارات لما سيكون عليه مستقبله، واستقر رأيه على أن ننتقل إلى القاهرة، فشددنا الرحال إليها، وافتتح مكتبا جديدا له بحى السفارات الشهير واستأجر لنا شقة سكنية بالحى نفسه، وتمنيت أن تستقر حياتنا، بعد أن أنجبت خمس بنات التحقن جميعا بالمدارس ثم الجامعات الخاصة، وتتطلب دراستهن مصروفات عالية جدا، وربطت زوجى علاقة قوية برجل أعمال معروف كانت لديه شركة فى أوغندا، وكان وقتها عضوا بمجلس الشعب، وهو الآن عضو بمجلس النواب، وسافر زوجى إلى كمبالا مرات عديدة لتنشيط الشركة ومتابعة أعمالها، وتحسنت أوضاعنا بعض الشيء، وبعدها بفترة أوقف رجل الأعمال نشاط شركته، فاتجه زوجى منحى آخر، واسس شركة مع عدد من معارفه، وبدأ رحلة جديدة من حياته العملية، وتمنيت أن يكون التوفيق حليفه هذه المرة، ولكن ما إن أتت هذه الشركة بعض ثمارها، حتى اندلعت ثورة الخامس والعشرين من يناير، وتعرض لخسارة شديدة، خصوصا عام الفين وثلاثة عشر، وقام الشركاء بتصفية الشركة، واضطربت أوضاعنا بشدة، ومع كثرة المصاريف ومتطلبات الدراسة والمعيشة حاول الالتحاق بأعمال جديدة، لكنه لم يستقر فى أى منها.
واضطربت حياتنا، وتملكتنا حالة قلق شديدة، وفوجئت به يبلغنى بأنه سيسافر إلى كمبالا للبحث عن فرصة لإقامة مشروع بأوغندا، على غرار عمله مع رجل الأعمال الشهير، وترك لى أربعمائة جنيه لا غير، على وعد بأن يعود إلينا لممارسة عمله من مصر فور ترتيب أوضاعه، وخرج مسرعا قاصدا المطار، ووقتها انقبض قلبي، وأحسست بأن القادم هو الأسوأ، فبصراحة لم أرتح لكلامه، إذ أبلغنى بسفره قبلها بساعات، ولم يقل لى ماذا سأفعل فى إيجار الشقة، ولا كيف سأدبر المصروفات الدراسية للبنات، ولا متطلبات المعيشة، ورحت أترقب ما سوف تسفر عنه هذه الرحلة والمهمة التى سافر من أجلها، لكنه فى كل اتصال يراوغني، ويتحدث بكلام غير مترابط لا استشف منه شيئا، ولا أصل إلى نتيجة، ثم غيرّ رقم هاتفه، فلم استطع الاتصال به، وتراكم إيجار الشقة ثم مصروفات الجامعة، وصارت بناتى مهددات بالتشرد والضياع وهن فى السنوات النهائية فى كلياتهن، وأبلغت أشقاء زوجى الأربعة، وهم يحتلون مناصب مهمة وجميعهم مهندسون، ويعمل أحدهم مديرا لأحد مراكز البحوث، والثانى فى أمريكا، والثالث فى سنغافورة، والرابع مدير لشركة أمريكية، لكنهم بكل أسف وأسى تجاهلونا، فلجأت إلى أهلى لكن حالة شقيقيّ المادية سيئة، وليس بإمكانهما مساعدتي، ولما علم أولاد عمى وعمتى بأحوالنا سددوا المصروفات الدراسية لبناتي، ودفعوا إيجار الشقة، لكن صاحب العمارة لم يرض باستمرارنا فيها، وأحال حياتنا إلى جحيم، فانتقلنا إلى شقة أخرى فى حى بعيد عن هذه المنطقة.
وظللت أتصل بزوجى حتى رد عليّ، فتوسلت إليه أن يعود إلينا أو أن يرسل المصروفات اللازمة للبنات واحتياجات المنزل، فقال إنه يواجه ظروفا صعبة، وأن الإجراءات بهذا البلد بطيئة، فثرت عليه وقلت له: «أى إجراءات تدعيها، وأى عمل تتحدث عنه، ونحن لا نجد ما نقتات به، وكيف أوفر متطلبات البنات، وقد تخلى عنا أشقاؤك، ولم يعيرونا أى اهتمام»؟.. وإذا به يغلق الهاتف وينقطع الاتصال، فانهرت أمام بناتي، وحاولن تهدئتي، ونقلننى إلى المستشفى حيث أجريت لى فحوص وتحاليل عديدة، وتبين أننى أعانى متاعب فى الكلى ووصف لى الطبيب دواء أتعاطاه بانتظام، وضغطت على نفسى من جديد وأعدت الاتصال بأعمامهن، ويبدو أنهم أرادوا أن يسدوا هذا الباب فلا يحدثهم فيه أحد بعد ذلك، إذ أعطونى عشرة آلاف جنيه لتسديد إيجار الشقة المتأخر، فذهبت إلى شقيقهم الموجود فى القاهرة، ورجوته أن يضغطوا على زوجى لكى يعود إلى مصر، فليس معقولا أن يمضى أحد عامين فى الخارج بحثا عن عمل، أو ترتيب أوضاع معينة لنشاط تجاري، وبالفعل تحدث شقيقه مع باقى إخوته واتصلوا به، وأبلغوه أنهم اشتروا له تذكرة سفر لتدبير أموره والعودة إلى مصر، ما دام لا يملك ثمن التذكرة، على حد قوله، فإذا به يطلب منهم أن يعطونا ثمن التذكرة لأنه لن يتمكن من العودة الآن!
وحاولت أن أعرف سر هذه «الرحلة الغامضة»، فألححت عليه أن يفضى إليّ بما يحاول أن يخفيه عنا، لكنه يقول إنه لن يتكلم فى هذا الموضوع بالتليفون، علما بأنه ليس مطلوبا فى أى قضية، ولا توجد ضده أى مشكلات، وقد صرخت فيه مستنكرة أن يتركنا فى مهب الريح، وسألته: كيف يطاوعك قلبك أن تقسو علينا إلى هذه الدرجة، فلا يوجد أى سبب يدفع الأب إلى أن يتخلى عن أسرته، فرد عليّ «إنها الظروف»! وهنا أبديت له شكوكى بأنه ربما يكون قد تزوج، وآثر البقاء فى الخارج، فأنكر ذلك بشدة، وانتهت المكالمة، وهو ماض فى «طريق اللاعودة»، ويغير أرقام هواتفه من حين لآخر، ثم يعاود الاتصال وكأنه يريد أن يعرف ما يدور بشأننا لمجرد العلم بالشيء، ولم تجد معه توسلات بناته المهددات بالحرمان من الامتحانات.
إن الخناق ضاق علينا من كل الاتجاهات، ولم يعد أعمام بناتى يردون على مكالماتى لهم، وتوسلاتى إليهم لإنقاذ مستقبل البنات اللاتى لم يدفعن المصروفات الدراسية حتى الآن، ولم أجد أمامى وسيلة لحل هذه الأزمة سوى أن أذهب إلى المسئولين بالكليات اللاتى يدرسن بها، وأرجوهم مساعدتنا فى هذه الأزمة الطاحنة، والحق أنهم تفهموا ظروفنا، وقرروا تخفيض خمسين فى المائة من المصروفات، ولا أستطيع أن أطالبهم بأكثر من ذلك، ولكن من أين لى بأى مبلغ، وأنا صفر اليدين؟
لقد ساءت أحوالنا إلى درجة يصعب وصفها، وطوال الأسابيع الأخيرة لم يغمض لى جفن وسقطت على الأرض من كثرة التفكير والإعياء، وانتابتنى آلام الكلى من جديد، ويخشى الأطباء أن يصل المرض إلى مرحلة الفشل الكلوي، وليس هناك مصدر دخل يعيننا على متاعب الحياة، ولذلك فكرت فى أن أرفع دعوى خلع من زوجى لكى أحصل على الطلاق، ومن ثم تتاح لى فرصة الحصول على معاشى عن والدى رحمه الله، ولم أتخذ الإجراءات بعد، ولا أدرى كيف أوفر المصروفات الدراسية، ولا لماذا تخلى عنا كل الأهل والأقارب وتركونا نواجه مصيرا مظلما؟.. إننى فى حيرة بالغة فبماذا تشير علي؟
> ولكاتبة هذه الرسالة أقول:
يخطئ كثيرا من يضع البيض كله فى سلة واحدة، فقد يتعرض لهزة تتسبب فى كسره كله واحدة بعد الأخري، فلا يجد بيضة واحدة سليمة، وكذلك من يغامر بكل ما لديه فى تجارة تتعرض لعوامل العرض والطلب، وتتأثر بقوانين وتقلبات السوق، وهذا هو ما وقع فيه زوجك، فحينما تغيرت قوانين الاستيراد، ولمس التغيرات التى أصابت الاقتصاد، كان عليه أن يتوقف بعض الوقت ليعيد حساباته، ويغير مساراته، فيحتفظ ببعض المال، ويتاجر بالبعض الآخر، لكنه طمع فى جمع المزيد من الأموال، فراح يطرق أبوابا جديدة غير مدروسة، وأنفق ببذخ طمعا فى حصد أضعاف ما ينفق، وتناسى أن السعادة ليست فى جمع المال، وأن القليل الدائم خير من كثير منقطع.
والنفس راغبة إذا رغبتها
واذا ترد إلى قليل تقنع
وسار على هذا النهج غير السليم، حتى بعد أن أنفق كل أمواله، وصفى شركاته ومكاتبه وانفض الجميع من حوله، فسافر إلى أوغندا طمعا فى إحياء مشروع مماثل لمشروع رجل الأعمال، الذى عمل معه عدة سنوات، وربما يكون قد وقع فى محاذير أخرى لا يريد أن يفصح عنها، بدليل أنه رفض الحديث عنها فى التليفون، كأن ارتبط مع آخرين بعقود إذعان لا يستطيع الفكاك منها، أو تزوج من أوغندية وأخذت عليه تعهدات بعينها.
لقد تناولت كثيرا المنهج المعتدل فى الحياة، والذى يستطيع المرء به أن يعيش آمنا مطمئنا، لكن الكثيرين يتغافلون عنه وتجرهم أطماعهم إلى المهالك، أما هذا المنهج فيتلخص فى الكلمات الآتية:
رغيــف خبـــز يابـس تأكـلــــه فــى عافيــــــة
وكـــــوز مـــــاء بـــــارد تشـــربه مـن صافيـــة
وغرفــــة ضيـــقة نفــــسك فيـــهـا راضيـــــــة
ومصــــــحـــف تـدرســه مســــتـندا لســـــاريـــة
خير من السكنى بأبراج القصور العالية
وبعــد قصــر شـــاهق تصلى بنـار حاميـة
إذ ما يدريك أنه يسير على الطريق الصحيح، فلو أنه ينتهجه، لكان صادقا وصريحا معك، ولشرح لك وضعه هناك بلا مواربة، فخوفه من الحديث فى الهاتف عما يعانيه يثير الشكوك فى وجوده غير المبرر بذلك البلد، وأحسب أن أشقاءه قادرون على معرفة كل شيء بشأنه، خصوصا أن لديهم باعا طويلا فى السفر، ومعرفة وخبرة بطبيعة رجال الأعمال، وعليهم ألا يتخلوا عن بنات شقيقهم، وألا يجعلوهن عرضة للضياع، فهن الآن على حافة الهاوية، ولن تنقص المصروفات الدراسية اللازمة لهن من أموالهم شيئا، وسيكون حسابهم عند الله خيرا وأبقى من هذه المساعدة، فهؤلاء البنات من لحمهم ودمهم، ولا يعقل أبدا أن يكون بإمكانهم انتشالهن من هذه الأزمة، ولا يدفعون لهن المصروفات، وليتذكروا دائما أن الله يمهل ولا يهمل، فقد تدور الأيام ويصبح أبناء أى منهم فى هذا الموقف العصيب، ووقتها سوف يدفع الله إليهم من يقف بجانبهم اذا هو أحسن صنعا مع أبناء شقيقه، وعلى زوجك أن يعى جيدا أن لكل شيء حدودا، وأنك صبرت عليه بما فيه الكفاية، ولتعطيه مهلة معينة إذا لم يعد خلالها سوف يكون لك موقف آخر، وبعد استنفاد كل هذه الوسائل الداعية إلى حل يريح كل الأطراف، فلا لوم عليك إذا طلبت الخلع منه ليس للحصول على معاش والدك فقط، وإنما أيضا لكى تصبح لك حرية اختيار ما ترينه بشأن ما تبقى من عمر فى الدنيا، فإن شئت تزوجت بآخر، أو أردت الحياة وسط بناتك، وأسرهن فى المستقبل القريب.
إن العطف يورث العطف، والجفاء والبعد يولدان البغض والكراهية، وأحسب أن زوجك بصنيعه هذا، يغرس الكراهية فى قلبك وقلوب بناته تجاهه، فالعين تصبح حجرا بالنسبة له بعد أن كانت ماء، ولعله يراجع نفسه فيلحق بسفينتكن قبل أن تتحرك من محطتها الحالية، وأرجو أن تنتبهى إلى نفسك وبناتك، وسوف ييسر الله لك أمرك وتأملى جيدا قول الشاعر:
إن ربا كفاك ما كان بالأمس
سيكفيك فى غد ما يكون
إنها أمور لا يد للإنسان فيها، وما حدث من زوجك، لا ذنب لك فيه، ولم يكن واردا أن تتعرضى له بحسابات البشر العادية عند الزواج، ولذلك لا تقلقى من نصر الله.
وإننى أذكرّ أشقاء زوجك بأن ما بحوزتهم من أموال ليس دليلا على عظمتهم، فالسعادة ليست بكثرة الأشياء، والصفات السامية هى قيمة الإنسان، لا أمواله ولا مناصبه، ولا قصوره، «إن أكرمكم عند الله أتقاكم»، فليتقوا الله فى بنات شقيقهم، ويقروا بفضل الله عليهم إذ يقول تعإلى «قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون».
إننى دائما أجد الحيلة فى الإيمان والتسليم بأمر الله «أم أبرموا أمرا فإنا مبرمون»، فوضعك الحإلى من قدر الله، وعليك أن تفكرى بعقلانية فيما سوف تتخذينه من خطوات، فمن حقك وقد غاب زوجك عنك كل هذه المدة ولا تعرفين ما ينويه، أن تطلبى الخلع للضرر، فغيابه عنك كل هذه المدة يعطيك الحق فى الانفصال عنه، ولتكن هناك جلسة مصارحة بين أهلك وأهله لترتيب أمور البنات، واتخاذ ما يلزم نحو دفع المصروفات لهن، فهن على وشك التخرج، وهناك اثنتان تخرجتا فى كليتيهما ولم تلتحقا بأى عمل، كما أنهن فى سن الزواج، وتحتاج كل واحدة إلى تجهيز مستلزمات الزواج، ثم من سيكون وكيلهن ويضع يده فى أيدى من يتقدمون لهن.. وبعد هذا اللقاء ليكن لك ما أردت وفقا لما سيسفر عنه، واذا لم يستجيبوا لنداء العقل، فسوف تجدين من أهل الخير مّن يقدمون، لكن العون والمساعدة فى تسديد المصروفات هذا العام، ويمكنك إعادتها إليهم عندما تتحسن الأحوال، فاهدئى بالا، وسوف ييسر الله أموركن بعدما اعتراها من عسر إذ يقول تعإلى «فإن مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا»، فالعسر يقابله يسران.. فقط أحسنى الظن بالله بعد كل ما عشته من أهوال على مدى عامين منذ سفر زوجك إلى الخارج فى هذه «الرحلة الغامضة»، و«إن غدا لناظره قريب»، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
تعليقات
إرسال تعليق