حنة رمسيس الثاني
المصدر الاهرام - مى إسماعيل - قضايا و آراء
كثيرا ما كنا نسمع عن لعنة الفراعنة التي كانت تصيب كل من يريد العبث بمقابرهم وموتاهم وكنوزهم التي لا تقدر بثمن؛ لكن أين هذه اللعنة منا الآن! هل اختفت أم أصبحت داخل ثنايا تفكير وتصرفات البشر التي تريد العبث بنا وبأحلامنا قبل كنوزنا العريقة.الأيام الماضية عثرت البعثة الأثرية المصرية-الألمانية المشتركة، العاملة بمنطقة سوق الخميس، على أجزاء لتمثالين بمحيط بقايا معبد رمسيس الثاني، قالت إنهما يعودان لنحو 3000 عام قبل الميلاد؛ أحدهما للملك سيتي الثاني مصنوع من الحجر الجيري بطول حوالى 80 سم، ويتميز بجودة الملامح والتفاصيل، والآخر قيل أنه للملك رمسيس الثاني وهو تمثال مكسور إلى أجزاء كبيرة الحجم من الكوارتزيت، ويبلغ طوله بالقاعدة حوالى ثمانية أمتار. مثل الكثيرين تلقيت الخبر وتابعته عبر وسائل الأعلام المختلفة التي لم أجد بها خبر مثل الأخر حتي وأن تمثال رمسيس الثاني لم يعد له، فبعد استخراجه وفحصه وقراءة ما عليه من نقوش اتضح أنه ليس لرمسيس الثاني. مع كل خبر جديد كان يزداد حزني علي هذا الاكتشاف العظيم الذي منحه الله لنا في وقت نحن أمس الحاجة له لتنشيط قطاع السياحة من جديد، ولكن تأتي الأخبار بما لا تشتهي السُفن لنري الأطفال وهي تلهو وتلعب و تغني حول التمثال في مشهد أشبه بحنة العروس، وبعدها أخبار عن استخراج الأثر بشكل غير لائق، وبين الخبر والأخر تعليقات كثيرة ينسج منها حكايات وروايات. العجيب أنه في الوقت الذي ننسج نحن فيه تفاصيل مختلفة للفرح سلطت وسائل الإعلام العالمية الضوء على الكشف الأثري الذي عثرت عليه البعثة الأثرية المصرية الألمانية المُشتركة، بمنطقة سوق الخميس بمنطقة المطرية شرقي القاهرة، وتوقعت وكالة رويترز أن هذا الاكتشاف قد يساعد على تحسن وإنعاش السياحة في مصر الفترة المقبلة بعد أن تعرضت لكثير من الانتكاسات الفترة الماضية. بين تداول الأخبار المحلية والعالمية للحدث كنت أتسأل هل نحن حقاً فقدنا الاحساس بأهمية ما نملك، بل ونساهم في طمس جماله؛ اكتشاف هذا الأثر يعد من أهم خطوات أعادة محبي الأثار لأحضان الحضارة المصرية القديمة من جديد، ولكن هل بمثل هذه الأخبار المتعارضة والحكايات أم بتحري الدقة في عرض الأخبار والصور، وقبل الافصاح عن أي شيء التأكد منه جيداً مع استخدام كافة وسائل التشويق، مثل عرض معلومات عن المنطقة التي تم بها الاكتشاف؛ أين الخبراء والمهتمين بعملية تنشيط السياحة من هذا الخبر؟! بل أين نحن من عرض الحقيقة بشكل يليق بها وبنا. هناك طُرق كثيرة للبناء والهدم ولكن أي طريق سنسلك نحن؛ طريق الدراسة والفهم والعمل أم الطبل والتهليل من أجل حنة وفرح رمسيس الثاني الذي لم يكن رمسيس.mayismaiel@ahram.org.eg
اقرأ أيضاً :
=======
تعليقات
إرسال تعليق