اختفاء دور الأم من أفلام الشباب .. لماذا؟
المصدر الاهرام - اخبار السينما
سنظل فى كل مناسبة ونحن نحتفل بـ «عيد الأم» نطالب دوما ودون كلل ولا ملل بضرورة عودة الأم، بعد أن قلت أدوارها وتوارت تماما خارج شريط السينما المصرية والعربية معا!وخدعوك فقالوا إن سينما اليوم شبابية فقط، وبالتالى لم تعد صالحة لأى أدوار أخرى بخلافهم، وطبعا هذه كذبة كبيرة ظل المنتجون يخدعوننا بها لكى يبرروا هروبهم المتعمد من مسئوليتهم عن اختفاء دور الأم والاكتفاء بما هو سائد حاليا من أفلام خالية ومنزوعة الدسم والدفء والحنان وحضن الأمهات!وأكبر دليل على كذب هذا الادعاء ما أثبتته التجارب الحالية بفشل الأفلام التى تعتمد على النجم الأوحد، بينما نجد العكس فى تلك التى تنتمى للبطولة الجماعية، فهى من تنجح وتعلم مع الجماهير فجعلتهم يفضلون مشاهدتها بنسبة كبيرة أخيرا.وعلى أى حال فهذا الأمر ليس جديدا ولا غريبا علينا، ولو رجعنا بالذاكرة للوراء لوجدنا أن السينما طوال تاريخها لم تتخل عن وجود الأم فيها، بل هى فى الحقيقة أيضا لم تكن تخلو من أى أدوار ، مادام لها وجود على أرض الواقع، لذا كنا نرى أفلاما مهمة لا تدور حول الأم فقط، بل والأب أيضا وكذلك الأجداد والأحفاد والإخوة والأخوات وكل عناصر الأسرة والمجتمع بصفة عامة .
ولعلنا نتذكر معا عددا من الأفلام التى دارت حول الأم والأسرة كلها مثل بائعة الخبز وأم العروسة والحفيد وإمبراطورية ميم وعيلة زيزى ولا تسألنى من أنا والعذراء والشعر الأبيض وغيرها من أفلام التى حفرت مكانة خاصة داخل وجداننا، وصنعت لنفسها مكانة فنية جعلتها من أهم كلاسيكيات السينما المصرية بل والعربية كلها .كما لا يمكن أن نحتفل بعيد ست الحبايب دون أن نشير إلى بعض أمهات السينما، وعلى رأسهن دائما تأتى «فردوس محمد» أحن «أم» على الشاشة الفضية، ويكفيها فقط هذا الدور الذى دخلت فيه التاريخ فى فيلم «حكاية حب» وهذا المشهد الذى أبكت فيه الملايين زمان وحتى وقتنا هذا، بعد علمها بمرض ابنها فى الفيلم عبد الحليم حافظ.وتأتى أيضا «آمال زايد» ورائعة ثلاثية نجيب محفوظ وحسن الأمام، فلا يمكن أن ننسى دورها فى «الست أمينة» الشهيرة بزوجة «سى السيد» والتى جسدت من خلاله طبيعة شخصية الأمهات فى تلك الحقبة من عمر مصر .أما القديرة «أمينة رزق» فهى من أكثر الفنانات تنوعا فى دور الأم، حيث قدمت كل الأنواع بدءا من الأم الحنونة فى بائعة الخبز والشموع السوداء ونهر الحب وأربع بنات وضابط، وهذا لا يختلف عن أدوارها الأخرى الرائعة كأم صارمة مثل دعاء الكروان وبداية ونهاية والتلميذة والعار، وإلى كل باقى ما قدمته من روائع.ومن المعروف أن شهرة معبودة الجماهير «شادية» وقيمتها الفنية والغنائية نابعة مما قدمته من أدوار وأفلام سجلت علامات ومحطات مهمة فى تاريخنا الفنى، إلا أن ذلك لم يمنع من نجاح تجربتها كأم من خلال أفلام وأدوار لا تنسى مثل «لا تسألنى من أنا» .ولن ننسى أيضا واحدا من أجمل وأبرع أدوارها فى فيلم «المرأة المجهولة» عندما قدمت «الأم» رغم أنها كانت فى عز شبابها، ويكفى أغنيتها الشهيرة «سيد الحبايب يا ضنايا أنت»، والتى أصبحت من أهم الأغانى المصاحبة لعيد الأم .كما لن ننسى أيضا «ماما نونا» كريمة مختار التى غيبها الموت عن الاحتفال بهذا العيد ولكن يكفينا ما تركته لنا من أدوار, لنظل نشبع فيها من أمومتها الطاغية التى لن تموت ولن تغيب عنا حتى بعد موتها . ونتمنى أن يأتى الاحتفال المقبل دون أن نكرر أو نعيد كلامنا ومطالبتنا بعودة الأم!
اقرأ أيضاً :
=========
تعليقات
إرسال تعليق