بالصور.. 12 ساعة من الخطر والمتعة لمشاهدة الجليد وهو يعانق الشمس على قمة جبل موسى في ليلة رأس السنة
"شمس مع ثلوج.. إرهاق وتعب مع متعة وانتظار.. تغير الفصول الأربعة"، كلها تناقضات نادرًا ما تحدث مع بعضها البعض في مدة لا تتجاوز ١٢ ساعة فقط، ولكن ذلك كله يحدث في رحلة الصعود لجبل موسى بمدينة سانت كاترين.
رحلة أو مغامرة الصعود لجبل موسى بمدينة سانت كاترين في محافظة جنوب سيناء، تتكرر كل يوم تقريبًا، ولكنها لها إحساس آخر عندما تكون تلك الرحلة ليلة رأس السنة الجديدة ورؤية شروق شمس أول يوم في العام الميلادي الجديد.
كانت ليلة رأس السنة الميلادية هذا العام في سانت كاترين مختلفة عن كل عام- وخاصة الأعوام الثلاثة الماضية- حيث احتفل آلاف المصريين والسائحيين- خاصة اليابانيين- بشروق شمس أول أيام العام الجديد ٢٠١٤ بأعلى قمة جبل موسى، الذي يرتفع نحو ٢٢٨٦ مترًا عن سطح البحر، وتصل درجة الحرارة في قمته إلى ما دون الصفر درجة مئوية.وأكد بعض بدو المنطقة لـ"بوابة الأهرام" أن السياحة في سانت كاترين وخاصة صعود الجبل في آخر ثلاثة مواسم، هي "مضروبة" كما قالوا، ولكنها الليلة- أي ليلة رأس النسة ٢٠١٤- تعتبر أفضل من السنوات الماضية، حيث إن ليلة رأس السنة هي الأكثر كثافة سياحية في صعود جبل موسى.
وتبدأ الرحلة- المتناقضة في أجوائها- في حوالي الحادية عشرة مساءً وحتى الواحدة والنصف صباحًا، كل مجموعة على حسب وقت بدء رحلتها، وتستغرق ما لا يقل عن ثلاث ساعات وما لا يزيد عن ست ساعات من السفح إلى القمة، والجميع يصل إلى قمة الجبل قبل شروق الشمس.ويسير الصاعدون إلى قمة الجبل ما يقرب من ٧ كيلو مترات ثم يصعدون ٧٠٠ درجة سلم، ولكن ما يجعل الجميع يشعر بالتعب والإرهاق الشديد هو الطريق غير الممهد على الإطلاق وملئه بالصخور والحجارة، وفي النصف الثاني والسلالم السبعمائة، يكثر الجليد عليها وهو ما يعيق الحركة ويعمل على انزلاق الكثيرين.
وكاد الكثير من الأشخاص ألا يكملوا الطريق إلى القمة بسبب الصعوبة أو بسبب قلة الأوكسجين كلما صعدوا إلى أعلى، وكذلك انخفاض درجة الحرارة، حيث إن درجة الحرارة عند السفح كانت ٤ درجات مئوية، ووصلت عند قمة الجبل إلى ٥ درجات تحت الصفر.
وكان أول مظهر يتناقض مع التعب هو بعد شعور أغلب الأشخاص بما سبق وكاد البعض منهم ألا يكمل طريقه بسببه، هو كم المتعة التي استقبلوها وشعروا بها منذ لحظة وصولهم للقمة، وهو ما ظهر بوضوح عندما هتف الجميع "الشمس الشمس" عند ظهور أول جزء منها لينبهوا كل الموجودين بذلك، وبالطبع كان الجميع يحمل كاميراته الشخصية، ليصور ذلك مشهد شروق الشمس حتى ظهورها بأكملها وانعكاس ضوئها على الجبال.
وطالب الكثير من المصريين على الخصوص بأن يتم إنشاء "تلفريك" لينقل الأفراد من سفح الجبل إلى قمته، وذلك بسبب ما يعاني منه الغالبية العظمى.أما التناقض الثاني في هذه الرحلة المثيرة، هو ظهور الجليد والشمس في نفس المشهد من الصورة، خاصة وأن أغلب الموجودين يشاهدون ذلك لأول مرة، لأن هذه الرحلة بحسب قول البعض، هي "رحلة مرة واحدة في العمر"، نظرًا لصعوبتها.
وبعد انتهاء الشروق، يبدأ الجميع في النزول من القمة، وهي رحلة أخرى تستغرق من ساعتين إلى ثلاث ساعات، ويتوخى الجميع الحذر في المناطق التي توجد بها الثلوج حتى لا ينزلقون.
ورحلة النزول متعبة إلى حد ما ليس بسبب صعوبتها- لأنها أسهل من الصعود بالطبع- ولكن بسبب الإرهاق الجسدي الذي عاني منه الجميع في رحلتهم في الصعود.
في أثناء رحلة الهبوط من القمة إلى السفح، نجد التناقض الثالث، حيث إن في أثناء الصعود كانت درجة الحرارة ٤ مئوية وهبطت إلى ٥ تحت الصفر، ولكن في أثناء النزول، تجد أن درجة الحرارة تجاوزت العشرين درجة مئوية، وهو ما يجعل الجميع يخلعون قفازاتهم وأغطية الرأس والكوفيات والجواكت حتى يتحملوا حرارة الجو، وذلك في رحلة لا تتجاوز مدتها ١٢ ساعة من بدايتها لنهايتها.وطوال الطريق في الجبل سواء صعودًا أو هبوطًا، يعرض البدو على الأشخاص نقلهم بالجمال، كما تتواجد بعض الاستراحات في أثناء الطريق لاستراحة الأشخاص بها وكذلك بيع بعض العصائر والمياه والمشروبات الساخنة.
الصعود إلى الجبل موسى هي فعلاً تجربة مثيرة ورائعة رغم عنائها الكبير، وهي لا تحتاج سوى ملابس ثقيلة وكشاف ضوئي، ولا تحتاج سوى يوم واحد فقط.
بوابة الاهرام
تعليقات
إرسال تعليق