عزة سامى ..الرحيل المفاجئ لعاشقة التفاؤل

فقدت «الاهرام» زميلة محترمة كانت تذوب عشقا فى حب هذا الوطن ولم تقبل يوما أن تساوم فيما كتبته بقلمها وطوال سنوات اشرافها على قسم التحقيقات الخارجية فى الجريدة على أمن الوطن ووحدته.
تلقت أسرة «الأهرام» الخبر المفجع برحيل الزميلة عزة سامى اثر أزمة قلبية مفاجئة وهى التى كانت بينهم قبل ساعات تنشر الابتسامة والتفاؤل بأيام قادمة أفضل مثلما اعتادت فى حواراتها مع اصدقائها وزملائها فى العام الأخير. تميزت عزة سامى فى سنوات عملها الممتدة فى الأهرام بالجدية والسعى وراء تقديم الأفضل وكانت فى مناقشاتها الدائمة مع مراسلى الجريدة فى العواصم الكبرى حريصة على انتقاء الأفضل والأكثر عمقا لخدمة القاريء ومصلحة بلدها وقضايا الأمة العربية وارشيف الصحيفة الاعرق فى مصر والشرق الأوسط لا يكذب.
ومن لا يعرف عزة سامى عن قرب ربما صدمه رأى وحيد على مواقع التواصل الاجتماعى تداوله البعض مؤخرا وضخم منه ليصنع صورة مغايرة للسيدة التى تعلم«أسرة الاهرام» قدر سجيتها وسلامة نيتها فهى مصرية أصيلة كانت فى قمة غضبها عندما شعرت أن الوطن يضيع وأن عملية اختطافه تجرى على قدم وساق وكانت فرحتها غامرة وهى ترى الشعب فى الشوارع يستعيد زمام الأمور.. لم يكن انتماء الراحلة عزة سامى لحزب أو جماعة او تيار بعينه ولكنها كانت تنتمى إلى الوطن وحده بكل أوجاعه وسطرت على مدى سنوات أعمدة وتقارير تضع المصلحة العليا للوطن وقضاياه القومية فى المقدمة دون أى حسابات مع أحد ولم تكن تتحدث سوى بما يدور فى عقلها وما يعرف طريقه الى قلبها وتلك الخصال هى التى جعلت حزن اصدقائها ومحبيها من أسرة «الأهرام» شأنا خاصا وكبيرا لا يمكن لكثيرين أن يفهموه أو يقدروه. قبل شهور قليلة، كتبت عزة سامى مدافعة عن القضية الفلسطينية وخطورة التقارب بين الولايات المتحدة وجماعة الاخوان فى مصر فقالت عن المراوغات فى عملية السلام التى ترعاها واشنطن إن «الشروط التى يتمسك بها الجانب الإسرائيلى ليست سوى حجج وعراقيل لكى تظل القضية معلقة الى ابد الابدين، والادهى من ذلك ان شرط الاعتراف بيهودية اسرائيل، قد يكون مفتاح السر فى تأييد اوباما لحكم الاخوان فى مصر، حيث كان من المفترض اعلان دولة مصرية اسلامية وفى هذه الحالة لم يكن لاحد ان يعترض على يهودية الدولة الاسرائيلية. وفى آوج حكم جماعة الاخوان كتبت الراحلة عن التقارب بين الاخوان وواشنطن بعبارات واضحة وبروح تعكس حرصها على وطنها وعلى امتها العربية ونظرتها للقضية الفلسطينية من منظور ما يهددها من تحالفات مشبوهة لا تخدم سوى تيارات بعينها أو مشاريع سياسية تهدف إلى تصفية القضايا القومية حيث قالت فى السادس من يناير 2013 : «لا يملك المرء إزاء مثل هذه المغالطات إلا التساؤل حول الأسباب الخفية لمثل هذه المحاولات المستمرة للتقرب من دولة إسرائيل وخطب ودها سواء ممن هم محسوبون على النظام الحالى أو المعارضين له والذى سبق لأحد رموزهم الحديث عن أهمية الاعتراف بالهولوكست باعتبارها جريمة ضد الإنسانية وللحق فان تفهم أسباب هذا الاهتمام المفاجئ بشئون دولة إسرائيل ومعاناة مواطنيها سواء فى الماضى أو الحاضر أو المستقبل يبدو من الصعب تقبله فى ظل الوضع الحرج الذى تعيشه مصر, أم ان إسرائيل باتت كلمة السر فى مشروع الشرق الأوسط الجديد والتقرب منها يضمن مكانا ومكانة لكل من يخطب ودها؟»
هذا هو الارشيف الصحفى للراحلة الكبيرة التى لم تضع سوى مصلحة مصر وقضايا الامة العربية، وفلسطين فى القلب منها، امام ناظريها ولم ترتبط بمصالح مع احد طوال عملها الصحفى الذى امتد قرابة الثلاثين عاما وهى عملة يصعب التداول فيها اليوم فى ظل تعقيدات كثيرة على الساحة الصحفية والاعلامية.
رحم الله الفقيدة وألهم اسرتها واصدقاءها وتلاميذها الصبر والسلوان .



المصدر الاهرام


تعليقات

المشاركات الشائعة