المقلـــدون ..آفـــة قـراء القرآن الكريم !


الاهرام - دنيا و دين - فكر ديني

لجنة الاختبار أوقفت حركة اكتشاف المواهب والأصوات الندية
لم يعد الجمود والتقليد في ساحة الخطاب الديني وقفا علي الخطب والدروس الدينية والاجتهادات الفقهية، والتفكر والتدبر والتفقه والاجتهاد والتجديد في العلم بالدين والعمل به مما هو منصوص نصا في الكتاب والسنة،
بل تعدي الأمر ذلك الي تراجع مستوي قراء القرآن الكريم الذين كانوا حتي وقت قريب سفراء مصر الي غالبية دول العالم، وحصلوا علي المراكز الأولي وتربعوا علي عرش تلاوة القرآن، يعانون أيضا تلك الآفة.فقد تخلص القائمون علي لجنة التخطيط الدينيبالإذاعة المصرية وهي المنوطة بالهيمنة وامتلاك صكوك اجازة قراء القرآن الكريم والإنشاد والإمامة في الصلاة خلال البث التليفزيوني والإذاعي من جميع الكفاءات.. وصدق أو لا تصدق فلجنة اختبار القراء استبعدت ـ عن عمد ـ اسماء مثل الشيخ الطبلاوي آخر الكبار في دولة التلاوة المصرية وكذلك الدكتور الشيخ المعصراوي والشيخ مصطفي اللاهوني الذي جعلت له قناة فضائية خاصة مقصورة علي تلاوته وهو نفس حال القاريء الطبيب صلاح الجمل الذي تتلقفه بلدان العالم ناهيك عن القنوات الفضائية الخاصة ويقفون له بالمرصاد ويتربصون به منذ 15 عاما؟!

والغريب أن لجنة اختبار القراء مكونة من 11 عضوا منهم 7 إداريين و4 فنيين (2 من الشيوخ ومثلهما من الموسيقيين) وعندما تستفسر عن السبب يقولون لك حتي يتم السيطرة الإدارية علي اللجنة (؟!) بينما من المفروض أن يكون جل أعضائها من الفنيين لأنهم معنيون باختيار قراء للقرآن ومنشدين للابتهالات والخروج علي الناس في المناسبات الدينية التي ينقلها اتحاد الاذاعة والتليفزيون المملوك للدولة وكذلك صلوات الفجر اليومية والجمعة.

وهو ما يؤكده الشيخ الطبلاوي نقيب قراء مصر عندما قال لي إن الفساد وصل في هذه اللجنة الي حد مذهل وغير معقول فيقول: لقد طلب مني شخصيا أحد رؤساء الإذاعة السابقين عندما كنت عضواً في اللجنة اني «أمشي» الغلط لكني رفضت مما أدي الي استبعادي؟!.

ويضيف كبير قراء القرآن الكريم في العالم وليس في مصر فقط متسائلا: هل من المعقول أن يستبعدوا نقيب قراء مصر من لجنة اختيار القراء؟!.

والحل؟...

.. ضرورة اعادة تكوين لجنة اختبار القراء بالاذاعة من جديد إذا أردنا استعادة هيبة دولة التلاوة والانشاد المصرية بعد أن نخر السوس في عظامها نتيجة هيمنة التخطيط الديني والتخبط والعشوائية في اختيار من يدير المنظومة ولابد من أن تشكل من المتخصصين الأكفاء في مجالهم وعلي سبيل المثال اثنان من الشيوخ ومثلهما من الموسيقيين المبدعين (كحلمي بكر مثلا) مع رئيس الإذاعة وممثل عن التليفزيون ومقرر اللجنة يكون من أي مكان بالإذاعة أو التليفزيون بشرط ألا ينتمي «للتخطيط الدينى» أو إذاعة القرآن الكريم للحيادية، كذلك لابد من ادخال الوسائل التكنولوجية الحديثة كالكمبيوتر فى وضع جداول خروج المقرئين والمبتهلين على الناس تليفزيونيا واذاعيا فى المناسبات الدينية وصلوات الفجر والجمعة بالعدل ودون تدخل من أحد منعا للفساد والافساد؟! على أن تكون لجنة اختبار القراء بعد تطويرها هى المسئولة عن ذلك أو تكوين ادارة جديدة لهذا العمل بعيدا عن أى شخص فى التخطيط الدينى أو إذاعة القرآن لأنه من غير المقبول نهائيا أن يكون التخطيط الدينى الذى مهمته تخطيط البرامج يتحكم أعضاؤه فى استدعاء واختيار القراء وابلاغهم بالنتيجة وأيضا وضع الجدول للقراءة، قرآن الفجر والجمعة والمناسبات الدينية وهو ما حولهم إلى أباطرة يتحكمون فى رقاب الناس دون رقيب وكذلك كل قرارات اللجنة لابد أن تكون متاحة للجميع على الانترنت ليعرف المختبرون نجاحهم من رسوبهم أو الملاحظات.

نجوان قدرى رئيس الاذاعة السابقة تقول: توقع أى شىء إذا غابت الرقابة والمتابعة ولذلك عندما توليت المسئولية من 4 شهور أعدت تشكيل لجنة القراء وشددت من الرقابة فلم يحدث أى تجاوز؟

فقلت ولكن ـ مثلا ـ ما زال فى اللجنة شخص على المعاش والغريب أنه عاد بعد استبعاد؟

قالت كما أكدت لك أتحدى أن يشير أحد إلى أى تجاوز خلال الفترة التى توليت فيها..

وماذا عن الاتهامات التى ساقها قامات مثل الشيخ الطبلاوى؟

قالت: مرة أخرى لم يحدث ذلك فى عهدى فأنا لم أتوان لحظة عن عقاب المخطئ والتحقيق الفورى فى أى شكوى..

السيدة نادية مبروك رئيس الاذاعة المصرية تقول: هذه اللجنة سببت لى صداعا كبيرا فأنا منذ توليت المسئولية أخيرا وانا أتلقى شكاوى متعددة من وجود مخالفات وشبهات تدور حول هذه اللجنة لكن للأسف معظمها بلا دليل مادى.. واذا تلقيت أى شكوى فسيتم التحقيق فيها فورا.

وقالت ان اللجنة تحتاج الى تعديل وقد قلت ـ والكلام لرئيسة الاذاعة ـ اننا نريد وجود نجوم بهذه اللجنة فقاطعتها قائلا: لقد ابعدوا الشيخ الطبلاوى فقالت: اعرف وكذلك يضطهدون بعض الشيوخ والمبتهلين مثل الدكتور صلاح الجمل وهو احد القلائل فى العالم وليس من مصر فقط الذى سمح له بالقراءة والادعية فى الحرمين الشريفين ورغم هذا تتحداه لجنة «التخطيط الدينى» لأمر فى نفوسهم. ثم نتساءل لماذا هذا المستوى الضعيف للقراء والمبتهلين.

وكما قال رئيس الجمهورية اننا بحاجة للوقوف كثيرا امام سلوكيات وممارسات البعض من القوالب الجامدة التى لا تفكر وتقدم السيىء.

فقالت نادية مبروك: اعطنى فرصة للاصلاح وتضيف: لقد قررت الاستعانة بالدكتور الجمل فى 20 رجب الجارى.




المصدر الاهرام



تعليقات

المشاركات الشائعة