البيت الأبيض: أوباما لن يعتذر لليابان
أعلن البيت الأبيض أن الرئيس باراك أوباما لن يعتذر خلال وجوده في اليابان عن مقتل أكثر من 200 ألف ياباني في "هيروشيما وناغازاكي" بقصفهما بقنابل ذرية أمريكية خلال الحرب .
وكان الرئيس أوباما قد وصل إلى طوكيو يوم الأربعاء الماضي للمشاركة في قمة مجموعة "G7".
ومع ذلك تحاول السلطات اليابانية تصوير زيارة أوباما كانتصار دبلوماسي لها لأنه وبعد مرور 70 عاما على انتهاء الحرب العالمية الثانية سيقوم رئيس أمريكي ولأول مرة بزيارة النصب التذكاري الذي أقيم في "هيروشيما" بتخليد ذكرى ضحايا القصف النووي الأمريكي وبوضع أكليل من الورود عند هذا النصب.
ولكن الأجواء الطيبة التي حاولت وسائل الإعلام اليابانية تكوينها حول الزيارة سرعان ما تبخرت وساد الارتباك في وزارة الخارجية اليابانية، ففي يوم الـ19 من مايو اعتقلت الشرطة في محافظة أوكيناوا عسكريا أمريكيا( 32 عاما) من العاملين في القاعدة العسكرية الأمريكية هناك وذلك للاشتباه في "تخلصه" بشكل غير قانوني من جثة فتاة اختفت في أبريل الماضي، وعادة هذه الصيغة تستخدم في اليابان قبل توجيه التهمة بالقتل.
وتجدر الإشارة إلى أنه عثر على جثة فتاة اسمها رينا شيمابوكورو ( 20 عاما) في أحراش في المنطقة وعثرت الشرطة في سيارة العسكري الأمريكي على آثار حمضها النووي وهو ما دفعه للاعتراف بارتكاب الجريمة التي سببت صدمة قوية لسكان اليابان وللسلطات هناك.
وقدم وزير الخارجية الياباني فوميو كيشيدا الاحتجاج الشديد إلى مسؤول السفارة الأمريكية في طوكيو، وبعد ذلك صدرت تصريحات شديدة اللهجة عن وزير الدفاع الياباني وعن السكرتير العام للحكومة وعن رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، وبعد فترة اعتذر وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر للجانب الياباني عما حدث.
وبالأمس التقى رئيس وزراء اليابان مع الرئيس الأمريكي وذلك قبيل انعقاد قمة مجموعة السبعة الكبار، وخلال اللقاء أعرب رئيس الوزراء الياباني عن امتعاضه لما حدث وطالب الرئيس الأمريكي باتخاذ الإجراءات الضرورية لمنع تكرار مثل هذه الحوادث الشنيعة ومن بينها على سبيل المثال لا الحصر، قيام مجموعة من العسكريين الأمريكيين في عام 1995 باغتصاب طفلة يابانية( 12 عاما) وهو ما تسبب حينذاك بمظاهرات احتجاجية شارك فيها 85 ألف شخص طالبوا برحيل الأمريكان من الجزر اليابانية، ويعد سكان أوكيناوا بتكرار هذه المظاهرات في أواسط يونيو المقبل.
وأعلن ممثلو الأحزاب ورجال الأعمال والكثير من المواطنين العاديين عن رغبتهم في المشاركة في هذه المظاهرات. ويعرب هؤلاء عن تأييدهم التام لحاكم المحافظة تاكيشي أوناغا الذي اتصل برئيس الوزراء بعد وقوع الجريمة وطالبه بتنظيم لقاء له مع الرئيس الأمريكي، وشدد الحاكم على أنه لا حدود لغضبه وامتعاضه وأكد أن الوضع في أوكيناوا يزداد توترا يوما بعد يوم. ويرى الحاكم أن سبب كل الجرائم التي يرتكبها العسكريون الأمريكيون هو وجود القاعدة العسكرية الأمريكية في المنطقة.
في ذات الوقت تواصل الولايات المتحدة تقديم نفسها كدولة قامت خلال الحرب بتدمير اليابان ومن ثم أعادت إعمارها مع كل سمات المجتمع الغربي المزدهر ولذلك يجب على طوكيو أن تعرب عن امتنانها وشكرها على شكل نشر القواعد الأمريكية على الأراضي اليابانية ولقاء ذلك تضمن واشنطن أمن اليابان.
ولكن هذه المنشآت العسكرية الأمريكية تحولت مع الزمن إلى مصدر للمشاكل بالنسبة لسكان اليابان وخاصة سكان أوكيناوا التي تقع في أقصى جنوب البلاد وتشغل فقط 0.6 بالمئة من أراضي الدولة( ولكن رغم ذلك تتمركز فيها 74% من القواعد والمنشآت العسكرية الأمريكية). وعلى أراضي هذه المحافظة تسجل بين الحين والآخر جرائم بمشاركة العسكريين الأمريكيين بما في ذلك اغتصاب وقتل النساء.
وسيتوجه أوباما يوم الـ27 من مايو وهو اليوم الأخير في أعمال القمة إلى "هيروشيما" وفي طريقه إلى هناك سيتوقف في محافظة "ياماغوتشي"، حيث توجد قاعدة عسكرية أمريكية أخرى، وهناك سيلقي كلمة أمام العسكريين العاملين فيها. ماذا سيقول أوباما لهم؟
هل سيقر بأن بلاده لم تكن محقة عندما استخدمت السلاح الذري ضد اليابان أو سيبدي أسفه بخصوص ضحية الدورية التي قتلها العسكريون الأمريكيون؟ كل ذلك مستبعد.
بعد الحديث مع العسكريين سيتوجه الرئيس الأمريكي إلى المدينة التي دمرها القصف الذري الأمريكي في نهاية الحرب العالمية الثانية وسيضع أكليل ورود وسيلقي كلمة عن العالم بدون سلاح نووي ولكن كل ذلك لن يعيد الفتاة رينا شيمابوكورو إلى أهلها ومحبيها.
من جانبها قررت حكومة اليابان إقامة مجموعة وزارية مشتركة مختصة بموضوع منع ارتكاب جرائم في البلاد من قبل العسكريين الأمريكيين والعاملين في القواعد الأمريكيين داخل اليابان.
وذكر السكرتير العام للحكومة اليابانية أن المجموعة ستضم ممثلين عن كل الوزارات والمؤسسات المعنية وذلك على مستوى مدراء المديريات.
وكان الرئيس أوباما قد وصل إلى طوكيو يوم الأربعاء الماضي للمشاركة في قمة مجموعة "G7".
ومع ذلك تحاول السلطات اليابانية تصوير زيارة أوباما كانتصار دبلوماسي لها لأنه وبعد مرور 70 عاما على انتهاء الحرب العالمية الثانية سيقوم رئيس أمريكي ولأول مرة بزيارة النصب التذكاري الذي أقيم في "هيروشيما" بتخليد ذكرى ضحايا القصف النووي الأمريكي وبوضع أكليل من الورود عند هذا النصب.
ولكن الأجواء الطيبة التي حاولت وسائل الإعلام اليابانية تكوينها حول الزيارة سرعان ما تبخرت وساد الارتباك في وزارة الخارجية اليابانية، ففي يوم الـ19 من مايو اعتقلت الشرطة في محافظة أوكيناوا عسكريا أمريكيا( 32 عاما) من العاملين في القاعدة العسكرية الأمريكية هناك وذلك للاشتباه في "تخلصه" بشكل غير قانوني من جثة فتاة اختفت في أبريل الماضي، وعادة هذه الصيغة تستخدم في اليابان قبل توجيه التهمة بالقتل.
وتجدر الإشارة إلى أنه عثر على جثة فتاة اسمها رينا شيمابوكورو ( 20 عاما) في أحراش في المنطقة وعثرت الشرطة في سيارة العسكري الأمريكي على آثار حمضها النووي وهو ما دفعه للاعتراف بارتكاب الجريمة التي سببت صدمة قوية لسكان اليابان وللسلطات هناك.
وقدم وزير الخارجية الياباني فوميو كيشيدا الاحتجاج الشديد إلى مسؤول السفارة الأمريكية في طوكيو، وبعد ذلك صدرت تصريحات شديدة اللهجة عن وزير الدفاع الياباني وعن السكرتير العام للحكومة وعن رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، وبعد فترة اعتذر وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر للجانب الياباني عما حدث.
وبالأمس التقى رئيس وزراء اليابان مع الرئيس الأمريكي وذلك قبيل انعقاد قمة مجموعة السبعة الكبار، وخلال اللقاء أعرب رئيس الوزراء الياباني عن امتعاضه لما حدث وطالب الرئيس الأمريكي باتخاذ الإجراءات الضرورية لمنع تكرار مثل هذه الحوادث الشنيعة ومن بينها على سبيل المثال لا الحصر، قيام مجموعة من العسكريين الأمريكيين في عام 1995 باغتصاب طفلة يابانية( 12 عاما) وهو ما تسبب حينذاك بمظاهرات احتجاجية شارك فيها 85 ألف شخص طالبوا برحيل الأمريكان من الجزر اليابانية، ويعد سكان أوكيناوا بتكرار هذه المظاهرات في أواسط يونيو المقبل.
وأعلن ممثلو الأحزاب ورجال الأعمال والكثير من المواطنين العاديين عن رغبتهم في المشاركة في هذه المظاهرات. ويعرب هؤلاء عن تأييدهم التام لحاكم المحافظة تاكيشي أوناغا الذي اتصل برئيس الوزراء بعد وقوع الجريمة وطالبه بتنظيم لقاء له مع الرئيس الأمريكي، وشدد الحاكم على أنه لا حدود لغضبه وامتعاضه وأكد أن الوضع في أوكيناوا يزداد توترا يوما بعد يوم. ويرى الحاكم أن سبب كل الجرائم التي يرتكبها العسكريون الأمريكيون هو وجود القاعدة العسكرية الأمريكية في المنطقة.
في ذات الوقت تواصل الولايات المتحدة تقديم نفسها كدولة قامت خلال الحرب بتدمير اليابان ومن ثم أعادت إعمارها مع كل سمات المجتمع الغربي المزدهر ولذلك يجب على طوكيو أن تعرب عن امتنانها وشكرها على شكل نشر القواعد الأمريكية على الأراضي اليابانية ولقاء ذلك تضمن واشنطن أمن اليابان.
ولكن هذه المنشآت العسكرية الأمريكية تحولت مع الزمن إلى مصدر للمشاكل بالنسبة لسكان اليابان وخاصة سكان أوكيناوا التي تقع في أقصى جنوب البلاد وتشغل فقط 0.6 بالمئة من أراضي الدولة( ولكن رغم ذلك تتمركز فيها 74% من القواعد والمنشآت العسكرية الأمريكية). وعلى أراضي هذه المحافظة تسجل بين الحين والآخر جرائم بمشاركة العسكريين الأمريكيين بما في ذلك اغتصاب وقتل النساء.
وسيتوجه أوباما يوم الـ27 من مايو وهو اليوم الأخير في أعمال القمة إلى "هيروشيما" وفي طريقه إلى هناك سيتوقف في محافظة "ياماغوتشي"، حيث توجد قاعدة عسكرية أمريكية أخرى، وهناك سيلقي كلمة أمام العسكريين العاملين فيها. ماذا سيقول أوباما لهم؟
هل سيقر بأن بلاده لم تكن محقة عندما استخدمت السلاح الذري ضد اليابان أو سيبدي أسفه بخصوص ضحية الدورية التي قتلها العسكريون الأمريكيون؟ كل ذلك مستبعد.
بعد الحديث مع العسكريين سيتوجه الرئيس الأمريكي إلى المدينة التي دمرها القصف الذري الأمريكي في نهاية الحرب العالمية الثانية وسيضع أكليل ورود وسيلقي كلمة عن العالم بدون سلاح نووي ولكن كل ذلك لن يعيد الفتاة رينا شيمابوكورو إلى أهلها ومحبيها.
من جانبها قررت حكومة اليابان إقامة مجموعة وزارية مشتركة مختصة بموضوع منع ارتكاب جرائم في البلاد من قبل العسكريين الأمريكيين والعاملين في القواعد الأمريكيين داخل اليابان.
وذكر السكرتير العام للحكومة اليابانية أن المجموعة ستضم ممثلين عن كل الوزارات والمؤسسات المعنية وذلك على مستوى مدراء المديريات.
المصدر : الوفد
تعليقات
إرسال تعليق