الماضى يعود أحيانا بلا استئذان

هوامش حرة - فاروق جويدة - المصدر الاهرام

قالت : رفضت أسرتى زواجي من شاب واعد أحببته ونحن ندرس معا في الجامعة وافترقنا وذهب كل منا في طريق تزوجت رجلا نبيلا كريما وأنجبنا ابنة وحيدة ملأت علينا حياتنا..وكبرت الابنة وكبرت انا وللأسف الشديد ان زوجى رحل في حادث سيارة وعشت مع ابنتى وكان والدها رجلا ميسوراً ترك لنا ما يعيننا على مطالب الزمن وأعباء الحياة..وذات يوم وجدت ابنتى تصارحنى انها تحب زميلها في الجامعة وهو يرغب في زيارتنا والتقدم لخطبتها..وقبل ان ابدى موافقتى طلبت منها ان أرى هذا الشاب.. وجاء لزيارتنا وفوجئت في البداية انه يحمل ملامح الإنسان الذى أحببته في بداية حياتى ورفضته اسرتى وسألته عن اسرته وأبيه وأخوته وكانت المفاجأة انه بالفعل ابن هذا الرجل وعرفت قصته بالكامل وان والده سافر إلى دولة عربية وحقق نجاحات كبيرة وجمع الكثير من المال وليس لديه غير هذا الابن..شاهدت الولد وشعرت انه اخذ الكثير من صفات وملامح والده وتذكرت وأنا أراجع صور الأيام الأفلام التى عالجت مثل هذه القضايا..وطلبت من ابنتى ان تؤجل الموضوع بعض الوقت حتى تنتهى من دراستها الجامعية خاصة انها في السنة الأخيرة وبقيت شهور قليلة على تخرجها..ان المشكلة الآن ان هذا الرجل الذى كان يوما حبيبى وفرقتنا الأيام لا يعلم ان الفتاة التى يحبها ابنه هى ابنتى وهو ربما نسى حكايته معى وانا ايضا نسيت فقد عشت حياتى الزوجية مع رجل احترمته كثيرا ومازلت اعيش على ذكراه..هل أصارح ابنتى بهذه القصة هل احكى لها كل شئ أم ارفض القصة من البداية وارتكب نفس الخطأ الذى ارتكبته اسرتى معى في بداية حياتى..هل أقابل هذا الرجل الذى كان حبيبا لو جاء يطلب يد ابنتى ام انه قد يغير موقفه لو علم ان الفتاة التى يحبها ابنه هى ابنه امرأة خذلته يوما..وهل يمكن ان يسامحنى ونترك الابناء يعيشون أقدارهم ربما كانت افضل منا..اننى حائرة ولا أدرى ماذا افعل مع هذا الماضى الذى اقتحم حياتى فجأة شئ غريب ان الماضى يدق ابوابنا احيانا بلا استئذان .


تعليقات

المشاركات الشائعة