المصدر بوابة الوفد
يرى الدكتور محمد وهدان، أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف، أن رمضان هو شهر العبادات وليس مجالاً للمسلسلات والبرامج المثيرة للجدل والمقالب التى قال عنها إنها حرام شرعًا.
كما كشف «وهدان» عن أن الرسول هو أول من تنبأ بظهور الإنترنت، واستنكر منتقدى استخدام الواتس آب ووسائل التطور التكنولوجى قائلاً: «الواتس آب ليس رجس من عمل الشيطان».
وأضاف وهدان خلال حواره لـ«الوفد» أن البرامج الدينية فى حاجة إلى تجديد دماء لمواكبة التطور وضرورة البعد عن الجمود فى الخطاب الدينى، وأشار إلى أنه صدم حينما اطلع على أجور الفنانين بالأعمال الدرامية بشهر رمضان، وأكد أن غش الطلاب فى شهر رمضان أشد حرمة من الشهور العادية. وإليكم نص الحوار:
< ما طقوسك الخاصة برمضان؟
- شهر رمضان بالنسبة للشيوخ هو موسم يتم خلاله عقد لقاءات وندوات، ولدى برامج تلفزيونية وإذاعية كثيرة، ومنذ كنت بطنطا أحافظ على قراءة 5 أجزاء من القرآن يوميًا برمضان، أعتقد أننى أحسن ما ألفته من كتب كان بالشهر الكريم لأنه يمثل قيمة خاصة، ومنذ عشرين عاماً لابد أن أقضى العشر الأواخر من رمضان بالكعبة المشرفة، بالإضافة إلى استضافة الأقارب وتبادل الزيارات، وصلاة التراويح بمسجد الشرطة بصلاح سالم.
< لماذا لم تذكر خلال ذكر طقوسك ممارسة بعض العادات والتقاليد المصرية؟
- هى فرحة رمضان من فوانيس وزينة يلفت النظر إلى إطلال الشهر الملىء بالبركات ولو لم نحتف بقدومه فبماذا نحتفى!! وأنا صغير كان والدى حريصًا على شراء فانوس لى وأنا أيضًا حرصت على شرائه لأبنائى، ولكن حينما كبرت سنهم لم أعد أشترى لهم.
< هل تعتقد أن المبالغة فى إنتاج المسلسلات متعمد لإلهاء المسلمين عن شهر رمضان كما يردد كثير من الشيوخ؟
- صدمت حينما قرأت لغة الأرقام التى كلفتها الأعمال الدرامية برمضان، لأن رمضان تم تحويله من المصريين إلى شهر مسلسلات كنت أتمنى التسابق فى الخير والدين وأعتقد أن هذا إسراف لا طائل من ورائه ولا قيمة له، فحينما يتم عرض أعمال درامية طول الليل والنهار متى سيجتهد الناس بالعبادات، يجب على الجميع قراءة التاريخ فكل الإنجازات تمت فى شهر رمضان من غزوة بدر وتبوك ومعارك كثيرة بخلاف السادس من أكتوبر فلابد من تغيير عاداتنا، أشعر بالحزن لما يحدث من هذا السفه لأنها أعمال لا تقدم قيمة حقيقية، وبها مشاهد لا تليق برمضان فهو شهر برىء مما يعرض فيه من دراما.
< كيف ترى برامج الإثارة والجدل والمشاحنات؟
- قال عمرو بن الخطاب رضى الله عنه «إذا غضب الله على قوم منعهم العمل ومنحهم الجدل» فبعض البرامج تدار حول ذلك النمط ويتصارع الضيوف كـ«الديوك»، ويجب البعد عن ذلك تمامًا فى رمضان، وأعترض بشدة على استضافة من يشكك فى ثوابت الدين ومهاجمته، أعتقد أن هذا كله حرام.
< ظهرت فتاوى كثيرة تحرّم برامج المقالب.. هل تتفق معها؟
- الرسول نفسه حرم ذلك حيث قال «ص» من أشار إلى أخيه بحديدة يخوفه بها فقد برأت منه ذمة الله وذمة رسوله»، فحتى لو كانت هذه البرامج على سبيل التسلية فيجب التخلى عنها لأنها مسخ من الغرب ومن فعلها آثم شرعًا، ولفت إلى أننا دولة نامية يجب تطوير ذاتها من برامج تليفزيونية وإذاعية وتقديم ما يفيد الناس.
< ما تقييمك للبرامج الدينية عامة وبرمضان خاصة؟
- البرامج الدينية بالتليفزيون المصرى تحديدًا تذاع فى الوقت الميت فلا قيمة لها، وطريقة العرض صعبة وبها جمود، فلا أتخيل أن هناك من يتابع برنامجًا الساعة السادسة صباحًا أو في وقت متأخر، فهى طاقات مهدرة، فالأهم التخلى عن الطرق التقليدية فى عرض البرامج من خلال شيخ يلقى محاضرة على الهواء، فلابد من استخدام «السوشيال ميديا» ويكون هناك مشاهد تمثيلية لما يقوله ويعلق عليه وقمت بعمل ذلك من خلال الفضائية المصرية ببرنامج «جدد حياتك» برمضان من خلال عرض مشهد سأقوم بالتعليق عليه. يخفى الكلام عن النار والعذاب والترهيب.
< معنى ذلك أننا بحاجة لتجديد الخطاب الدينى؟
- بالطبع يحتاج الخطاب الدينى إلى إعادة نظر لأن طريقته عفا عليها الزمان فلو كان الرسول موجودًا بيننا لارتدى «أشيك بدلة» ودعا إلى الموعظة الحسنة واستخدم كافة وسائل التواصل الاجتماعى فى الدعوة إلى الله لكن ما زال بيننا حتى الآن من يحرم التليفزيون وهناك من يقول «الواتس أب» رجس من عمل الشيطان هؤلاء محدودو الفكر فهذه الآلات لا بد من استخدامها فى طاعة الله.
< هناك من حرم «الفيس بوك» بحجة أن من خلاله تتم أعمال تغضب الله.. هل تتفق مع ذلك؟
- كثيرون يقولون ذلك لكن الرسول أول من تحدث عن الإنترنت منذ 1400 سنة فقال «ص» لن تقوم الساعة حتى لا تنطح ذات قرن جما ويطوف التاجر حول العالم فلا يجد ربحاً فكيف يطوف التاجر عبر العالم بالخيل، فالإنترنت يسهل كثيرًا كل شىء.
< كل البرامج الدينية أصبحت تقدم فتاوى.. ما رأيك؟
- الفتوى الآن أصبحت متاحة فكل من هب ودب أصبح يفتى فى أمور المسلمين فلا يجب أن يفتى فى أمور دينه إلا المتخصصون والمتفقهون فى الدين، لدينا مشكلة كبيرة أن هناك من البعض يعلمون العالم يوم السبت وأساتذة يوم الأحد والاثنان يسبان من علمهما والاثنان يثيران الجدل، لدينا أزمة كبيرة لدينا شيوخ كثيرة ظهروا من شيوخ السلفية تركز على المرأة فهذا ينم عن عدم فهم وعدم دراسة ورؤيتهم متشددة، اعتقد أن الأزهريين الأكثر أهلاً بالفتوى لدراستهم مذاهب كثيرة.
< كيف ترى التصريحات الشاذة تجاه النقاب والحجاب وما تثيره «إيناس الدغيدى» وما قالته «انتصار» بأحد البرامج التليفزيونية؟
- هؤلاء يقولون ما لا يعرفون وعليهم مراجعة أنفسهم كثيرًا واستمعت لكثير من آرائهم وما تقوله بعيد كل البعد عن منهج الله، فالنهاية هى حرة لكن لا يجب فرض رأيها على الناس ومن يستضيف إيناس أو أمثالها لترديد خرافاتها هو آثم شرعًا، هناك محاولة لطمس معالم الدين حتى لا يبق الدين فى قلوب الناس. فحينما نهتم بنشر خبر عن اغتصاب طالبة فى حصة الدين فهذا بمثابة تدمير وتشويه للدين.
< هل يتجاهل الإعلام هذه الأخبار لعدم تشويه الدين؟
- لا طبعًا ينشر الأخبار مع مراعاة مصلحة المجتمع فهناك بعض ما ينشر يثير ويشوه الأعراض.
< كيف يصح صيام المسلم؟
- عندما تصوم لا تصم عن الطعام فقط ولكن عن المحرمات أيضًا، للأسف هناك من يؤقلم يومه خلال الصيام بالنوم نهارًا والسهر ليلاً أو مشاهدة جميع المسلسلات والبرامج فصيامهم ناقص وليس بثواب كامل، فالصوم أن يصوم القلب عن الحقد على خلق الله وأن يصوم العقل عن التفكير فيما يغضب الله وأن تصوم اليد عن إيذاء خلق الله والرجل عن المشى فيما حرمه الله، فهذا هو الصيام الذى يرضى الله.
< ما رأيك فى التدين الموسمى؟
- ضعف إيمان لأن لو ترك رمضان أثرًا فينا لما انصرف عن الإيمان بمجرد انتهاء الشهر الكريم «رب صائم لا يجد من صومه إلا الجوع والعطش».
< امتحانات الثانوية العامة تتزامن مع الشهر الكريم ما حكم الغش مع الصيام؟
- هو أشد حرمة من الغش فى الشهور العادية فالوزر فى رمضان ذنبه عظيم عند الله.
تعليقات
إرسال تعليق