3 طعنات قاتلة تنهى قصة كفاح "طفل الفاكهة" بضاحية عين شمس
المصدر : اليوم السابع - أخبار الحوادث
تخلى "أحمد" عن الاستمتاع بطفولته مبكراً، متخطياً أبناء جيله، ليترك قريته بالقليوبية، ويرحل إلى أحد أحياء القاهرة ليبيع الفاكهة، لكن براءة عمره، الذى لم يتجاوز العاشرة لم تشفع له أمام قاتله، الذى سدد له 3 طعنات أودت بحياته.
وظل حلم السفر إلى "البندر" يراود "أحمد"، منذ الصغر، حيث إنه لم يكن متفوقا فى التعليم وكل ما كان يعبأ به أن ينهى يومه الدراسى سريعا حتى يسرع إلى والده المزارع البسيط ليعاونه فى عمله كبائع للخضروات والفاكهة، بعد محاولات عديدة تمكن من إقناع والده البسيط أن يقصد القاهرة، لتخفيف العبء من على كاهله، ويتحمل مسئولية أشقائه الصغار، وبالفعل نجح فى إقناع أسرته، بحجة أن التعليم أصبح لا يسمن ولا يغنى من جوع، لذلك قرر ترك المدرسة ولم يتجاوز العاشرة من عمر.
جاء الطفل "أحمد" إلى القاهرة، وكان يمكث مع عدد من أبناء قريته، وتلخص يومه فى الاستيقاظ مبكرا ليصطحب عربته " الكارو" ويبيع اليوسفى للمارة، حتى ينتهى من بضاعته، ويجمع ما رزقه الله به ويعود إلى حجرته الصغيرة، ليأخذ لنفسه ما يبقيه حيا، ويرسل الباقى إلى أسرته.
وما بين قسوة الحياة ومرارة الغربة، لم يتراجع "احمد" عن قراره فى الاستمرار بالعاصمة كبائع فاكهة رغم أنه اكتشف أن كل أحلامه التى ظلت تراوده باتت كابوسا يؤرق عليه حياته، يجمع بضعة جنيهات يأخذ القليل منها ليتمكن من إطعام نفسه ويرسل النصيب الأكبر الى والده ليعاونه على ظروف الحياة القاسية.
وفى ذلك اليوم المشئوم أنهى "أحمد" عمله بعد أن رزقه الله ببيع أكبر قدر من "اليوسفى"، واصطحب عربته الصغيرة متجها إلى حجرته الصغيرة، الكائنة بإحدى جراجات السيارات بمنطقة عين شمس، ولم يكن يعلم أنها الليلة الأخيرة، ليصبح مجرد جثة هامدة تعبث بها الكلاب بالطريق.
وبعد أن أنهى يومه وفى طريقه لمنزله، فوجئ "أحمد" بشخص يستوقفه بمطواة، حاول الفرار منه خشية أن يسرق شقى يومه، لم يعبأ إلى توسلاته بأن يتركه وإن ما معه لا يتجاوز بضعة جنيهات، وعندما صرخ ليبحث عن أى شخص يستنجد به، سدد له المتهم الهارب طعنة أولى، سقط إثرها على الأرض، ثم سدد له عدة طعنات أخرى، حتى لفظ انفاسه الأخيرة، فى هذا الوقت أسرع جار المجنى عليه بعد أن سمع صراخه ليجده غارقا فى دمائه، وفر القاتل هاربا.
وأجرى المستشار محمد الجرف، وكيل نيابة الحوادث بشرق القاهرة الكلية، معاينة أولية لجثة المجنى عليها، وأسفرت المعاينة بالعثور على 3 طعنات بجثة الطفل، وبجواره زجاجة "بيرة" فارغة، وأمر بالتصريح بدفن جثة الطفل بعد تشريحها للوقوف على ملابسات الواقعة، ومن المقرر أن يتم استدعاء أهالى الطفل المجنى عليه لسماع أقوالهم فى الحادثة.
تعليقات
إرسال تعليق