مقاطع الصوت لا تغنى عن دفء مصافحة اليد
المصدر الاهرام - المرأة و الطفل
انتشرت مقاطع الصوت والفيديوعلى مختلف مواقع التواصل الاجتماعى للتهنئة فى الأعياد والمناسبات المختلفة بين الأصدقاء والمعارف وحتى بين الأقارب والأهل والخلان لتحل محل المصافحة بالأيدى والقبل والأحضان التى كانت معتادة فى هذه المناسبات قبل غزو هذا العالم الافتراضى من خلال الشبكة العنكبوتية المسماة بالانترنت..فما وقع هذه المقاطع على النفس من حيث التواصل فى المجتمع؟.. وهل إرسال مقطع صوتى يغنى عن الزيارات المباشرة لصلة الرحم؟!
يقول د.عماد مخيمر، أستاذ علم النفس وعميد كلية الآداب جامعة عين شمس إن هناك نوعين من التواصل فى مسألة التهنئة فى الأعياد والمناسبات: وهما التواصل المباشر، وغير المباشر..
ويوضح أن النوع الأول الذى يتمثل فى المصافحة والسلام بالأيدى والقبل والأحضان مطلوب فى العلاقات العميقة والوثيقة بين أقارب الدرجة الأولى، ومطلوب أيضا بين الأصدقاء المقربين لبعضهم وكذلك الصديقات المقربات لبعضهن، كذلك بين الطالب والمعلم إذا كان هناك استمرارية فى علاقة الود والتواصل بينهما.. فالمصافحة باليد واللقاء وجها لوجه تعمق وتقوى الشعور بالتهنئة وتعطى الدفء الإنسانى والشعور بالمحبة الذى يظهر بوضوح على ملامح الوجه فى لحظتها، فذلك له تأثير كبير جدا من الناحية النفسية ويجعل الشخص فى حالة من التفاهم والأمل ويمنحه الشعور بالطمأنينة، كما أن الزيارات المباشرة بين الأهل والأقارب لها بعد اجتماعى، فمن الممكن أن يكون هؤلاء الأهل فى حاجة مادية يلمسها من يزورهم من الأهل القادرين، فتتم مساعدتهم بطريقة غير مباشرة فى صورة هدايا او عيدية للأبناء مثلا فى الأعياد، كما أن هذه الزيارات تعطى فرصة للأطفال أن يحافظوا على صلة الرحم منذ الصغر.. ويشير إلى أن هناك نظرية فى علم النفس تؤكد أن التلامس البدنى للطفل عقب ولادته لجسم الأم ضرورى جدا حتى يشعر بالأمن والطمأنينة والمحبة والتقدير ليصبح هذا الإحساس هو أساس علاقاته الانفعالية والاجتماعية المستقبلية.. ولذا فالمصافحة بين الكبار مطلوبة للشعور بالأمن والمحبة والتقدير.. والمجتمع المصرى يتسم بالحميمية فى العلاقات وتعتبر المصافحة والقبلات فيه دليلا على المحبة والقرب.. ولنا فى رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة فى المصافحة باليد وللنظر فى وجه من يصافحه حتى يقوم من يصافحه بسحب يده.. وهذا دليل على أهمية المصافحة باليد، واستعاضتها بمقاطع الصوت والفيديو غير مقبول من الناحية النفسية ويؤدى الى الجفاء وتفتت العلاقات وانقطاع صلة الرحم.
ويستكمل أستاذ علم النفس رؤيته قائلا: أما بالنسبة للنوع الثانى من التواصل وهو الاتصال عن بعد او الاتصال غير المباشر والممثل فى تلك المقاطع سواء صوتًا او فيديو، فمن الممكن أن تجدى فى حالة الأقارب الأبعد وزملاء العمل والمعارف وأصدقاء مواقع التواصل الاجتماعى كمعايدة رقيقة تنمى العلاقات الاجتماعية عن بعد.
اقرأ أيضاً :
======
تعليقات
إرسال تعليق