السلفيون أشطر على الإنترنت !
المصدر الاهرام - أحمد عبد التواب - كلمات عابرة - الأعمدة
وصل تطاول من يُقدِّم نفسه بأنه أحد شيوخ السلفية إلى أن يصف أحد برامج إذاعة القرآن الكريم بأنه ضلال، فى ضلال وأن المذيع مُدلِّس على الناس فى أمور دينهم، لأنه يُحلّ الاحتفالات بعيد الأم وسماع الموسيقي، وهو ما يعتبره الشيخ مخالفا لصحيح الدين الإسلامي!هذه الواقعة، وقبلها الهجوم من قادة سلفيين على فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، نقلة نوعية فى أعراض الظاهرة التى نعيشها والتى تخطَّى فيها نفوذ وتأثير الجمعيات السلفية حدود تنظيماتها والسطوة على كوادرها وقواعدها، مما يوجب الاعتراف لهم بأنهم حققوا نجاحات معتبرة نحو أهدافهم. والتجليات واضحة فى انتشار أفكارهم فى أوساط واسعة من الجماهير، بما عزَّز الجهود المنظمة المخططة والموقوف لها مبالغ مالية طائلة. انظر كيف يستخدمون الإنترنت كمنصة انطلاق لتشكيل الأجواء التى يستهدفون لها أن تسيطر على المجال الحيوي. وقد أفلحوا بالفعل فى وضع الكثيرين فى خانة المدافعين عن أنفسهم بالحملات المتناغمة التى يشارك فيها جيش جرّار على الإنترنت! ولا يمكن أن تكون الصدفة هى التى تُكثِّف التوجه على شخص بذاته أو فكرة بعينها أو قضية محددة. مثلا، يهاجمون مطربة لأنها ظهرت فى الحفل بفستان سهرة مفتوح، فيقولون إنها أغضبت جمهورها، وإن الناس قرروا مقاطعتها! ويظل الهجوم مستمرا ضاريا بتكرار وإلحاح بنفس الألفاظ مع تعدد المنسوب لهم القول.
هذه هى ذات العقلية التى تضطهد الأقباط، بل وأصحاب المذاهب الإسلامية الأخري، ويشترك فى المهمة من يرفعون السلاح فى سيناء ومن لا يملكون حرية السلاح فى الصعيد فيستخدمون القوة المتاحة بإحراق المنازل والاعتداء بالضرب. وتكون الإنترنت أهم أسلحتهم فى نشر الأكاذيب المتعمدة عن الكنائس التى تُبنى فى السر وعن تنصير الشباب المسلم البرىء وعن الأسلحة المخبأة فى الأديرة!
لقد صار الخطر مخيفا مع هذا الانتشار وهذه الجرأة فى وقت لا يزال البعض يورابون لهم الباب بوهم أنهم سيعودون إلى رشدهم!
والمطلوب تطبيق القانون على أصحاب خطاب الكراهية وعلى من يستخدمون العنف أو يُحرّضون عليه.
اقرأ أيضاً :
=======
تعليقات
إرسال تعليق