أنا وزوجى .. والمرأة الأخرى
المصدر الاهرام - اخبار المرأة و الطفل
«لم أكن اتصور أن تدخل امرأة أخرى فى حياة زوجى.. فقد أحببته بجنون.. وكان زواجنا هو الحلم الذى نصبو إليه سوياً.. وتوجت قصة حبنا برباط مقدس يجمعنا للأبد. فى البداية كانت حياتنا تسير على أكمل وجه.. حيث انشغلنا بتكوين أنفسنا لنضمن حياة مستقرة.. ومضت بنا السنوات حتى كانت الطامة الكبرى التى قلبت حياتى رأساً على عقب.. فقد ظهرت علامات التذمر على زوجى، وأصبح يثور لأتفه الأسباب، فضلاً عن استيائه من كل صغيرة وكبيرة فى حياتى، بالإضافة إلى اهتمامه الزائد بملابسه وعطوره.. وتسلل الشك إلى قلبى.. وبدأت رحلة البحث عن سر تغيره، لاكتشف علاقته بامرأة أخرى ورغبته فى الزواج منها».......................................................
تجربة تلك الزوجة نجدها تتكرر كثيراً فى الآونة الأخيرة.. ترى لماذا تظهر المرأة الأخرى فى حياة الزوج؟ وماذا يحدث كى تفتر العلاقة الزوجية إلى هذا الحد؟ ماذا ينقص الزوجة حتى ينظر زوجها إلى أخرى؟ تساؤلات نحاول البحث عن إجابات لها فى هذا الموضوع.
البداية مع الدكتورة زينب شاهين أستاذة الاجتماع وخبيرة التنمية البشرية.. تقول: ظهور المرأة الأخرى فى حياة بعض الأزواج يرجع لعدة أمور منها ارتفاع نسب الطلاق.. وزيادة نسبة العنوسة.. الأمر الذى يدفع عدداً من النساء لقبول هذا الوضع، فضلاً عن التراث الذكورى السائد فى مجتمعنا والذى يظهر متجلياً فى تربية الرجل، فيسمح لنفسه بالعبث بأكثر من امرأة متعللاً بطبيعته التعددية، لذلك علينا إعادة النظر فى بعض المعتقدات والمفاهيم الخاطئة والتى تلقى العبء دائماً على الزوجة وتحملها مسئولية نظر الزوج لأخرى، ومن ثم تطالبها بضرورة التضحية ومحاولة إعادته.. فلا تكون لديها الفرصة فى اتخاذ قرار الفراق.. بينما ينظر للرجل دائماً باعتباره الضحية الذى عانى المرار من زوجته فاضطر للبحث عن أخرى.. وللأسف كل هذه المفاهيم تبعد كل البعد عن المقاصد الحقيقية للتعدد كما جاء فى الشرع.
ويؤكد الدكتور عادل مدنى أستاذ الطب النفسى مع الرأى السابق ويضيف أن هناك أنماطاً شخصية من الرجال أكثر عرضة للنظر لأخرى مثل الشخصية (الملولة) سريعة الملل، وعادة ما تتميز بالبحث الدائم عن التجديد.. كذلك الشخصية القلقة والتى تهرب من قلقها بالدخول فى علاقة عاطفية جديدة.. كما أن مرضى الهوس وهو الطرف الآخر للإكتئاب دائماً ما تتعدد علاقاتهم النسائية ومن ثم يسهل استدراجهم فى زواج ثان. هذا بالإضافة لبعض الدوافع التى تؤدى لنظر الرجل للأخرى وأخطرها وجود مشاكل زوجية فى العلاقة الحميمة، وفقدان جسور التفاهم مع خلافات شاسعة فى الطباع بين الطرفين، وتزداد حدة الأزمة عند دخول الرجل فى سن الأربعين، حيث يعانى من أزمة منتصف العمر، فإذا لم يجد تفاهماً بينه وبين زوجته يصبح ظهور الأخرى فى حياته نتيجة حتمية.
ولأن الوقاية خير من العلاج ينصح أستاذ الطب النفسى كل زوجين بعدة وسائل لإنجاح علاقتهما الزوجية أهمها المصارحة فى كل الأمور، مع العطاء المتبادل، والاهتمام بالمظهر الخارجى مع محاولة التجديد المستمر سواء فى الشكل أو فى الحوار.. وأخيرا، تفهم احتياجات كل طرف للآخر ومحاولة تلبيتها فى محاولة للوصول بسفينة الزواج إلى بر الأمان.
اقرأ أيضاً :
======
تعليقات
إرسال تعليق