نظام التعليم الجديد: أولياء أمور ومعلمون ينقسمون حول «التطبيق»
المصدر الوطن. www.elwatannews.com . أخبار التعليم
انقسم المعلمون وأولياء الأمور ما بين مؤيد ومعارض، حول ما أعلنه الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، خلال مؤتمر استعدادات المدارس فى العام الدراسى الجديد مساء أمس الأول، ففيما أثنى بعض أولياء الأمور والمدرسين على وضوح خطة وزير التعليم، واعتبارها أصبحت أقرب للتطبيق، نتيجة اتضاح معالمها وآليات العمل فيها، بعد مرور عدة شهور من اللغط حول الخطة التنفيذية لتطبيق النظام الجديد، أعلن البعض الآخر رفضهم لبعض قرارات «الوزير» الخاصة بإلغاء مادة المستوى الرفيع وعدم وضع إطار زمنى لتوزيع التابلت وعدم الإعلان عن خطة تقييم للطلاب فى السنوات الأربع الأولى للدراسة فى النظام الجديد.
وقال محيى شوقى، مدرس تاريخ، إن النظام الجديد الذى أعلنه «شوقى» أصبح واضح المعالم ويمكن تطبيقه على أرض الواقع بشكل فعلى وجاد، خاصة أنه ألغى العديد من البنود التى شهدت جدلاً بين المعلمين مثل مواعيد التدريب، التى كانت تشكل قلقاً كبيراً نظراً لعدم تحديد مواعيد لهم حتى الآن، وبإعلانه أن الأولوية لمعلمى رياض الأطفال والصف الأول الابتدائى أنهى الجدل.
وأضاف أن استمرار الكتب الخارجية مع الكتاب المدرسى والتراجع النسبى فى استخدام التابلت، يعنى أن الدراسة من الصف الثانى الابتدائى وحتى الثالث الثانوى، سوف تسير بالنظام القديم تقريباً، باستثناء بعض المدخلات والتعديلات على المناهج، وهو ما كنا نطالب به، بأن يتم بدء تنفيذ النظام الجديد على الأطفال بشكل تصاعدى.
محيى»: تصريحات الوزير أكثر واقعية وقابلة للتطبيق.. و«محرم»: آلية تقييم الطلاب غير واضحة
وأبدى عصام محرم، مدرس لغة عربية، اعتراضه على عدم وضوح آلية تقييم الطلاب فى السنوات الأربع الأولى من الدراسة، فى ظل إلغاء الامتحانات بشكل كامل، معللاً ذلك بأن «الوزارة ألغت الامتحان من غير سبب واضح ومش عارفة هتقيم الطلاب إزاى، لسه هيخترعوا نظام تقييم».
وقالت أميمة محسن، ولية أمر، إن مؤتمر أمس الأول، نسف فكرة وجود نظام جديد للتعليم، حيث ترى أن الأمر يقتصر فقط على «طلاب الحضانة، معمول لهم كتب جديدة ونظام امتحان جديد»، الأمر الذى يعنى -من وجهة نظرها- أنه لم يكن هناك داعٍ لكل ما أثير من جانب المسئولين خلال الفترة الماضية عن وجود نظام شامل للتعليم فى مصر.
واختلفت صفاء الهانى، ولية أمر مع سابقتها فى رفض ما أعلنه «شوقى» من آليات النظام الجديد، مؤكدة أن تلك البنود أزالت اللبس الذى اشتكى منه الأهالى خلال الأيام الماضية، وتمت الاستجابة لأولياء الأمور الذين نادوا مراراً وتكراراً بأن يتم تطبيق النظام الجديد على طلاب رياض الأطفال، حتى يتم تشكيلهم بما يتناسب مع بنوده، وهو ما سيتم بالفعل.
وأضافت أن إلغاء الدروس الخصوصية وعدم تجديد تصاريح الكتب الخارجية وطباعة كتب مدرسية بمواصفات عالية الجودة، واعتماد الدراسة على الفكر والحوار والمناقشة، يعنى أننا دخلنا عصر التعليم «المحترم» الذى سوف يحبب الطالب فى الذهاب للمدرسة، ويرحم أولياء الأمور من «مقصلة» مصاريف الدروس الخصوصية والمذاكرة للأطفال بالنظام القديم.
وقالت عبير أحمد، مؤسس اتحاد أمهات مصر للنهوض بالتعليم، إنه ما زالت هناك تخوفات لدى أولياء الأمور من فشل الثانوية التراكمية لعدة أسباب، أهمها عدم الانتهاء من الاستعدادات الخاصة بنظام الثانوية التراكمية الجديد، حيث لم تتوافر أجهزة التابلت مع بداية دخول العام الدراسى الجديد وسيتم الاعتماد على الكتب المدرسية وبنفس المناهج التى لم تتغير، والتغيير فقط سيكون فى الامتحانات وطرق التقييم، بالإضافة لعدم الانتهاء من توصيل الإنترنت للمدارس وإنشاء شبكات وألياف ضوئية داخلية وتشغيلها بخدمة الـ«واى فاى» وإنشاء السيرفرات الداخلية.
وأشارت إلى أن هناك حالة غضب بين أولياء الأمور بسبب تصريح الوزير الذى قال فيه إن التابلت «كرم» من الوزارة، مؤكده أن الوزارة هى المسئولة عن التابلت فى النظام التعليمى الجديد، ودورها توفير تعليم جيد للطلاب والبيئة المناسبة له كما ينص الدستور.
وأجمع عدد من أصحاب المكتبات الشهيرة بمنطقتى الدقى وبين السرايات، على عدم علمهم بقرار وزير التربية والتعليم، الذى أصدره بشأن إلغاء تراخيص الكتب الخارجية الخاصة بالصفين الأول الابتدائى والأول الثانوى، اللذين من المفترض تطبيق النظام الجديد عليهما هذا العام، وأكدوا عدم وجود الكتب الخاصة بطلبة الصف الأول الابتدائى، فيما وجدت كتب اللغة العربية والإنجليزية الخاصة بالصف الأول الثانوى.
وداخل إحدى المكتبات الشهيرة بمنطقة بين السرايات، جلست منى أحمد، إحدى العاملات بالمكتبة، ومن ورائها أرفف بلاستيكية، مرصوص عليها عدد من الكتب الخارجية، المختصة بجميع المراحل التعليمية، عدا الكتب الخاصة بالصف الأول الابتدائى، وبجوارها بعض الأدوات المدرسية: «كتب سنة أولى ابتدائى لسه مانزلتش فى السوق، وبنسأل عنها كل شوية فى الفجالة، بيقولوا لنا لسه هتنزل».
لم تعرف «منى» شيئاً عن ذلك القرار، وأشارت إلى أن كتب اللغة العربية والإنجليزية للصف الأول الثانوى موجودة بالمكتبة، وأضافت: «جايبينها من شهر ونص، والكمية قربت تخلص، عليها إقبال كبير.. ولو القرار ده اتطبق التأثير هيكون خلال السنوات الجاية».
تعليقات
إرسال تعليق