مصر تغيرت.. كانت فأصبحت

المصدر الوطن . elwatannews.con.  أخبار مصر
بعد سنوات عجاف، تلت ثورة 25 يناير وتوابعها، تصدّر فيها الانفلات الأمنى والتدهور الاقتصادى المشهد، تبدأ مصر فى استعادة عافيتها، تسترد هويتها التى كادت تضيع بفعل حكم الفاشية الدينية بقيادة جماعة الإخوان.. يتعافى اقتصادها بعد سنوات حكم سابقة «أنهكته»، اعتمدت على مسكّنات عالجت العَرَض لكنها تركت المرض يتوغل وينتشر دون علاج شافٍ.
من تصنيفات ائتمانية دولية سيئة إلى تصنيفات إيجابية، ومن نظرة سلبية إلى توقعات بأن يكون اقتصاد مصر ضمن أفضل 7 اقتصاديات ناشئة فى العالم. مناخ استثمارى يتغير بنسف الروتين وإتاحة خريطة استثمار لكل المستثمرين المصريين والعرب والأجانب.
اقتصاد كان يصنّف دائماً على أنه «اقتصاد ريعى»، يعانى من تناقص الإنتاجية، أصبح مؤهلاً ليكون اقتصاداً متنوعاً، لا يعتمد فقط على دخل قناة السويس أو تحويلات المصريين فى الخارج وعوائد السياحة، فقد أنعشت المشروعات القومية مثل حفر قناة السويس الجديدة وأنفاق سيناء ومشروع المليون ونصف المليون فدان، والمشروع القومى للطرق، عدة قطاعات إنتاجية وخدمية، ووفرت آلاف فرص العمل، كما أنعشت مبادرة تمويل المشروعات المتوسطة والصغيرة آلاف المشاريع والمصانع الصغيرة والورش، فى محاولة مستميتة من الدولة لإقناع الشباب بعدم انتظار الوظيفة الحكومية من خلال إطلاق عدة مبادرات.

من استعادة الهوية.. إلى تعافى الاقتصاد والمشروعات الكبرى وعلاج المصريين وكفالة الأكثر فقراً

طاقة مصر شهدت طفرة غير مسبوقة، لا يمكن إنكارها، فمن الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائى إلى تحقيق فائض فى الشبكة القومية يكفى لتصدير الكهرباء إلى الدول الشقيقة والصديقة، وذلك بعد تحديث وإنشاء عدة محطات توليد كهربى تعمل بالغاز أو بالرياح، بخلاف مجمع محطات الطاقة الشمسية فى أسوان الأكبر عالمياً، ومن استيراد الغاز إلى تحقيق الاكتفاء الذاتى والتصدير بفضل سلسلة اكتشافات يتصدرها حقل «ظهر» العملاق.
اجتماعياً، أسهم المشروع القومى للإسكان الاجتماعى فى إنشاء مئات الآلاف من الشقق، كما تبنت الدولة مبادرة رئاسية مهمة لنسف العشوائيات والتخلص من المناطق الخطرة فى القاهرة وغيرها من المحافظات، وهى إحدى ثمار التغيير المهمة ضمن استراتيجية توفير «سكن كريم» لكل مواطن، كما خصصت الموازنة العامة للدولة خلال السنوات الأخيرة عدة مليارات لدعم برنامج «تكافل وكرامة»، أحد محاور شبكة الحماية الاجتماعية للمواطنين الأكثر فقراً، كما مثّلت مبادرات الرئيس عبدالفتاح السيسى للكشف المبكر عن الأمراض وعلاجها، منهجاً جديداً فى إطار إصلاح منظومة الرعاية الصحية، وذلك قبل بدء تفعيل قانون التأمين الصحى الشامل.
على صعيد النسيج الاجتماعى، بدا واضحاً أن ترسيخ مفهوم المواطنة لم يعد مجرد «حبر على ورق»، فقد ترجمته الدولة إلى حقوق لا تميز بين مواطن ومواطن، مسلم ومسيحى، واستعاد الأقباط حقوقهم الضائعة فوصلوا كإخوانهم إلى كل مراكز صنع القرار دون تفرقة، فيما تراجعت موجات الفتنة الطائفية بعلاج أسبابها، دون الاكتفاء بعلاج أعراضها الوقتية، وذلك من خلال إنجاز قانون بناء الكنائس.
مصر تستعيد مكانتها ودورها القيادى والفاعل فى محيطها العربى والأفريقى، بإنعاش العلاقات المصرية العربية التى تبدو فى أفضل حالاتها، باستثناء العلاقة مع قطر حليفة جماعات الإرهاب، أما أفريقيا فقد حدث تحول جذرى فى علاقات مصر الأفريقية خلال 5 سنوات، فمن تجميد عضوية القاهرة فى الاتحاد الأفريقى إلى رئاسة الاتحاد، وتمثيل القارة السمراء والدفاع عن مصالح شعوبها فى المحافل الدولية، وأيضاً استعادة دفء العلاقات مع معظم الدول الأفريقية، بعد عقود من الجفاء والتباعد عن المحيط الأفريقى خلال عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك.
على المحور الأوروبى ازدهرت علاقات «مصر ـــ أوروبا» على جميع المستويات، ليصبح الاتحاد الأوروبى الشريك الاقتصادى الأول لمصر، رغم بعض المنغصات السياسية التى تثيرها بعض المنظمات الحقوقية حول ملف حقوق الإنسان، وهو ما تم تفنيده والرد عليه بالأدلة والوثائق أكثر من مرة.
مصر تتغير.. هذه مقولة لا يمكن الخلاف حولها، فقط يمكن الخلاف حول أولويات هذا التغير، صحيح أن هذا التغير ربما يتم ببطء، وصحيح أن البلاد ما زالت تعانى من تلال المشكلات والتحديات، لكن ما حدث على الأرض خلال 5 سنوات مضت لا يستطيع أن ينكره أحد، «الوطن» فى عيدها السابع تؤكد لقرائها أن الوطن الأكبر يتغير.. وبكل المؤشرات بُكرة أحلى.

تعليقات

المشاركات الشائعة