حكايات الدور المسحور في مستشفي المعادي أسـرار وفـاة الشـاه
شاء قدري أن أكون معنيا بمتابعة أخبار صحة شاه إيران عندما نزل مريضا بمستشفي القوات المسلحة بالمعادي مطرودا من شعبه. وشاء عمري أن أتابع نقل الرئيس الأسبق حسني مبارك ليحل رهن الإقامة الجبرية بمستشفي القوات المسلحة بالمعادي بعد ثورة شعبه.
ورغم الفارق الزمني الذي قارب العقود الأربعة فإن هناك شريطا من الأحداث شديد الترابط والتطابق بينهما. فكلاهما تم طرده من الحكم بعد ثورة شعب. وكلاهما ثالثه لدغة العقرب الأمريكي. وكلاهما نقل بالطائرة الهليوكوبتر وكلاهما سكن الدور المسحور في المستشفي الكبير.. وكلاهما كان لجماعات الإسلام السياسي دور في عزله.
الحكاية من أولها نسردها أمام وعلي مسامع شباب الثورة. فقد كان إمبراطور إيران الشاهنشاه محمد رضا بهلوي حاكما طاغيا وكان رجل أمريكا القوي في منطقة الخليج العربي, فانقلب عليه شعبه بثورة أدارها آية الله الخوميني من فرنسا واجتاحت شرائط الكاسيت بصوت الخوميني تدعو إلي الثورة فألهبت مشاعر الشارع الإيراني وسقط الحاكم واستقل شاه إيران طائرته الخاصة مع أسرته وحاشيته يبحث عن ملجأ بعد أن رفضت أمريكا استقباله وهو مريض ويعاني من سرطان الغدد الليمفاوية وظل أسير الأجواء لا يجد مطارا يستقبله, إلي أن وافق السادات علي استقباله وبصورة تليق به كإمبراطور وسكن قصر القبة.
وبعد أن استراح اقترح عليه الرئيس السادات أن ينتقل إلي مستشفي القوات المسلحة بالمعادي للعلاج من مرضه ودخل الدور المسحور في المبني الكبير المجهز وهو دور له خصوصيته.. ومؤمن تماما, والسبب في ذلك أن الشعب الإيراني وقادته كانوا يطالبون بتسليم الشاه بأي ثمن ولما فشلوا قام الشعب بمحاصرة52 موظفا أمريكيا هم سكان السفارة الأمريكية في طهران واعتبروهم رهينة مقابل تسليم الشاه المريض الموجود في القاهرة.. وتفتق ذهن المخابرات الأمريكية عن حل لفك الرهائن فأوفدوا أحد كبار الأطباء الأمريكيين من( أصل لبناني) للتوجه إلي القاهرة لإجراء جراحة عاجلة للشاه يتم فيها استئصال الطحال أدت إلي وفاته.. وتم فك الرهائن في طهران.. وقد قام الأهرام بنشر تفاصيل رحلة الشاه, وأخبار صحته وعلاجه وتابع الأهرام قصة الجراح الأمريكي الشهير الذي جاء إلي القاهرة من هيوستن لجراحة عاجلة يستأصل فيها طحال الشاة ولط في هذه الأثناء ذيل البنكرياس مما أدي إلي رفع درجة حرارة الشاه, واحتار الأطباء أمام هذه الحمي التي أصابت الشاه, ولم يكن يعلم أحد السبب سوي طاقم الأطباء الأمريكي, وطاقم التمريض الأمريكي.. ومن سوء حظ المخابرات الأمريكية أن يطلب الجراح الأمريكي الشهير من تلميذه الجراح المصري العميد د. محمود كامل رحمة الله عليه أن يساعده في إجراء العملية وشهد د. محمد علي ما حدث وقال لي بالحرف الواحد: لقد شهقت عندما لط مشرط الجراح ذيل البنكرياس وجرحه ونزف البنكرياس الأنسولين مما أدي إلي التهاب بريتوني رفع درجة الحرارة إلي40 درجة ولم يفلح معها أي مثبطات للحرارة ولم تمهل الشاه سوي أيام توفي بعدها وكان الجراح الأمريكي وقد غادر القاهرة عائدا إلي هيوستن بعد رحلة سعيدة سريعة بالأقصر وأسوان استغرقت نصف يوم هو والطاقم المرافق له.
وكان الرئيس السادات في مقدمة الجنازة التي اخترقت شوارع القاهرة حاملة جثمان الشاه إلي مثواه الأخير بالمقابر الملكية بمسجد الرفاعي.
وكان السادات قد أصدر أوامره المشددة بمنع نشر أي أخبار عن صحة الشاه في الصحف وكنت أتابع يوميا أخبار الشاه من مصادري الخاصة من طاقم الأطباء المصريين الوطنيين بقيادة المرحوم اللواء طبيب عبد المجيد لطفي كبير جراحي مستشفي المعادي وكبير جراحي القوات المسلحة ونقيب أطباء القاهرة.
ورغم التنبيه علي الأهرام بعدم النشر, ورغم تهديدات الأمن فقد طلب الأستاذ مكرم محمد أحمد وكان مديرا للتحرير وقتئذ بأن استمر في تقديم الأخبار الصحفية عن صحة الشاه وكانت تنشر بارزة بالصفحة الأولي بالأهرام وتناقلتها وكالات الأنباء عن الأهرام وكان الأستاذ مكرم بجرأته متغافلا أوامر الرئاسة المتكررة.
وتمر الأيام ويسقط الرئيس الأسبق حسني مبارك بعد ثورة شعبية ويحاكم وبعد استنفاد السجن الاحتياطي ينقل بطائرة هليوكوبتر من ليمان طرة إلي مهبط الطائرات أمام نيل مستشفي المعادي ويدخل الدور المسحور بالمستشفي الكبير للعلاج.
الشاه خرج بعد ثورة شعب.. وكذلك مبارك
الشاه كان رجل أمريكا القوي.. وكذلك مبارك
الشاه رفضت أمريكا استقباله وكذلك مبارك طلبت أمريكا أن يغادر الحكم الآن
دخل الشاه الدور المسحور منقولا بالهليوكوبتر, وكذلك مبارك رهن الإقامة الجبرية, ما أشبه اليوم بالبارحة هل يتعلم الرؤساء من الماضي؟ فمن التاريخ نأخذ العبر.. ومن الشعوب نتعلم الدروس.. ملحوظة كان المكلف بمتابعة صحة شاه إيران بأمر من الرئيس السادات هو العميد طبيب أمين عفيفي زوج كريمة الرئيس, وكان متخصصا في علاج أمراض وسرطانات الدم, وكان الفريق الطبي المعني برعاية وعلاج الشاه يضم فريقين يمثلان مدرستين للعلاج أحدهما من فرنسا معهد جوستاف الروسي الشهير بعلاج الأورام في باريس والفريق الثاني أمريكي متخصص في علاج الأورام وكان أيضا من ضمن فريق الأطباء المصريين الذين يتولون علاج الشاه العميد طبيب لطفي مبارك, ابن عم الرئيس الأسبق حسني مبارك وهو متخصص في علاج الأورام بالإشعاع.
وبعد أن استراح اقترح عليه الرئيس السادات أن ينتقل إلي مستشفي القوات المسلحة بالمعادي للعلاج من مرضه ودخل الدور المسحور في المبني الكبير المجهز وهو دور له خصوصيته.. ومؤمن تماما, والسبب في ذلك أن الشعب الإيراني وقادته كانوا يطالبون بتسليم الشاه بأي ثمن ولما فشلوا قام الشعب بمحاصرة52 موظفا أمريكيا هم سكان السفارة الأمريكية في طهران واعتبروهم رهينة مقابل تسليم الشاه المريض الموجود في القاهرة.. وتفتق ذهن المخابرات الأمريكية عن حل لفك الرهائن فأوفدوا أحد كبار الأطباء الأمريكيين من( أصل لبناني) للتوجه إلي القاهرة لإجراء جراحة عاجلة للشاه يتم فيها استئصال الطحال أدت إلي وفاته.. وتم فك الرهائن في طهران.. وقد قام الأهرام بنشر تفاصيل رحلة الشاه, وأخبار صحته وعلاجه وتابع الأهرام قصة الجراح الأمريكي الشهير الذي جاء إلي القاهرة من هيوستن لجراحة عاجلة يستأصل فيها طحال الشاة ولط في هذه الأثناء ذيل البنكرياس مما أدي إلي رفع درجة حرارة الشاه, واحتار الأطباء أمام هذه الحمي التي أصابت الشاه, ولم يكن يعلم أحد السبب سوي طاقم الأطباء الأمريكي, وطاقم التمريض الأمريكي.. ومن سوء حظ المخابرات الأمريكية أن يطلب الجراح الأمريكي الشهير من تلميذه الجراح المصري العميد د. محمود كامل رحمة الله عليه أن يساعده في إجراء العملية وشهد د. محمد علي ما حدث وقال لي بالحرف الواحد: لقد شهقت عندما لط مشرط الجراح ذيل البنكرياس وجرحه ونزف البنكرياس الأنسولين مما أدي إلي التهاب بريتوني رفع درجة الحرارة إلي40 درجة ولم يفلح معها أي مثبطات للحرارة ولم تمهل الشاه سوي أيام توفي بعدها وكان الجراح الأمريكي وقد غادر القاهرة عائدا إلي هيوستن بعد رحلة سعيدة سريعة بالأقصر وأسوان استغرقت نصف يوم هو والطاقم المرافق له.
وكان الرئيس السادات في مقدمة الجنازة التي اخترقت شوارع القاهرة حاملة جثمان الشاه إلي مثواه الأخير بالمقابر الملكية بمسجد الرفاعي.
وكان السادات قد أصدر أوامره المشددة بمنع نشر أي أخبار عن صحة الشاه في الصحف وكنت أتابع يوميا أخبار الشاه من مصادري الخاصة من طاقم الأطباء المصريين الوطنيين بقيادة المرحوم اللواء طبيب عبد المجيد لطفي كبير جراحي مستشفي المعادي وكبير جراحي القوات المسلحة ونقيب أطباء القاهرة.
ورغم التنبيه علي الأهرام بعدم النشر, ورغم تهديدات الأمن فقد طلب الأستاذ مكرم محمد أحمد وكان مديرا للتحرير وقتئذ بأن استمر في تقديم الأخبار الصحفية عن صحة الشاه وكانت تنشر بارزة بالصفحة الأولي بالأهرام وتناقلتها وكالات الأنباء عن الأهرام وكان الأستاذ مكرم بجرأته متغافلا أوامر الرئاسة المتكررة.
وتمر الأيام ويسقط الرئيس الأسبق حسني مبارك بعد ثورة شعبية ويحاكم وبعد استنفاد السجن الاحتياطي ينقل بطائرة هليوكوبتر من ليمان طرة إلي مهبط الطائرات أمام نيل مستشفي المعادي ويدخل الدور المسحور بالمستشفي الكبير للعلاج.
الشاه خرج بعد ثورة شعب.. وكذلك مبارك
الشاه كان رجل أمريكا القوي.. وكذلك مبارك
الشاه رفضت أمريكا استقباله وكذلك مبارك طلبت أمريكا أن يغادر الحكم الآن
دخل الشاه الدور المسحور منقولا بالهليوكوبتر, وكذلك مبارك رهن الإقامة الجبرية, ما أشبه اليوم بالبارحة هل يتعلم الرؤساء من الماضي؟ فمن التاريخ نأخذ العبر.. ومن الشعوب نتعلم الدروس.. ملحوظة كان المكلف بمتابعة صحة شاه إيران بأمر من الرئيس السادات هو العميد طبيب أمين عفيفي زوج كريمة الرئيس, وكان متخصصا في علاج أمراض وسرطانات الدم, وكان الفريق الطبي المعني برعاية وعلاج الشاه يضم فريقين يمثلان مدرستين للعلاج أحدهما من فرنسا معهد جوستاف الروسي الشهير بعلاج الأورام في باريس والفريق الثاني أمريكي متخصص في علاج الأورام وكان أيضا من ضمن فريق الأطباء المصريين الذين يتولون علاج الشاه العميد طبيب لطفي مبارك, ابن عم الرئيس الأسبق حسني مبارك وهو متخصص في علاج الأورام بالإشعاع.
المصدر الاهرام
تعليقات
إرسال تعليق