الفتاة «المسترجلة» صناعة مجتمعية!
انحرف مسارهن عن طريق العلم وجرفهن التيار نحو طريق العنف والشغب والفوضى والبلطجة والتدمير والهدم..والهدم هنا هدم القيم الأخلاقية الراسخة بين طالب العلم ومعلمه منذ رفاعة الطهطاوى فى القرن التاسع عشر وحتى ظهور هؤلاء الفتيات بجامعة الازهرفى العام الدراسى الماضى فى عدة مشاهد يرثى لها من تعد على اساتذتهن وضربهن والتلفظ بألفاظ نابية يخجل منها هذا الزى المحتشم الذى يتخفين فيه، ويتبرأ منها علم الدين والشريعة والقرآن والسنة تلك المناهج التى تدرس فى جامعة الازهر بجانب المناهج العلمية والاجتماعية الاخرى، وهن للأسف طالبات بها، ومنذ بداية العام الدراسى الحالى وقد امتد عنف طالبات الاخوان لينتشر فى الجامعات الاخرى بل وتطور نوعيا وقد أصبحت الطالبات يحملن فى حقائبهن الاسلحة والآلات الحادة إضافة الى الشماريخ والالعاب النارية مما دفعنا للتساؤل: هل سلوك هؤلاء الفتيات يشكل ظاهرة؟ وما هى الاسباب والدوافع النفسية والاجتماعية التى أدت بهن الى ارتكاب مثل هذه الأفعال التى تتسم بكثير من العنف؟ وكيف يمكن مواجهتها من الدولة والمجتمع بشكل عام؟ وما هو حكم الشرع والدين على مرتكبيها؟.تصدع الشخصيةبداية يصف د. يسرى عبد المحسن أستاذ الطب النفسى بجامعة القاهرة هؤلاء الفتيات بـ«المسترجلات» ويقول : الفتاة المسترجلة أو «الماشستية» هى التى تتشبه بالرجال فى الفعل العدوانى وفى كسر حاجز الحياء والجرأة غير المحسوبة، والدخول فى شئون خاصة بالرجال والتى لا تضيف اليها شيئا وإنما تنتقص من قيمتها، فالتركيبة النفسية للفتاة التى تقوم بمثل هذا الفعل تتسم بالشعور بالنقص والقهر الداخلى لتعويض فقدان داخلى بالقيام بتصرفات ذكورية لاشعورية غير محسوبه أو أنها تكون خاضعة لإيحاءات ومؤثرات خارجية كنوع من أنواع الانقياد الأعمى وراء شعارات ومظاهرات زائفة، أو على الأرجح تكون ساعية وراء مكاسب مادية نظرا لضيق ذات اليد وللحاجة المعيشية، وأهم من كل هذا التناقض الذى تنطوى عليه هذه الشخصية يبقى الانفصام والتصدع فى الشخصية والكيان الإنسانى التى تقوم بأعمال العنف ، فكيف يمكن أن تكون ملتزمة الى درجة الاحتشام الشديد فى المظهر، وأن يكون سلوكها عاكسا لكثير من مظاهر التبرج بدخولها وسط الشباب والرجال والتلفظ بألفاظ تدل على منتهى التدنى الاخلاقى فى غياب الرقابة العائلية! ، وهى بهذا السلوك تغامر وتتاجر بمستقبلها كأنثى وكزوجة وأم مسئولة عن تنشئة الأطفال!. وأسأل د. يسرى : فى أى عمرتظهر مظاهر«الاسترجال» أو الماشستيه على الفتاة؟..وما خطورتها عليها..؟يجيب :الاستعداد يبدأ منذ الطفولة حيث تختلط بهم بصورة أكبر وتقلدهم فى حركاتهم وتلعب بألعابهم ، ثم يظهر «الاسترجال» بوضوح فى سن المراهقة عندما تظهر علامات العنف عليها، وأخطرها مانشاهده من مظاهر عنف فى المظاهرات ـ تبدأ من السب وتنتهى بإشعال النيران ـ وخطورته تكمن فى انحراف مسارها الانثوى نتيجة تعرضها للتحرش والاذى الجنسى والجسدى مما يؤثر على علاقتها الزوجية مستقبلا .
ظاهرة زائلة
ومن المنظور الاجتماعى يرى د.رشاد عبد اللطيف أستاذ تنظيم المجتمع بكلية الخدمة الاجتماعية جامعة حلوان أن عنف فتيات الإخوان لايعتبر ظاهرة بل هو عرض مثل المرض الذى يصيب الجسم لفترة ثم يعالج ويتم التعافى منه، وان اعتبرها البعض ظاهرة فمصيرها إلى الزوال بالتأكيد.. ويصف هؤلاء بالفتيات «الماشستيات» نسبة الى «ماشست» وهى القوة العضلية لدى الذكورة، وتعتبر درجة أعلى من الاسترجال .. ويقول: إن شخصية الفتاة الماشستية لاتتلاءم مع شخصية المرأة او الفتاة وتكوينها الحقيقى لأنها تفتقد الحياء والذى يعد شعبة من شعب الايمان، وقد ظهر بدلا عنها القبح نتيجة افتقادها التوجيه الأسرى والتنشئة الاجتماعية السليمة .
وقد تكون «الماشستية» بعيدة عن كل هذا وتكون فقط مهووسة بالتقليد الاعمى للفكر الغربى من حيث الحرية المفرطة وعدم التضامن الاجتماعى، وهى السمة البارزة التى يتسم بها مجتمعنا، وأن كان الانفلات والتدمير فى الغرب يعاقب عليه القانون بأشد العقوبات ولافرق فى ذلك بين رجل وإمرأة ، ولم نجد فى ثقافة الغرب ومظاهراته -حتى الآن- ما يدمر المؤسسات ويؤرق الأمن العام خاصة ان كان صادرا من النساء .
حوارات مثمرة
وكيف تكون المواجهة الاجتماعية يجيب استاذ تنظيم المجتمع؟: كإجراءات حكومية لابد أن يتم استدعاء أولياء أمور تلك الفتيات والذين لايعلم اغلبهم شيئا عن عنف بناتهن ـ فمعظمهن مغتربات، وعقد حوارات مثمرة بين هؤلاء الفتيات واخصائي الخدمة الاجتماعية فى رعاية الشباب بالجامعات، وكذلك استخدام المحفزات الايجابية بإشراكهن فى مختلف الانشطة الجامعية مع ملاحظتهن وتحت الرقابة فترة من الوقت حتى لاينفردن بأنشطة تخريبية ،كما يجب عودة الحرس الجامعى بشرط ألا يتدخل فى الأمور الخاصة بالجامعة مع استعانته الدائمة بالشرطة النسائية ، ولاننسى أن لدينا قانون تنظيم الجامعات والذى يجيز فى حالة نشر الفوضى والتخريب فى الجامعة والاعتداء على الممتلكات الجامعية ثلاثة إجراءات: اولها: إيقاع عقوبة الفصل من الكلية على من يقوم بأى عملية تخريب بمدة لاتتجاوز 29يوما، ثانيا: إيقاع عقوبة الفصل مدة تيرم دراسى كامل على من يشارك بصورة أكبر، ثالثا: عقوبة الفصل نهائيا من الكلية نهائيا ومن الجامعات كافة لى مستوى جامعات مصر على من يقوم بعمليات تخريب تهدد الأمن العام، اما عن دور الأسر و المجتمع فيجب إظهار رفضهم التام لمثل هذا السلوك بمايسمى «النبذ الاجتماعى» بكافة صوره وبمساعدة وسائل الاعلام، كما يجب معاقبة اسر هؤلاء الفتيات إجتماعيا من خلال الجيران والمعارف لهم فى كل المناطق السكنية الراقية والشعبية وحتى العشوائية، وللجمعيات الأهلية أيضا دور فى مساعدة الفتيات اللاتى يحتجن تصحيح المسار العنيف على المستويين المعنوى والمادى، وضرورة إبلاغ الأهالى الأمن العام عند استشعارهم بأى خطر حولهم.
العلاج الأمني
أما الحكم الشرعى فيما يفعله هؤلاء الطالبات فيراه د. محمد المنسى أستاذ الشريعة بكلية دار العلوم جامعة القاهرة بضرورة معاقبة كل من ارتكب عملا إجراميا كإتلاف المال العام والاعتداء على أعضاء هيئة التدريس والاعتداء على بعض الأبنية التعليمية وحرق بعض الاماكن بالعقوبة الرادعة لمنع ارتكاب مثل هذه الجرائم التى شاعت أخيرا .. كما ان العلاج الأمنى مطلوب فى كثير من الحالات التى تستدعى تدخل قوات الامن والشرطة لمواجهة هؤلاء المجرمات والمجرمين وكف أيديهم عن مزيد من التخريب والدمار والاعتداء على الافراد والممتلكات العامة.
المصدر الاهرام - سلوى فتحى
تعليقات
إرسال تعليق