سر الابن المدلل ... للبابا شنودة
شادية يوسف - المصدر الاهرام
فمن كان يرى ويحضر عظة قداسة البابا شنودة الثالث رحمه الله ، من سنين كثيرة كان يلاحظ تلازم طفل صغير له فى كل تحركاته سواء فى العظة الاسبوعية او بدير الانبا بيشوى بوادى النطرون ،او اى اجتماع مع مسئولين كبار ،هذا الطفل كان لا يفارقه الا عند النوم ، وبداية علاقة هذا الطفل مع قداسة البابا منذ كان يبلغ من العمر ثلاث سنوات ، مما جعل البعض يطلق شائعات على الطفل بانه يتيم ووالديه ماتوا فى حادث سيارة ، والبعض قال ان اهله ماتوا فى انهيار عقار ، واستمر الطفل يلازمه حتى التحق بالجامعة ، انه " مايكل رومانى " الذى يروى لنا حكاية علاقته منذ طفولته حتى قبل النياحة ويبوح باسر لا نعرفها لاول مرة .
الذى وصلنى لقداسة البابا خالتى كانت مكرسة (يعنى كرست حياتها لربنا وخدمة الناس) تحت اشرف سيدنا البابا ، فاخذتنى له منذ كان عمرى ثلاث سنوات ، ولكنى لم ادرك شئ غير فى سن الاربع سنوات وبدأت اتعلق به واطلب منه ان ابقى معه ، مما جعله ياخذنى معه فى كل مكان واجلس بجواره اثناء العظة بالاسكندرية ، وعندما كان اى طفل يقول اشمعنا انا جالس بجواره ويغيير من و جودى معه كان يلاعبهم اكثر منى ، فهو كان حنون وطيب جداً ، ويعتبر الاطفال هم نقطة ضعفه ، فلم يحب يرى طفل يبكى وللآسف كان يقول الناس تستغل هذه النقطة ويرسلون لى الأطفال بطلبات حتى استجيب .
ويقول مايكل لم اعرف سر اهتمامه بى حتى الآن ، فكان يبلغنى أحد الاساقفه الذين يصاحبون قداسته فى السفر خارج مصر بان قداسة البابا كان " يلف بنفسه " يبحث عن هدية لك ، وعندما يعود كان يتصل بتاسونى " خالتى المكرسة " ويقول لها ابعتى لى مايكل ، وذلك عندما ياتى للاسكندرية واتذكر ذلك كان عمرى بين ٩ و١٠ سنوات ، وكانت هدايا الطفولة مثل " دبدوب وعساكر صغيرة ، تى شيرت ، مقلمة على شكل بيج بن وطيارة " وهو لعب معى بها ، فهو بسيط جدا كالاطفال . كما انه كان يوقع على شهادتى بدل ولى الامر حيث اننى كنت طالب بالمدرسة المرقسية
وظللت ملازم له وبعد الثانوية العامة وفى السنوات الاخيرة ومرضه كنت اسافر له القاهرة وطلبت اخذ رايه فى ان التحق بكلية الشرطة ، وذلك بعد الثورة ولكنه رفض وعندما وجدنى مصمم قال لى " هانشوف صوت ربنا " وطلب منى ان اتقدم بورقى دون اى وساطة ، ولم اقبل فى الاختبار بسبب انى انقص " واحد سنتيمتر " رغم ان هناك زملاء اقصر منى وتم قبولهم ،ورفض ان اكون صحفى والتحق بكلية اعلام ايضاً وطلب منى ان التحق بتجارة انجليزى وقال مستقبلها افضل .
وعن اسرار لا نعرفها نحن قال " مايكل " فى اسبوع الألام لم يأكل بل كان يرجع الطعام الذى يأتى به الطباخ له وكان يعيش طوال هذا الاسبوع على أكلة بسيطة اسمها " الدقة " وهى مكونة من ملح ، سمسم ، كمون فقط . وسر عدم استخدامه اى موبايل لانه تتلمذ على يد ابونا عبد المسيح الحبشى الذى كان يقول له وقت الرهبنة عندما يراه يمسك باللاسلكى وقتها " طلع الشيطان ده بره " ومن هنا صار على نهج ابونا الحبشى . كما انه عندما نكون فى انتظاره بمكتبه وقبل ان يدخل علينا من ذوقه الشديد كان " يطرق على الباب ولن يدخل حتى نقول له اتفضل يا سيدنا " برغم اننا ضيوف لديه .
وعن آخر لحظاته يقول مايكل .. آخر مكالمة كانت بينى وبين قداسته فى 2012عندما ذهبت له القاهرة وكان تعبان جداً واعتذر لى عن التليفون قائلاً : اخبار دراستك ايه ؟ ، خلى بالك من جامعتك ومستقبلك ، واخواتك ... هذه هى آخر كلماته لى ، ولم اصدق حتى الآن انه ترك الحياة هو فى قلبى لكنى اشتقك لحضنه وحنانه وطيبة قلبه
تعليقات
إرسال تعليق