تفاصيل سبب وفاة حفيد الرئيس مبارك
سردت صحيفة "الاسبوع" المصرية المستقلة تفاصيل الساعات الأخيرة في عمر محمد علاء مبارك الحفيد الأكبر
للرئيس المصري حسني مبارك والي وافته المنية مساء يوم الاثنين
وقالت الصحيفة في عددها الصادر الجمعة، ان علاء مبارك والسيدة حرمه فوجئوا مساء السبت 16 مايو
بصرخات نجلهما محمد ذي الإثني عشر ربيعاً، حيث أجريا على الفور اتصالاً بالرئيس اخطراه بالأمر وجرى
على الفور نقل محمد إلى مستشفى الجلاء العسكري..
وعند نحو الحادية عشرة من مساء نفس اليوم كان علاء وحرمه السيدة هايدي بصحبة ابنهما محمد الذي تم
إدخاله قسم المخ والأعصاب بالطابق الثاني فور وصوله للمستشفي.
استمرت الفحوصات الأولية في حضور الوالدين لمدة بلغت نحو الساعات الثلاث من القلق المتواصل عاشها
السيد علاء والسيدة حرمه علي أعصابهما.. حيث أجريت له أشعة مقطعية لمعرفة ما جري لرأسه والآلام التي
يشكو منها..
وعند الثانية صباحاً كانت التقارير تشير إلي أن الصبي يعاني نزيفًا في المخ.. وهنا تكهرب الجو، وبدا القلق
واضحاً علي وجه علاء والسيدة حرمه.. جري الاتصال بوزير الصحة الدكتور حاتم الجبلي الذي راح بدوره
يجري اتصالات مع كبار الأطباء وأطقم الجراحين المصريين..
وقيل في هذا الصدد إن خبيراً فرنسياً كان يزور القاهرة مصادفةً في ذلك الوقت اتصل به الدكتور الجبلي
واستدعاه للحضور والإشراف علي حالة الصبي محمد علاء مبارك.
وحسب المعلومات المتداولة داخل المستشفي فقد أجريت عملية قسطرة للصبي.. غير أن صعوبات جمة صادفت
الأطباء والجراحين أثناء عملهم خاصة بعد أن تبين أن هناك شرايين تتجمع في نهاية أطرافها بالونات دماء وهو
ما أفرز ثلاثة تجمعات دموية، حالت دون استكمال العمليات الجراحية بعد أن تردد أن ثلاثة شرايين قد انفجرت
في المخ مما أحدث النزيف.
حاول الأطباء بكل ما أوتوا من علم وقوة التدخل للسيطرة علي النزيف وإنقاذ حياة محمد التي باتت مهددة بالفعل
في تلك اللحظات.. حاولوا توصيل الشرايين بعضها ببعض.. غير أن المحاولة لم تنجح.. وعند فجر الأحد كانت
المعلومات تشير إلي أن قلب الصبي قد توقف لفترة من الوقت.
إلا أن محاولات مكثفة جرت لإنقاذ حياته عبر سياسة الصدمات التي استخدمها الأطباء.. ولم تنجح عملية الصدمة
الكهربائية الأولي في إعادة عضلة القلب إلي الحياة.. غير أن تكرار المحاولة حرك قلب الفتي الذي عاد إلي
النبض إلا أنه سرعان ما أصيب بـ'كومة' ودخل في غيبوبة تامة.
هنا، طلبت السيدة سوزان مبارك من الأطباء عمل ما يستطيعون لإنقاذ حياة حفيدها الذي امتدت غيبوبته..ومع
محاولات الأطباء إنقاذ حياته بدأت اتصالات مكثفة لتسفيره إلي خارج البلاد، وأجري الدكتور حاتم الجبلي وزير
الصحة اتصالات بجهات طبية رفيعة في العاصمة الفرنسية باريس حيث تم الاتفاق علي إرسال 'إسعاف طائر'
ويحتوي علي الاستعدادات اللازمة لنقله من القاهرة إلي باريس..
حيث صحبت السيدة سوزان مبارك والسيد علاء وحرمه حفيد الأسرة في رحلته العلاجية إلي خارج البلاد بينما
توجه الدكتور زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية وعدد من أفراد العائلة إلي باريس للوقوف علي
الحالة الصحية للطفل محمد علاء مبارك.في باريس كانت الحالة أكثر صعوبة.. بذل الأطباء هناك ما لديهم من
جهد لإنقاذ حياة محمد..اجروا له عملية جراحية في الرابعة ظهرا وبعدها نقل إلي الانعاش وفي الثامنة مساء
كانت روحه قد صعدت إلي بارئها. في هذا الوقت كان السيد جمال مبارك قد غادر الاردن حيث كان يشارك في
منتدي'دافوس' إلي باريس مباشرة وهناك كان جبنًا إلي جنب مع والدته السيدة سوزان مبارك -التي الغت حفلاً
لتكريمها في لندن- ومع شقيقه علاء وحرمه.حملت الطائرة جثمان الفقيد إلي مصر وجيء به إلي مستشفي
الجلاء مرة أخري صبيحة يوم الثلاثاء الماضي.. وفي الصباح كانت سياراتان تضمان السيد علاء مبارك وحرمه
وأخري تضم السيد جمال مبارك وحرمه تقفان داخل مستشفي الجلاء.. وعلي مقربة من مشرحة المستشفي
تسمرت أقدام السيدة هايدي والدة الفقيد في الأرض وراحت تجذب جثمان ابنها الذي كان محمولاً في خشبة
حملته من باريس..وبصعوبة استطاع السيد علاء مبارك أن يبعدها وسط انهيارها ودموعها من المكان.. وقد
لوحظ وجود ثلاث سيدات يرتدين الملابس السوداء بصحبة السيدة هايدي.. بينما راح السيد مجدي راسخ والدها
يحتضنها ويربت علي كتفها محاولاً التخفيف من آلامها فيما راحت في انهيار شبه كامل.في هذه اللحظات كان
جمال وعلاء وزوجتاهما ينتقلون إلي الجناح المميز بمستشفي الجلاء انتظاراً للحظة الرحيل الأبدي.. فيما انشغل
الدكتور زكريا عزمي بإجراء سلسلة من الاتصالات الهاتفية لترتيب موعد ووقت الجنازة..وعلي الفور صدرت
الإجراءات بإغلاق أبواب المستشفي من كل جانب وتم عزل قسم الرنين المغناطيسي وقسم الأورام تماماً علي
مقربة من السلم الداخلي للمستشفي حيث أقيمت الحواجز التي عزلته عن باقي المستشفي فيما انتشر رجال
الأمن والمخابرات في الطرقات وبدت جميع التحركات داخل المستشفي شبه مجمدة إلا من المتابعين لحالة
الوفاة..وعلي الجانب الآخر من الجناح المتميز وعند الطريق الموصل إليه تم وضع شرطة عسكرية لمتابعة
الموقف.. فيما توافدت السيارات من جميع الجهات الدبلوماسية والحكومية وغيرها بعد أن انتشر الخبر وبات
محل اهتمام جميع الشخصيات والمسئولين والسفارات العربية والأجنبية المعتمدة في مصر.
كانت الإجراءات تسير علي قدم وساق لإنهاء الإجراءات اللازمة استعداداً لتشييع الفقيد الشاب إلي مثواه
الأخير..بينما اتخذ الأمن جميع الإجراءات اللازمة لفرض الهدوء علي المستشفي.. طلب من المرضي وزوارهم
إغلاق النوافذ..كان الرئيس مبارك قد وصل إلي المستشفي قبل ذلك وراح يودع الجثمان ويلقي نظرة الوداع
الأخيرة ثم غادر المستشفي إلي القصر الجمهوري طاويًا احزانه في قلبه الذي يسكنه هذا الطفل الجميل.
تعليقات
إرسال تعليق