ابن الدولة يكتب: رسالة إلى ابن الـ " ....".. التقليل من حجم والدك يضعنا فى مصاف الأمم المتخلفة


اليوم السابع - اخبار مصر - ابن الدولة

.. والارتقاء بالمجتمع يقوم على ترابط أبنائه كالبنيان المرصوص 
عزيزى المواطن المصرى ابن «...» أياً ما كان والدك.. صفته أو مهنته أو ديانته أو لونه أو أيدلوجيته.. صباح الخير أو مساء الخير.. أتوجه إليك أنا «ابن الدولة المصرية» بالاعتذار بالأصالة عن نفسى، وبالنيابة عن مجتمع أصابه مرض الانفصام عن الشخصية المصرية المصحوب بأعراض المتاجرة والمزايدة الناتجة عن حالة الـ«هرى» الفيس بوكى والـ«دلع» التويتى، والترهل الإعلامى، والغباء السياسى. أعتذر إليك لأننا تاجرنا بك، وبمهنة والدك، فقط من أجل أن نثبت موقفا أو ننتقد نظاما أو نقيل وزيرا. أعتذر إليك لأننا أهنّاك أكثر من الوزير الذى رفض مزاملتك له فى مهنته دون أن يراعى الدستور الذى توافقنا عليه، دون أن نقرأه، أو نعى أنه سيكون ملزماً لنا. أعتذر إليك لأننا لم نراعِ مشاعرك الإنسانية أو طاقات أملك الوطنية أو حتى حقوقك القانونية. أعتذر إليك لأننا انتقدنا الوزير الذى أحترم صدقه، وتوافقه مع نفسه، ولم ننتقد أنفسنا كمجتمع يتشدق بالعدل والعدالة ليلاً ونهاراً، ولم يمارسها أحدنا فى بيته أو فى عمله أو مع وطنه.. يا عزيزى من ثار لأجلك على مواقع التواصل الاجتماعى هو نفسه من يشتمك على مدخل العمارة إن كان والدك «حارس عقار»، أو فى الورشة إن كان والدك «حرفى».. أعتذر إليك ولدى من القوة بأن أعترف بأن هذا الموقف جعلنى أراجع نفسى واكتشفت أننى لا أختلف كثيراً عن الجميع، اكتشفت أننى أيضاً لم أراعِ أننا كلنا «إنسان».. وأقول لك.. إن الحلم بالمستقبل أمر مشروع.. والأمل دستور لكل بنى الوطن.. وأنت حين تضع نفسك على أسس الكفاءة الوطنية والأخلاق تكون أفضل بآلاف السنين الضوئية من أولئك المتأنقين شكلاً وقبيحى الموضوع. عزيزى ابن الـ«...» هل تعلم أن التقليل من حجم والدك يضعنا فى مصاف الأمم المتخلفة، وأن الارتقاء بالمجتمع لا يأتى إلا إذا أيقنا جميعاً أن بناء المجتمع قائم على ترابط وتشابك أبنائه كالبنيان المرصوص... جميعنا نحتاج إلى بعضنا البعض.. لا فضل لأحد على أحد إلا بمقدار الكفاءة والإخلاص فى العمل.. وإننا جميعاً يحكم علاقتنا معا إطار من القانون. عزيزى ابن الـ«....» أختم حديثى إليك بدعوات طارقة من قلب عاشق للوطن بأن يجمعه سبحانه وتعالى فى وطن يتسع لأبنائه كما كان دوماً، وطن ينطلق نحو المستقبل، ولا يعانى من أمراض مجتمعية مزمنة، بل ينطلق صحواً حراً أبياً. يا أخى أنت مجرد فكر.. وما بقى منك عظاماً وجلداً. 






المصدر اليوم السابع

تعليقات

المشاركات الشائعة