"هي ودافنشي "..ليلى علوي وخالد الصاوي ..بين الصراع النفسي والواقع المؤلم ..والبحث عن حقيقة الإنسان الخفية !
المصدر : بوابة الاهرام - أخبار الفن - مسلسل هى ودافينشى
قد يكون مسلسل "هي ودافنشى" من أصعب الأعمال التى تحتاج الى تركيز شديد من المشاهد، لسبب واحد وهو أن الدراما التى تعتمد على الخطوط المتوازية تتطلب متابعة يومية.
قد تظل حالة الارتباك تنتاب المشاهد حتى الحلقة الأخيرة، فهو كلما وصل الى حلول أو فهم لبعض الألغاز فوجىء بتشتيت متعمد من المؤلف .. وهو فى حد ذاته نجاح للعمل الذى كتبه محمد الحناوى بعناية فائقة وبدقة شديدة فى رسم الخطوط، أو بالأحرى خطى "دافنشى " الذى يقدمه ببراعة خالد الصاوى.
..وخط "كرما " الذى تتحدى فيه ليلى علوى نفسها وتختلف فى أدائه عن كل ما قدمته من قبل سواء فى السينما أو التليفزيون ..فهى رغم نجاح أعمالها الدرامية السابقة إلا أنها منذ مسلسل "حديث الصباح والمساء" عن رواية الكاتب الكبير نجيب محفوظ لم تقدم مثل هذه النوعية التى تحتاج منها إلى تفريغ الدماغ وكأنها تمثل لأول مرة بمشاعر وأداء كما يقولون صافٍ ..
"دافنشى "هو كل ما يمكن أن نراه فى حياتنا ..فى كوابيسنا، فى نومنا ويقظتنا، فهو الكابوس الذى يطاردنا أينما ذهبنا، صورمتعاقبة لأخطاءنا ، أو " الضمير " الذى يوقظنا عندما نتمادى فى الأخطاء ..هو ذلك العفريت الذى يظهر لكرما ليكشف لها كل يوم حقيقة نفسها، أو الحقائق التى لا تدركها ..وقد أتت واضحة فى عبارة وهى فى قسم الشرطة .."الحقيقة " .وكان دافنشى هو الحققية الوحيدة التى نراها وأن الزيف المتمثل فى ضابط الشرطة الذى يستغل رسومات دافنشى فى القسم ويخضعه للتعذيب ..ورئيس كرما فى العمل الذى استغلها أيضًا وتجار البشر، والبلطجة فى الشوارع، ومن يعيشون على دماء الغلابة ..كل هذا الزيف هو ما يطفو على السطح.
ليلى علوى التى تمثل شخصية المحامية والتى يفترض أنها تدافع عن القانون، يطاردها القانون، يطاردها واقع مؤلم مليء بالصور المزيفة، زوج مستغل ومدير فى العمل مستغل وضابط مستغل، وحياة مرتبكة تواجهها ..كل هذا مزجه المؤلف محمد الحناوى فى عمل لا يمكن أن يتم فهم تفاصيله من حلقة أو حتى من عشر حلقات، فهو مثل عمل مسحى عن نص كوميديا سوداء لا يمكن أن تصفق لأبطاله وأن تشاهد البروفة ..بل تنتظر للعرض الرسمى ..
ومع ذلك فإن ليلى علوى يجب أن يصفق لها لقبولها عملًا صعبًا ..فهى تعلم أنها ستتعامل مع نص به كم كبير من المشاعر والصور والحالات، وأنها ستدخل فى صراع نفسى مع كل الحالات التى تلتقيها سواء العفريت دافنشى أو دافنشى الحقيقة المرة التى تقرر البحث عنها وتذهب إلى كل مكان إلى الصحفى الذى كتب عنه ..أو إلى أرشيفات الصخف وجوجل وأى مكان ..أو خالد الصاوى المبدع الذى أخرج كل طاقاته المسرحية فى الداء كعفريت وكدافنشى الرسام ..
وبالطبع مى سليم الممثلة التى تظهر وكأنها تمثل لأول مرة، ثم بيومى فؤاد الذى يعد دوره هنا حالة خاصة يختلف فيه عن باقى الشخصيات التى يقدمها فى أعماله الرمضانية ..وأحمد سعيد عبد الغنى وريم هلال وحسام فارس وهدى الإدريسى وآخرين كالشاب محمد أحمد ماهر الذى بدأ بمشهد عبر فيه عن أنه سيكون مفاجأة الحلقات المقبلة ..ثم حمدى الوزير الذى سيكون أيضًا فاكهة العمل فى دور البلطجى.
المسلسل الذى يخرجه المتميز عبد العزيز حشاد دراما مختلفة وكوميديا سوداء بها الكثير من الإبداع، تختلف فيه ليلى علوى وخالد الصاوى عن كل أعمالهما السابقة ..بل وتميزت ريهام عبد الحكيم فى غنائها لتتر يُعد من أفضل تترات مسلسلات هذا العام.
تعليقات
إرسال تعليق