مشيرة خطاب فى دائرة..«نساء يحكمن العالم»
المصدر : الاهرام اليومى - أخبار مصر
أعلن المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء ترشيح السفيرة مشيرة خطاب لخوض الانتخابات التى ستجرى على منصب مدير عام منظمة اليونسكو خلفا لإيرينا باكوفا التى تنتهى ولايتها فى أكتوبر 2017، والتى قررت المنافسة على منصب سكرتير عام الأمم المتحدة، وجاء الترشيح ليحمل دلالات عديدة، وتحديات تواجه المرشحة المصرية فى ظل احتمالية التنافس مع أكثر من مرشح عربى.
فقد أوضحت الدراسة التى قام بها خبراء برنامج الدراسات المصرية بالمركز الإقليمى للدراسات الاستراتيجية بالقاهرة أن ترشيح السفيرة مشيرة خطاب لخوض انتخابات اليونسكو يعكس توجه انتشار التيار النسوى على مستوى المراكز المرموقة عالميا، حيث أصبح هذا التوجه ظاهرة عالمية جعلت العديد من الكتابات تشير إلى تبلور ما يعرف بظاهرة(نساء يحكمن العالم)، (فهيلارى كلينتون) أضحت التقديرات ترشحها للوصول إلى البيت الأبيض، وتولت رئيسة وزراء بريطانيا (تيريزا ماى) خلفا (لديفيد كاميرون) بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، وهناك (أنجيلا ميركل) مستشارة ألمانيا، و(داليا جريبا وسكايتير) رئيسة ليتوانيا، و(بارك جن) رئيسة كوريا الجنوبية، و(إرنا سولبرج) رئيسة وزراء النرويج، و(فيدريكا موجيرينى) الممثلة العليا للاتحاد الأوروبى للشئون الخارجية والسياسة الأمنية.
وعلى المستوى المحلى يرى الخبراء أن هذا الترشيح من قبل الحكومة ترجمة للمبادئ الدستورية التى جاءت فى مواد دستور 2014 حول المساواة بين الرجل والمرأة، الذى أقرته المادة (11) على سبيل المثال بأن تكفل الدولة تحقيق المساواة بين المرأة والرجل فى جميع الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والثقافية وفقا لأحكام الدستور، وهو ما يعنى عدم التمييز بينهما، والانتصار لحقوق المرأة، ودعم تمكينها على المستويين الداخلى والخارجى، كما أنه يعد تقديرا للمرأة المصرية، وتتويجا لدورها الحضارى ومشاركتها البناءة خلال استحقاقات خريطة الطريق، بدءا بالاستفتاء على الدستور، مرورا بالانتخابات الرئاسية، وصولا إلى الانتخابات البرلمانية التى حصلت فيها المرأة المصرية على أعلى تمثيل برلمانى فى تاريخ الحياة النيابية.
وأوضح الخبراء وجود مقومات متنوعة وداعمة لفرص المرشحة المصرية للفوز بمنصب مدير عام اليونسكو منها التوافق بين رسالة مصر الخارجية ورسالة منظمة اليونسكو، التى تنطلق من دعم التعددية الفكرية والثقافية، وإيمانها بمبادئ الحوار واحترام الآخر ورفض الفكر المتطرف، وبناء السلام فى عقول البشر من خلال العمل على الارتقاء بالتربية والعلوم والثقافة.
ذلك إلى جانب التوافق الإفريقى على دعم المرشحة المصرية خلال قمة الاتحاد الإفريقى التى عقدت مؤخرا فى، لتصبح بذلك المرشحة المصرية الرسمية للقارة الإفريقية. هذا إلى جانب الخبرات المهنية ومجالات الاهتمام للمرشحة المصرية التى تتدرجت فى عدد من المناصب داخل وزارة الخارجية، قبل لاختيارها وزيرة دولة للأسرة والسكان، كما شغلت منصب سفير مصر لدى تشيكوسلوفاكيا، ومثلت مصر فى جنوب إفريقيا من 1995-1999، كما تولت منصب الأمين العام للمجلس القومى للأمومة والطفولة، بالإضافة إلى خبراتها المتنوعة فى العديد من المجالات التى تهتم بها اليونسكو، مثل موضوعات: التعليم، ومحو الأمية، وتطوير المناهج، وحقوق الإنسان، ومكافحة التمييز، والحفاظ على البيئة، ومنع الاتجار فى البشر. مع وجود خبرة مصرية سابقة فى خوض المنافسة على منصب مدير عام منظمة اليونسكو، وذلك خلال الانتخابات التى أُجريت عام 2009.
رغم ذلك، ثمة تحديان رئيسيان يواجهان المرشحة المصرية أولهما تفتت الأصوات العربية والتحدى الثانى حدود القبول الغربى بفوز مرشح عربى برئاسة اليونسكو حيث يشكل هذا أحد العناصر الحاسمة فى اتجاهات تصويت المجلس التنفيذى لمنظمة اليونسكو، الذى يقدر عدد أصوات الدول التى لها حق التصويت بـ58 صوتا، فالمجموعة العربية هى المجموعة الوحيدة التى لم يتول أحد من أبنائها منصب المدير العام لليونسكو منذ تأسيسها عام 1945.
ويدعم ذلك أيضا ما أعلن عنه وزير الخارجية سامح شكرى بتشكيل مجلس استشارى لحملة المرشحة يضم نخبة متميزة من العقول المصرية البارزة فى مختلف المجالات المرتبطة بنطاق عمل اليونسكو،فضلا عن شخصيات لديها اتصالات واسعة على الصعيد الدولي، وهو ما يحتاج إلى ترجمة كل هذه الجهود فى شكل توافقات مع مختلف الأطراف للنجاح فى حسم الصراع الانتخابى لصالحها.
تعليقات
إرسال تعليق