ذبح مصري رفع علم السعودية!
المصدر : الاهرام - أخبار الحوادث
المكان: البرازيل.. الزمان: ليلاً.. الحدث: افتتاح دورة الألعاب الأوليمبية الصيفية بريو دي جانيرو.. التهمة: رفع علم! مقيمو الدعوى: رواد مواقع التواصل الاجتماعي.. المتهم: مصري.. حيثيات الحكم: حيث إن المتهم يمثل دولة مصر فإنه لا يجوز بحال من الأحوال رفع علم دولة السعودية. المطالب: ترحيل اللاعب فوراً من البرازيل وتوقيع أقصى عقوبة. الدفاع: حفظ لفظ الجلالة من دهسه بالأقدام.
قد يعتقد البعض أن ذلك مشهد في جلسة محاكمة لأحداث سيناريو فيلم عربي يتم الإعداد له والتحضير لتصويره.. ولكنه حدث وقع بالفعل.. لفيلم أخرجه رواد مواقع التواصل الاجتماعي الجالسون على مقاعدهم المتحركة الوثيرة، القابعون خلف شاشات الكمبيوتر والموبايل.
وقد نصبوا أنفسهم قضاة يلقون بالأحكام على كل ما يرونه.. وطبقاً لنظرية "الهري" لكل صغيرة وكبيرة على مواقع السوشيال ميديا، ألقوا بسيل من الانتقادات والاتهامات على الرياضي "حمادة طلعت" عندما حمل علم السعودية، بالرغم من رفعه العلم المصري، خلال طابور عرض افتتاح دورة الألعاب الأوليمبية بالبرازيل.. أثار الأمر ضجة إعلامية، وصلت أصداؤها للبعثة، وما كان من اللاعب إلا الدفاع عن نفسه بأنه وجد علم السعودية مُلقى على الأرض، فقام بحمله حتى لا تدهس الأقدام كلمة "لا إله إلا الله" التي تزين العلم.
وطبقاً لكونه رامياً بالبندقية يمثل مصر في تلك اللعبة، أطلقوا وابلاً من طلقاتهم ليصيبوه فى مقتل، وجعلوه متهماً بتعمّد حمل العلم السعودي!! وهذا ظنهم وإن بعض الظن إثم، ولو راجعوا لقطة الفيديو المعروضة على اليوتيوب، لحظة دخول أفراد البعثة؛ لوجدوا العلم مُلقى على الأرض؛ لتدحض اتهاماتهم!!
غاب عن أذهانهم مشهد حمل بعض الأشقاء العرب، ومنهم السعوديون، للعلم المصري، وبعد حسم مصر لبطولة الأمم الإفريقية ثلاث مرات متتالية. لم تقم تلك الضجة عندما رفع المصريون أعلام الكويت عند احتلالها، وأعلام العراق عند العدوان عليها، وأعلام سوريا في أزمتها، والتدثر بالكوفية الفلسطينية رمز النضال؟!
قد يكون اللاعب أخطأ بالفعل؛ لأن التقاليد في ذلك المحفل تحتم عليه أن يلتزم بحمل علم بلده، ولم يكن ليدرك أن نواياه السليمة وتلقائيته قد تكون نقمة عليه، غير عابئ بالأحداث السياسية في قضية جزيرتي تيران وصنافير، التي لا تزال أصداؤها تتداعى فى الأفق.
السؤال هنا: هل يستوجب رفع علم عربي ذبح اللاعب وكل هذه الضجة؟ ومتى يحين الوقت الذي يتوقف فيه رواد السوشيال ميديا عن قيادة الرأي العام في مصر وافتعال الأزمات؟!
تعليقات
إرسال تعليق