أخبار مصر و العالم - اخبار الفن - اخبار الرياضة - الاقتصاد - المرأة و الطفل-اخبار الثقافه
الحصول على الرابط
Facebook
X
Pinterest
بريد إلكتروني
التطبيقات الأخرى
جرأة أم تهور.. طلاق الشباب السريع ؟!
المصدر الاهرام - اخبار المرأة و الطفل
سبعة أشهر فقط هى الحد الزمنى الفاصل بين لقبين حملتهم «ياسمين» الشابة التى لم تتجاوز الخامسة والعشرين وورقتين حصلت عليهما من نفس الشخص ورقة تفيد أنها زوجة وأخرى تثبت أنها مطلقة.. قضت من الشهور السبعة أربعة على الأقل فى بيت أهلها..................................................................................... وعلى عكس ما نتوقع لا تشعر ياسمين بأى غضاضة ولا ندم، بالعكس تشعر بأنها اتخذت القرار الصحيح فى الوقت الصحيح، فهى ترفض حتى اتهامها بالتسرع وتقول: لا أعرف لماذا يعتقد البعض ومنهم أهلى أننى تسرعت، ففترة الخطوبة زادت عن سنة كاملة وكان كل شىء على ما يرام وبعد الزواج سرعان ما اكتشفت اختلاف الطباع وتأكدت أننى لا أستطيع الاستمرار مع زوج لا يحترمنى ولا يحترم عملى بل على العكس يتعمد إهانتى أمام زملائى فى العمل كما أنه تراجع عن جميع وعوده وأولها كان دعمى فى مشوارى المهنى لكننى فوجئت به يعترض على أول مهمة عمل كلفت بها بعد الزواج وتتطلب سفرى لمدة أسبوع فى مؤتمر بالخارج، لم تتردد ياسمين سافرت وعادت من السفر لمنزل عائلتها لأنه هددها ولم تقبل فكرة التهديد. بالنسبة لياسمين وكثيرات غيرها لا مساومة ولا تهديد بالطلاق ولا خضوع لأى ابتزاز من أى نوع ولو كان تحت مسمى الحصول على لقب مطلقة وهو اللقب الذى كان يرعب النساء فى أزمنة سابقة. «كل أصحابى مطلقين رجاله وستات» هكذا تنظر الشابة العشرينية للأمر وتضيف لسنا جيلا متهورا أو متسرعا ولكننا جيل لا يرغب فى تضييع حياته ومجهوده فى علاقة كل شىء يؤكد أنها لن تستمر، بالتأكيد لم أكن أرغب فى الطلاق لكن ما فائدة إضاعة الوقت والطلاق بعد عامين أو ثلاثة. يقول «ياسر» وهو شاب فى أواخر العشرينات مطلق مرتين: ما معنى أن أتحمل علاقة فشلت ولا تشكل إلا عبئا على حياتى وحالتى النفسية.. وليس معنى أن الجيل الحالى أكثر جرأة على الطلاق أنه لم يحاول ويعطى للعلاقة فرصة مرة واثنتين، فى زواجه الثانى ولأنه كان يرغب حقا فى تفادى الانفصال اصطحب زوجته إلى مستشار زواج لتقريب المسافات بينهما، لكن بدا واضحا بعد عامين من المحاولات المستميتة أن كل شىء انتهي. الجيل السابق كما تقول «سارة» كان مستعدا للبقاء فى زواج فاشل وبيت كئيب من أجل مصلحة الأبناء لكننا ندرك الآن أن هذه النظرية أثبتت فشلها. فالبيت التعيس لا يمكن أن ينشئ أطفالا أسوياء، والطلاق الناجح أفضل كثيرا للأبناء، سارة نفسها مطلقة وأم لإبن عمره عامين فقط، لكن كما تقول لا يمكنك أن تنقذ شخصا آخر قبل أن تنقذ نفسك وكيف سأربى ابنى جيدا وأنا أغرق فى علاقة مستحيلة ومشاجرات يومية. هؤلاء شباب قرروا الانفصال وإنهاء الحياة الزوجية بدون تردد أو بدون اعتبار لنظرة المجتمع لأنها لم تعد تهمهم وربما لأن المجتمع نفسه عليه أن يراجع قناعاته وثوابته خاصة أن الإحصائيات تفيد بأن 35% من حالات الطلاق مؤخرا تقع فى الخمس سنوات الأولى من عمر الزواج بل إن رقم خمسة نفسه أصبح دلالة على الزواج المعمر فى هذا الجيل، وفقا للإحصائيات أيضا فإن 60% من حالات الطلاق سببها عدم التوافق. الأجيال السابقة كما يقول د.عادل مدنى أستاذ الطب النفسى لم يكن عدم التوافق سببا مطروحا للطلاق لديها إلا فى حالات نادرة فعلى الزوجين أن يجدا حلا لهذا الأمر ويتوافقا قسرا أو طوعا، ربما لأن التفكير فى الطلاق كحل لم يكن مطروحا من الأساس فكل طرف يعرف أنه لا ملاذ آخر له فيجدان سبيلا لحل مشاكلهم إدراكا منهم للمسئولية الملقاة على عاتقهم ومن أجل مصلحة البيت والأولاد.. لكن الأجيال الحالية يعيشون فى مناخ مختلف تعمل فيه المرأة وتختار وتتحمل نتائج اختيارها كما أن طبيعة الزمن نفسه تغيرت إلى جانب اختلاف أسلوب التنشئة، فأصبح عدم التوافق سببا شائعا جدا ومقبولا للطلاق لكن بدون استعداد لبذل مجهود كاف للتوافق وتقليل الفجوة والمقصود بالتوافق الزوجى هو قدرة كل من الزوجين على التواؤم مع الآخر ومع مطالب الزواج ويحدث التوافق إما بتلبية الزوجة لمطالب الزوج أو تلبية الزوج مطالب زوجته ولو على غير رغبته مدفوعا برغبته فى الحرص على الطرف الآخر وإدراكا لمسئوليات الزواج وفلسفته. بالنسبة للأجيال الجديدة فإن طريقة تربيتهم وعدم التنشئة السليمة هى التى أعاقت تأهيلهم كى يكونوا أزواجاً لديهم القدرة على التوافق والرغبة فيه، إضافة إلى عناصر أخرى تكلمت عنها دراسات كثيرة منها التدليل فى التربية أو الرفاهية الزائدة للأبناء، فأغلب الخبراء يعتبرون أن تلك التنشئة هى السبب فى خروج أجيال أنانية تعرف الزواج بوصفه خروجات و»فسح» وسعادة دائمة وهو ما يؤدى الى حدوث صدمة بعد الزواج.. قليلون منهم يحاولون وكثيرون يختارون الحل الأسهل وهو الطلاق. إذا كانت الأسباب السابقة مقبولة وصحيحة فهم على ذلك ضحايا لتربية الجيل السابق الذى يتهمهم بالتهور وعدم تحمل المسئولية. ربما يبدو الشباب أجرأ فى اتخاذ قرار كان من الصعب على الأجيال السابقة مجرد تسميته أو النطق به: الطلاق.
تعليقات
إرسال تعليق