قطر.. إمارة الإرهاب تواجه انقلاب ترامب
المصدر الوفد
مازالت قطر مستمرة فى دورها لزعزعة استقرار العديد من دول المنطقة العربية، إذ يمكن الإشارة إلى أن الدوحة سبب من ضمن الأسباب الأساسية بتعزيز تواجد المنظمات الإرهابية للتربح من صفقات السلاح الغير مشروعة لهذه الجماعات على حساب التخريبات والانقسامات التى تواجه الدول العربية.
وصفت مجلة فورين بوليسي الامريكية الدوحة بانها دولة "ذو وجهين"، فهى تعتمد على الادارة الامريكية لتأمينها من ناحية، و من ناحية أخرى تبنت على مدار 20 عام عدد من السياسات التى بموجبها تحاول أن تتدخل فى شئون الدول العربية من ضمنهما مصر وسوريا وليبيا.
وسعت قطر باستمرار إلى تحقيق ذلك فيما يتعلق بالولايات المتحدة. فمن ناحية، هى طرف موثوق به يستضيف بعض من المنشآت الأمريكية الأكثر أهمية فى الشرق الأوسط، ومن الناحية الأخرى هى الداعم الرئيسى سياسيا وماليا وفكريا عبر فضائيتها الجزيرة، لبعض من أكثر القوى الراديكالية الخطيرة المزعزعة للاستقرار فى المنطقة.
ففى خلال لقاء الرئيس الامريكي دونالد ترامب مع الملك سلمان بن عبد العزيز فى قمة الرياض التى عقد يوم الاحد الماضى، كان أحد الأهداف المهمة للقاء ترامب بالقادة العرب والمسلمين تشجيعهم على تحمل مزيد من الأعباء فى الدفاع عن المصالح المشتركة ، لاسيما فى محاربة تهديدات الإرهاب وإيران، ونصح ترامب بأن يجعل قطر واحدة من أهم أولوياته فى هذا الشأن.
ولكن بالرجوع الى قطر، لا يمكن انكار النقاط السوداء التى كتبت فى تاريخ هذه الدولة، إذ يمكن القول أن قطر تتحمل المسؤولية الاكبر التى ساهمت فى تحويل الربيع العربي إلى شتاء عام 2011، إذ قامت بتمويل حكومة الإخوان المسلمين الكارثية حسبما وصفتها "فورين بوليسي"، للرئيس السابق محمد مرسي في مصر.
فبعد إطاحة مرسي في عام 2013، ساهمت قطر فى زعزعة استقرار نظام الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسي عن طريق بث قنوات الجزيرة التابعة للحكومة القطرية، بالاضافة الى أنها رحبت بالعديد من قادة الاخوان المسلمين.
أما فى ليبيا وسوريا لا تخلوا قطر من أصابع الاتهام التى تواجهها بشأن تمويل المنظمات الإرهابية، ولا يشمل هذا تمويل المال والتحريض على القتل وحسب، بل الأسلحة أيضا، التي تتدفق إلى جميع المنظمات الارهابية.
وعلى الرغم من الجهود المتواصلة التي تبذلها الولايات المتحدة لتوجيه الدعم من شركائها إلى مزيد من القوى العملية والعلمانية، فإن القطريين تجاهلوا على الدوام المخاوف الأمريكية، وقاموا بإطلاق كميات كبيرة من الاسلحة على العديد من الميليشيات المتطرفة التي تثير قلقا بالغا لدى صناع السياسة في واشنطن والمنطقة.
وفيما يتعلق بالحالات الأخرى في المنطقة، فإن الآفاق اليوم جيدة أن تؤدي الجهود الدبلوماسية الأمريكية المتضافرة لتغيير ممارسات قطر الصغيرة المناهضة إلى النجاح، ولكن في الوقت نفسه، فإن مخاطر الفشل، وإن كانت غير مرغوب فيها بالتأكيد، أكثر قابلية للإدارة.
وبالتالي، فقد أصبحت قطر أمام خيارين لا ثالث لهما، إما أن تبتعد عن دعمها للمنظمات الإرهابية والذي كان برعاية الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، أو تسير على نفس النهج وتكون عدوا مباشرا لإدارة ترامب الجديدة.
تعليقات
إرسال تعليق