الأحمر ... النجم المتوهج فى عالم اليد : نعتذر للشعب المصرى لعدم الفوز باللقب الإفريقى
لا أشعر بالغيرة من أى لاعب كرة قدم مهما يكن اسمه
اعتزالى دوليا وارد بعد المونديال القادم .. وحياتى كلها فى ملعب اليد
مروان رجب مدرب رائع ولا يستحق الهجوم عليه
أتابع أخبار فريق الكرة بالزمالك لأنه واجهة النادى
أتجنب الحديث فى السياسة وصوتى للسيسى فى الرئاسة
فخور بالدكتور حسن مصطفى ومحمد صلاح وكل مصرى ناجح
يقول تولستوى كاتب روسيا العظيم : « الفن نوع من العدوي» . .فهو شيء ما فى الطفولة جعل هرمونات الابداع تتحرك وتنتقل من الأب ( مصطفى الأحمر ) الذى كان واحدا من عظماء عصره فى كرة اليد الى الابن ( أحمد الأحمر ) الذى أجمع كل خبراء اللعبة على أنه أحسن لاعب فى مصر حاليا، وهناك من ذهب الى ما هو أبعد من ذلك فأعتبره أعظم لاعب مصرى فى تاريخ كرة اليد .
هذا هو حجم اللاعب الذى اخترناه لنتحاور معه بعد عودة المنتخب الوطنى الى القاهرة قادما من الجابون بعد فقدانه بطولة إفريقيا وحصوله على المركز الثانى بعد تونس وهو ما أدخل الأحمر فى أزمة نفسية جعلته لا يبارح منزله الا فى أضيق الحدود .
وكان طبيعيا أن يفرض السؤال الأول نفسه عند التحاور مع نجم نجوم كرة اليد المصرية عن أسرار ما جرى فى الجابون.
أجاب : عدم توفيق لا أكثر، فقد أصيب قبل البطولة مباشرة زميلينا فى الخط الخلفى خالد وليد ويحيى الدرع ورغم هذا بدأنا البطولة بقوة وكان الأداء يرتفع من مباراة لأخرى .. وأنا أيضا كنت مصابا ومبتعدا عن الملاعب عشرة أشهر وعدت الى الملعب قبل البطولة بعشرة أيام .. ولعبت 3 ساعات من أجمالى 7 ساعات .. ورغم هذا ظهرت بشكل طيب فى مباراة أنجولا التى فزنا فيها بفارق خمسة أهداف وتم اختيارى رجل المباراة .. وفى مباراة تونس فى النهائى كان مفترضا أن ننهى الشوط الأول لمصلحتنا بفارق لا يقل عن 7 ولكن سوء الحظ وعدم التوفيق عاندنا .. والجهاز الفنى بقيادة كابتن مروان رجب لم يقصر .. الكل أدى دوره كاملا ولكنها الرياضة التى يجب أن تنتهى بوجود فائز وخاسر .. ولذا فنحن نعتذر للشعب المصرى على هذا الإخفاق ونعاهده على بذل المستحيل فى بطولة العالم القادمة مع بداية العام القادم فى ألمانيا والدنمارك.
أقترب أكثر وأكثر من النجم الكبير وأقول له : عندى أسئلة كثيرة أتصور أنك لن تقدر على الإجابة عليها ... قال : أنا جاهز !
قلت : لما حبست نفسك فى بيتك بعد العودة من الجابون.. ظننت أن الدنيا كلها ستسأل عنك .. فماذا حدث ؟
فقال أحمد الأحمر : هاتفى كنت قد فقدته فى أثناء رحلة السفر الى الجابون وبالتحديد عند الترانزيت فى أديس أبابا .. والناس كلها سألت عنى عندما أستعدت الشريحة وأشتريت هاتفا جديدا.
قلت : هل تتابع أخبار فريق كرة القدم بالزمالك رغم ما بك من إحساس طبيعى بالظلم أمام ما يحصل عليه أقل لاعب كرة مغمور من مال مقارنة بك ؟!
فقال أعظم لاعب كرة يد فى مصر : أكيد أتابع الفريق ونتائجه وأدرك أن كرة القدم هى اللعبة الشعبية الأولى وهى واجهة النادى .
قلت : هل لك أهتمامات بالسياسة والشأن العام أم أن حياتك كلها موجودة بالملعب فقط ؟
فقال : بعد الثورة صرت مثل أى مواطن فى مصر أتابع ما يحدث وإن كنت أتجنب الحديث فى السياسة .
قلت : هل ستحرص على الإدلاء بصوتك فى انتخابات الرئاسة المقبلة ؟
فقال : مؤكد .. وصوتى للرئيس السيسى رغم يقينى بأنه لا توجد منافسة لكنى أريد دائما أن أكون إيجابيا وقدوة للشباب الذى يحبنى .
قلت : صف لى مشاعرك وأنت تدخل من نفس الباب الذى يدخل منه نجوم الكرة بالنادى وقد انفضت الجماهير فجأة من حولك لتجرى خلف نجم كرة شهير تريد التصوير الفوتوغرافى معه ؟
فقال أحمد الأحمر : أنا قانع بكونى أشهر لاعب كرة يد فى مصر حاليا .. والإعلام هو الذى يوجه الرأى العام .. وفى الزمالك تحديدا المستشار مرتضى منصور رئيس النادى يعطينى القدر الذى أستحقه من التقدير .. وهذا بالنسبة لى يكفينى جدا .
قلت : هل فكرت يوما فى الهجرة من مصر ؟
فقال : عمرى ما فكرت أحمل جنسية أخرى غير بلدى التى أعتز بهاو أتمنى أن أظل أعطيها حتى آخر لحظة فى عمرى .
قلت : الناس يقولون أنك أكثر لاعب استفاد من كرة اليد، فهل رصيدك فى البنك تجاوز الأرقام الستة ؟
فقال أحمد الأحمر : هذا من فضل ربى .
قلت : عمرك الحالى 34 سنة .. فهل حددت وجهتك بعد الأعتزال ؟
قال : لن أبتعد عن ملعب اليد ولكن مشكلتى أنى لم أجهز نفسى لحضور دورات تدريبية نظرا لإقامتها فى نفس توقيتات البطولات التى أشارك فيها كلاعب .
قلت : هل تشعر بالفخر لكونك أكبر قامة عالمية فى اللعبة من مصر ؟
فقال أحمد الأحمر : أنا فخور بالدكتور حسن مصطفى وبمحمد صلاح وبكل مصرى احتل مكانة عالمية خارج الحدود .
من أفكار نجم نجوم كرة اليد أحمد الأحمر ورؤاه :
- يستحق زميلى على زين كأس أحسن لاعب فى بطولة إفريقيا الأخيرة .. وزميلى محمد ابراهيم هو صمام أمان المنتخب ومحمد رمضان أدى أفضل بطولة له .
-الكابتن مروان رجب مدرب رائع ولا أرى مبررا للهجوم عليه .
-والدى لا يتدخل فى عمل اى جهاز فنى يدربنى وكلامه كله معى يكون عن أدائى .
-خريطة اللعبة فى طريقها للتغيير فى إفريقيا .. وأرى منتخبات أنجولا والجابون والكونغو تستعد للمنافسة على الزعامة
- سيظل منتخب مصر وتونس أقوى منتخبين فى القارة لامتلاكهما أقوى هجوم .
- معنى أن أتفوق أنا وزميلى على زين وكلانا من الأجسام العادية أن الهاندبول فى مصر تغير ولم يعد يعتمد على القوة مثلما كان الحال من قبل .
يعتبر نجم نجوم كرة اليد المصرية من أكثر الشباب أناقة وحرصا على المظهر العام .. كما أنه أيضا من أكثر المتابعين للتطور التكنولوجى الرهيب فى العالم فى محاولة للاستفادة منه فى شتى الأمور التى تفيده كلاعب التى يقول عنها أحمد الأحمر :
- راحة اللاعب تبدأ من الحذاء، لذلك فقد حرصت فى ألمانيا منذ فترة على إجراء بعض التعديلات فى الحذاء الذى ألعب به مما يزيد من التقليل من الأصابة.
- كرة اليد الآن صارت تتدخل فيها التكنولوجيا وارتفع معدل الجرى من 4 كيلو مترات فى المباراة الى 9 كيلو مترات.
- أجمل زى رياضى أحبه دوليا الذى يحوى ألوان علم مصر الأبيض والأحمر والأسود .. والأكثر أناقة فى الزى ما أرتديته مع منتخب مصر المشارك فى بطولة إفريقيا بمصر عام 2004 وأيضا فى بطولة العالم بألمانيا عام 2007 .. ويحزننى جدا أن ملابس لاعبى اليد لا تكون بخامات فرق كرة القدم .
-أحب اللعب على أرضية « التريفلكس « وليس الباركيه لانها تقلل من الاصابة ويسهل نزعها وتركيبها .. كما أنها أكثر أناقة من الباركيه .
يحمل أحمد الأحمر صفات بطل من نوع خاص .. وهو لا يتوقف عن الحلم ... يحكى وكأنه يعود الى حلمه ويستعيد طفولته :
« حلمت أكون لاعب كرة يد بصفوف نادى الزمالك وأن أدخل المنتخب صغيرا .. وحدث حيث كنت أصغر لاعب بالمنتخب وعمرى 17 عاما .. كل أحلامى متعلقة بكرة اليد، لا شيء خارج هذا النطاق ربما أعتزل اللعب دوليا لو حققنا شيئا فى بطولة العالم المقبلة» .
يقولون إنه من رحم الألم يولد النجاح والإبداع .. فهل عاش نجم نجوم اليد ألما فى حياته صنع منه مجده فيما بعد :
« لم أعش أى معاناة على عكس زملاء كثيرين لى لأن والدى كان متفهما جدا بحكم أنه لاعب كرة يد مشهور وفاهم قيمة الرياضة وأهميتها .. كما أنه كان فخورا بى ويراهن على موهبتى منذ الصغر» .
حين يبحر أحمد الأحمر بذاكرته يتذكر أشياء عظيمة صنعت وجدانه .. ويتذكر فرحة شعب مصر عند كل إنجاز رياضى يتحقق :
« مازلت أتذكر فرحة الشعب المصرى عندما حصلت مصر على بطولة العالم لشباب اليد بالقاهرة .. وفرحته عند كل انجاز رياضى يحققه فريق الكرة .. شيء رائع أن تسعد الشعب الذى أعطاك حبه واحترامه .. ومازلت أتمنى أن أموت وأنا أحرز بطولة كبرى تسعد هذا الشعب العظيم» .
ولكن .. هل يكون لأحمد الأحمر علاقة كنجم كبير بالتشكيل أو خطة اللعب التى يضعها المدرب :
« معظم مدربى المنتخب كانوا يأخذون رأيى أنا وزميلى لاعب الأهلى محمد إبراهيم مدافع الفريق .... هذا ليس عيبا لأنى داخل الملعب لى إحساس يختلف عن إحساس المدرب .. وكرة اليد تعتمد على الجماعية وطبيعى ألا تكون هناك أى أحقاد بين اللاعبين اذا ارادوا أن يفوزوا «.
دموع أحمد الأحمر ليست بعيدة لكنها أيضا ليست قريبة :
« لا أبكى الا عند الفرح الشديد أو عند الحزن الشديد ... وآخر مرة بكيت فيها عند وفاة حماتى والدة زوجتي.. رحمها الله .. وعند الهزيمة الأخيرة من تونس فى كأس الأمم بالجابون «.
لحظة زواج نجم نجوم اليد كانت غير تقليدية .. ولكن هل اختار التوقيت السليم للزواج :
« تزوجت فى سن الثلاثين وأعتقد أن السن المناسبة للرياضى السوبر ستار يجب الا يتأخر عن سن الخامسة والعشرين بأى حال من الأحوال لأن الإغراءات أمامه تكون غير معقولة وغير منطقية ولا يتخيلها عقل «.
- فى كلمات
1- من مواليد الجيزة فى 21 يناير عام 1984 .. وكان مؤمنا بالأبراج حتى تعرض للإصابة الخطيرة 2017بعد أن سمع إحدى الخبيرات تقول أن مواليد الدلو سيعيشون اجمل ايامهم عام 2017.
2- يحب الصبر ويؤمن بحكمة أن الصبر مفتاح الفرج.
3- يطالب بأن يتم أختيار المدرب الجديد للمنتخب من المدرسة الإسبانية التى هى أقرب للاعبين المصريين.
4- أقرب الدول الى قلبه : تونس عربيا وفرنسا وكرواتيا أوروبيا.
5- حاصل على بكالوريوس المحاسبة وإدارة الأعمال .. وخاض من قبل تجربة الاحتراف فى قطر وألمانيا .
6- أبناؤه : فريدة ( 3 سنوات ) وعمر ( عامان ).
7- أقرب الأصدقاء الى قلبه أصدقاء الطفولة .
8- الجيل الوحيد الذى لم يأخذ حقه فى نظره هو جيل السبعينيات .
9- يرى أن أعقد مشكلة تواجه مصر هى التوزيع غير العادل على المساحة الجغرافية المتاحة .
10- أشهرت له البطاقة الحمراء 3 مرات فى حياته كلها .. ولا يعرف السبب حتى الآن .
تعليقات
إرسال تعليق