«أنا حر» السبب الأول فى طلاق الشباب
المصدر الأهرام . ahram.org.eg . أخبار المرأة و الطفل
هناك اتهام موجه لمفهوم الحرية وأنها السبب الأول فى ارتفاع نسب الطلاق بين الشباب وانحدار لغة الكلام وفوضى السلوكيات التى أصابت المجتمع المصري.. وحتى لا تتحول الحرية من نعمة إلى نقمة ماهو مفهوم الحرية وشروطها ؟ خالد 35 سنة يقول: طلبت زوجتى الطلاق بعد خلافات مستمرة فى زواج دام 4 سنوات لأنها لا تستطيع تحمل مسئولية البيت وتريد الحرية رغم إنجاب طفلين تركتهما لى ولوالدتى لتربيتهما، أما سماح 38 سنة فتقول: سبب طلاقى بعد أكثر من 16 عاما من الزواج أن زوجى كان الولد الوحيد لوالديه الطبيبين المشهورين، وكان يعيش على حريته يريد السهر والخروج والسفر مع أصدقائه، ومع كل نقاش أو خلاف عادى يقول لى «أنا حر» و يترك البيت ويذهب عند والدته، ومع استمرار الخلافات وعدم التزامه بمصاريف ونفقات البيت التى كنت أتكفل بها من ميراثى ففضلت الانفصال.
د. أحمد كراكيت استشارى الصحة النفسية وخبير التنمية البشرية يقول: إن الحرية هى الرخصة لأداء ومزاولة الشئ والقدرة على حدوثه.. والسؤال هو: هل يجوز خروج الطائر من القفص كى يطير قبل نموه ونضج أجنحته والقدرة التى تأهله كى يطير؟ ولو خرج من القفص قبل النمو والقدرة على الانطلاق لتعرض للمخاطر والتدمير، وقبل حرية قيادة السيارة لابد من توافر شروط للحصول على الرخصة وهى اكتمال النضج والسن القانونية والإمكانية للتحكم فى القيادة وهذا ينطبق على كل مفهوم للحرية.. فبالنسبة للشباب قبل الإقدام على أى خطوة فى حياته مثل فكرة الارتباط والزواج، فهل تم تأهيله؟.
د.عماد مخيمر أستاذ علم النفس وعميد كلية الآداب جامعة الزقازيق يقول المشكلة هى المفهوم الخاطئ لاستخدام الحرية.. أنت حر مالم تضر بنفسك والآخرين.. مثل رقصة الكيكى التى ظهرت أخيرا بين الشباب محليا وعالميا وتسببت فى حوادث وضرر للمجتمع، وتعطيل لحركة المرور ومصالح الآخرين.. هذه ليست حرية لكنها تقليد أعمي. أيضا فى الآونة الأخيرة ظهرت موضة بين الشباب الخروج للشارع بالشورت ووصل الأمر أن يحضر بعض الطلاب للجامعة بالشورت، فهذه ليست حرية. المشكلة الأساسية أنه تربى على الحرية غير المسئولة لأن الأساس فى الحرية هى الالتزام والشعور بالمسئولية وتحمل تبعاتها واحترام القانون والآخرين.. أما عن النصائح فيقول د.عماد مخيمر: يجب الوعى أن الحرية المطلقة مفسدة، وأن أساس الحرية هى الانضباط وتحمل المسئولية وعدم الخروج على العادات والتقاليد الاجتماعية، و فى علم النفس أفضل أسلوبين فى التربية هما أولا مايسمى أسلوب التفاوض القائم على الحوار المستمر، وأسلوب التفويض، ويعنى إسناد المهام والتكليفات للابن أو الابنة، مثال فى حال أى ظرف طارئ مثل سفر أو انشغال أحد الوالدين بالعمل أن يتم تفويضه ومنحه الثقة، فيبدأ الابن بالتدريج تعلم الاستقلالية والاعتماد على النفس فى أداء بعض المهام ، وعندما يكبر يعى معنى الحرية والمسئولية ويستطيع أخذ القرارات فى حياته.ختاما لابد من إتاحة مساحة من الحرية وعدم التربص مع احترام خصوصية الآخر.
تعليقات
إرسال تعليق