برنامج "قطعوا الرجالة" يثير غضب أصحاب الشوارب .. وخبراء: سقطة إعلامية تستوجب المساءلة

المصدر بوابة الأهرام . gate.ahram.org.eg . أخبار البرامج

أثار برنامج "قطعوا الرجالة" المذاع عبر فضائية النهار جدلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، وغضبًا كبيرًا بين المشاهدين خاصة الرجال الذين رأوا أنه تحريض مباشر ضدهم، وأن الاسم نفسه يحمل إهانة للرجل الذي هو الأب والأخ والابن وليس الزوج فقط.. مشيرين إلى أنه حتى في حال وجود خلاف فهذا ليس مبررًا لأن تخرج المرأة قائلة: "قطعوا الرجالة " أو تدافع عن هذه المقولة التي بلا شك تؤجج المشاعر بينها وبين الرجل وتزرع الكراهية وروح التحدي بل وتؤصل فكرة الصراع الذي ينتهي إلي الانفصال وهو ما يتنافي تمامًا مع ما تقوم به الدولة من مجهودات لمكافحة ارتفاع معدلات الطلاق التي سجلت مصر فيها المرتبة الأولي عالميًا.
AdTech Ad
جدل وغضب
أحمد إبراهيم أحد متابعي البرنامج يقول في استفهام وتعجب: "في برنامج في الدنيا اسمه قطعوا الرجالة ؟ اتقوا الله في الناس اللي بتشوفكوا ".
ويقول محمد المداح: "برنامج قطعوا الرجالة".. إسفاف وتفاهة.
أما مجدي صبحي فيقول: "لما يبقي فيه برنامج علي إحدى القنوات الفضائية الخاصة اسمه "قطعوا الرجالة" دي تبقي قلة أدب وعدم احترام للرجل.. إنتاج هذه النوعية من البرامج فيه إهانة للرجل.. وأتحدى أنه سيتم إنتاج برنامج بعنوان "قطعوا الستات" وتبقي حرب إعلامية .. ماذا تقصدون بهذا؟ مش كفاية نسبة الطلاق بين الرجل والمرأة عالية جدًا!".
سقطة إعلامية تستوجب المساءلة
الدكتور صفوت العالم أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة يقول في حديثه لـ"بوابة الأهرام" إن الإعلام في الأعوام الماضية وبالتحديد آخر عامين أصابه الوهن خاصة في تناول القضايا المتعلقة بالمرأة والرجل إذ يتناول العلاقه بينهما في سياق يختلف ويتعارض مع النسق القيمي الإسلامي والعربي والمصري حيث دأب عدد من مقدمي البرامج وبعض الضيوف علي وضع سياق من التحدي وتوجيه الدعاية المضادة للرجل في كل ممارساته وأدواره التقليدية وهو أمر يستهدف بشكل مغرض وغير صحي الادعاء بتعظيم فكرة الاستقلالية لدي المرأة وأنها يمكنها أن تعيش بمفردها وتتولي جميع شئون حياتها دون الحاجة إلي الرجل.
مناشدة للمجلس الأعلى للإعلام
وبلهجة آسفة علي ما وصل إليه حال الإعلام في مصر يقول أستاذ الإعلام السياسي: آن الأوان أن يُجرم هذا السلوك لأنه لا يليق ولا يتفق مع القيم السوية إضافة إلي أن وجود برنامج باسم "قطعوا الرجالة" وحصوله علي الشرعية لبثه في الفضائيات يعد ابتذالًا غير مقبول ويجب علي المجلس الأعلي للإعلام في إطار ضبطه للأداء الإعلامي أن يستصدر قرارًا بتشكيل لجنة لمتابعة مثل هذه البرامج ووضع الضوابط التي تقنن الأداء الإعلامي والمهني التي يجب أن تتفق مع قيم المجتمع في إطار رصد وتحليل محتوي ومضمون هذا البرنامج والمطالبة بتغيير اسمه حفاظًا علي استقرار المجتمع الذي يعتمد بالدرجة الأولي علي الاستقرار بين المرأة والرجل واصفًا مثل هذه البرامج بـ "سقطة إعلامية تستوجب المساءلة".
أديب ينبئ بكارثة اجتماعية
الكاتب والأديب يوسف القعيد يقول لـ"بوابة الأهرام" إن مثل هذه البرامج تعمل علي تشتيت شمل الأسرة المصرية وشق صفوف التلاحم بين المرأة والرجل وهو ما يترتب عليه عدم الاستقرار بينهما مؤكدًا أن مثل هذه البرامج التي تقوم علي فكرة الصراع بين المرأة والرجل تتصف بالضعف ولن تنجح ولن تترك أثرًا وراءها.
ويبرهن علي ذلك بأن الأعمال الفنية التي تناولت العلاقة بين المرأة والرجل وأخذت صفًا واحدًا للتمييز بين أحدهما لاقت فشلًا ذريعًا ومنها : "للرجال فقط" و "آه من حواء" و "للنساء فقط".
تقسيم المجتمعات
ويؤكد الأديب يوسف القعيد أن برنامج "قطعوا الرجالة" يحمل نظرة أحادية تعمل علي تقسيم المجتمعات قسمة غير عادلة مشيرًا إلي وجود مخاطر جسيمة قد تترتب علي ذلك منها الإضراب عن الزواج واستغناء المرأة عن الرجل في حياتها وهو ما يجعل المستقبل الذي ينتظره المجتمع غامضًا وغائمًا وربما سيئًا.

تهديد السلم المجتمعي
في أبريل الماضي شهد المجتمع جدلًا واسعًا حول دعوة لإنشاء مجلس قومي للرجل علي غرار المجلس القومي للمرأة وكان النائب عمرو حمروش قد تقدم بمشروع قانون لإنشاء هذا المجلس ولكن مع الجدل الذي أثارته الفكرة واعتراض البعض ومنهم عضوات بالمجلس القومي للمرأة تراجع النائب وقام بتعديله من المجلس القومي للرجل إلي المجلس القومي للأسرة.
يقول النائب عمرو حمروش أمين سر اللجنة الدينية بمجلس النواب في حديثه لـ"بوابة الأهرام" إنه عندما طالب بوجود مجلس قومي للرجل كان يهدف إلي الدفاع عن حقوق الرجل باعتباره مشاركًا للمرأة في المجتمع ومشاركًا لها في تكوين الأسرة بل وإقامة هذا الكيان مؤكدًا إقراره بدور المرأة في المجتمع وأنها شريك أساسي في بنائه قبل بناء الأسرة الصغيرة.

ويضيف "حمروش" أنه يؤيد التعديلات الدستورية  الجديدة التي تدعو إلي تمكين المرأة بنسبة 25% إيمانًا منه بالدور الاجتماعي والسياسي لها ولكن لا يصح أن يكون المقابل محاربة المرأة للرجل ونظرتها له نظرة دونية وقبولها بالقول: "قطعوا الرجالة"!
وقف البرنامج ضرورة لمنع الفتنة
ويوجه حديثه للقائمين علي برنامج "قطعوا الرجالة" من خلال "بوابة الأهرام" فيقول لا داعي لبث الفرقة بين الرجل والمرأة ووضع بذرة شقاق بينهما ورفع روح التحدي مناشدًا المجلس الأعلي للإعلام بتغيير اسم البرنامج ومضمونه بل وقفه قائلًا: "هذا البرنامج يعرض السلم المجتمعي إلي الخطر لأنه يسكب علي مشكلة الطلاق التي ترتفع معدلاتها يوميًا بنزينًا فيزيدها اشتعالًا ووقفه ضرورة لمنع الفتنة بين المرأة والرجل".
بث روح الصراع
كارثة علي الجانب النفسي يشير إليها الدكتور وليد هندي استشاري الطب النفسي في حديثه لـ"بوابة الأهرام" فيقول إن هذا البرنامج يعمل علي تأجيج مشاعر الغضب والكراهية بين المرأة والرجل وغرس روح الصراع فيما بينهما وتعزيز مبدأ التعامل بالنّد وهو ما يقود الطرفين إلي حدوث منازعات ومشاحنات قد تذهب بالعلاقة بينهما إلي النهاية.
مخاطر تصيب المجتمع
ويتابع حول المخاطر التي تترتب علي استمرار عرض برنامج "قطعوا الرجالة" فيقول إن هناك مرحلة عمرية يمر بها الإنسان تعمل علي تشكيل مفاهيم العامة تجاه الحياة وأحكامها القيمية لدي العديد من المواقف مثل بداية مرحلة المراهقة ونهاية مراحل الطفولة المبكرة والتي يكون فيها عقل الإنسان وإدراكه مهيئا لاستقبال الغزو المعلوماتي أو الأفكار المتلاحقة دون أي سيطرة وبناء عليه فإن اسم "قطعوا الرجالة" يعمل نفسيًا علي غرس اتجاهات خاطئة في نفوس أجيال من الشباب "ذكور وإناث" ويجعلهم يتخذون مواقف عدائية ضد بعضهم البعض بل ويحملون لبعض نظرات غير مستحبة قد تترتب عليها العنوسة وارتفاع معدلات الطلاق.
أين "الأعلى للإعلام"
وبنبرة آسفة علي ما آل إليه وضع الإعلام قال الخبراء لـ"بوابة الأهرام": رحم الله شيوخ الإعلام المصري الذين أدوا علي أن هؤلاء الإعلاميين قدموا برامج أثرت النفوس ورست القيم وجعلت من مواد الإعلام المصري أحد الأسلحة المهمة في الريادة والقوى الناعمة فللأسف بعد الضعف والوهن والشيخوخة التي أصابت بعض جوانب الإعلام المرئي.
فقد ظهرت مجموعة من البرامج التي تعتمد علي الاستفزاز والاستثاره وأطلت علينا من نوافذ ودكاكين بعض قنوات الإعلام الخاص ببعض العناوين المستفزة والتي تحمل معاني وكلمات دارجة، مؤكدين أن وجود برنامج تليفزيوني باسم "قطعوا الرجالة" أمر لا يليق بريادة ومكانة الإعلام المصري ويعمل علي تشويه الصورة الذهنية للإعلام الراقي المحترم ويعبر عن إفلاس صاحبه أو من يقدمه بل يعمل هذا الاسم الذي يحمل إهانة للرجل ويغذي روح التحدي بين المرأة وبينه علي تأجيج مشاعر البعض وزرع نوازع الكراهية وشق صفوف التلاحم الإنساني واستنصار البعض تجاه الآخر ونظريات الازدراء من المرأة تجاه الرجل معبرين عن أسفهم علي الشاشة الذهبية التي كانت تحمل ثراءً وإثراءً إلي البيوت المصرية بما تقدمه من محتوى قيّم ومادة تربوية هادفة عملت علي تشكيل ووجدان المواطن العربي والشخصية المصرية مناشدين المجلس الأعلي للإعلام بالتدخل لوقف البرنامج احتقانًا للمشاحنات التي قد يشهدها المجتمع بين الرجل والمرأة بسببه

تعليقات

المشاركات الشائعة