«سى إن إن» تفسر لغز «بورتريهات» الفيوم

المصدر الأهرام اليومي . ahram.org.eg . اخبار مصر القديمة


الصور تكشف قصر الأعمار فى مصر القديمة.. ومواد الرسم كانت تستورد من أوروبا


بعد ان ظلت لغزا كبيرا أمام العلماء لأكثر من قرنين من الزمان، كشفت شبكة «سى إن إن» الإخبارية الأمريكية فى تقرير مطول الكثير من أسرار صور «البورتريه» الفرعونية التى تعرف عالميا باسم بورتريهات موميات الفيوم وقالت «سى إن إن» إن الصور المتناثرة عبر معارض ومتاحف العالم، والتى تبلغ فى مجملها ألف صورة، ظلت لغزا كبيرا أمام العلماء منذ كشفها لأول مرة فى الفيوم عام 1800، موضحة أنه من حينها، وهى تثير الكثير من التساؤلات، مثل من قام برسم تلك اللوحات، وأنواع الصبغات والألوان المستخدمة، وأين كان يتم إنتاج تلك المواد، وهل كانت ترسم للشخص إبان فترة حياته أم بعد موته؟.وأوضحت أن دراسة حديثة تحمل اسم «آبير» للباحثة مارى سفوبودا، استطاعت الإجابة عن بعض تلك التساؤلات، وتوفير تفاصيل أكثر حول الثقافة المصرية القديمة، لا سيما فيما يتعلق بشكل التجارة والعلاقات الاقتصادية حتى البنية المجتمعية.

وخلصت الدراسة إلى اعتبار أن الصور التى كانت تصور أصحابها دائما فى فترة العشرينيات أو الثلاثينيات من أعمارهم ،كانت ترسم للأشخاص بعد وفاتهم، إذ تبين من الفحص أن عمر الصورة من عمر المومياء، وهو ما يشير فى الوقت نفسه إلى قصر الأعمار فى مصر القديمة، ربما لانتشار أوبئة أو أمراض معينة. كما أكدت أن «البورتريهات» بشكل عام كانت لا ترسم إلا لمن يتمتعون بمكانة اجتماعية عالية، لكنه مع ذلك كانت تختلف أحيانا بعض المواد المستخدمة فى عمليات الرسم، وفقا لتباين الشرائح الاجتماعية داخل تلك الفئة المميزة.
كذلك، كشفت الدراسة عن أن 75% من الصور المستخدمة كانت ترسم على خشب الزيزفون، الذى لم يكن ينتج فى مصر حينها، بل كان يتم استيراده من منطقة شمال أوروبا.كما أن اللون الأحمر الذى ظهر فى بعض الصور أحيانا، كان يتم استيراده من إسبانيا، وهو ما يفسر أيضا شكل العلاقات التجارية فى مصر القديمة.
وحول اللون الأزرق الداكن الذى غلب على معظم اللوحات، أكدت الدراسة أن اللون كان ينتج بدرجة كبيرة في مصر القديمة، معتبرة أن ظهور بعض ألألياف في اللوحات ضمن اللون، يؤكد أنه كان يتم تدويره من بقايا القماش.
وأضافت أن تكرار بعض الألوان والمواد المستخدمة فى بعض اللوحات، يشير إلى أن الرسامين ربما كانوا يجلسون داخل «استوديو معين»، ويتناقلون المواد المستخدمة فيما بينهم، فيما عزت اختلاف الأحجام وسماكة الصور إلى تباين المدارس الفنية من عصر لآخر، أو ربما من ورشة عمل لأخرى.

تعليقات

المشاركات الشائعة