"زيزينيا" تاجر قطن.. و"باكوس" إله الخمر ..و"سموحة" يهودى عراقى.. أشهر ميادين الإسكندرية
هنك العديد من الشوارع والميادين بمدينة الإسكندرية تشتهر بأسماء قد لايعرف المواطن السكندرى معناها أو من هم أصحابها التى تنسب لهم، ولكل منطقة وميدان بشوارع عروس البحر يحمل قصصا وأساطير منذ عهد الاحتلال وحتى العصر الحديث أثرت فى تاريخ العاصمة الثانية حتى حملت أسماءهم حتى وقتنا الحالى.
لوران
يرجع تسمية منطقة لوران نسبة إلى الخواجة إدوارد لوران صاحب شركة دخان فى القرن ال19 ويشغل قصره الآن مدرسة لوران الثانويه للبنات، ويعتبر شارع شعراوى باشا هو الشارع الأشهر والرئيسى بالحى وسمى هكذا على اسمم محمد شعراوى باشا الذى كان يقطن فى قصر مطل على هذا الشارع ونسبة أيضا إلى الجامع الذى بناه فى نفس الشارع، يبلغ طول الشارع حوالى نصف كيلومتر ويمتد من الكورنيش وحتى شارع أبو قير، ويضم الشارع العديد من المحلات التجارية.
وكان حى لوران، يمتاز بوجود عدد كبير من الڤيلات والقصور ومعظمها قديم وأثرى مبنية على الطراز الأوروبى، ولكن مع الزحف العمرانى تم هدم غالبية هذه القصور والڤلل وظهرت مكانها عمارات سكنية مما أفقدت الحى رونقه وجماله فى الآونة الأخيرة.
زيزينيا
على اسم الكونت زيزينيا وكان تاجراً للقطن وهو يونانى الأصل استقر بالإسكندرية فى عهد محمد على باشا، حصل على الجنسية الفرنسية، وبعدها ارتقى سلم المجد بسرعة بالغة، حيث عمل قنصلاً عاماً لبلجيكا فى مصر، وكان يجمع بين العمل بالسلك الدبلوماسى والعمل بالتجارة على غرار ما كان يجرى فى تلك الآونة فى الغالب، ومنذ أن قدم إلى مصر أدرك أهمية مدينة "الإسكندرية" العاصمة الثانية لمصر فقام بشراء أرض عام 1854 من عائلة تدعى "أبى شال" كانت تمتلك الكثير من الأراضى فى منطقة الرمل بمنطقة "زيزينيا" الحالية.. وبعد مرور فترة من الزمن باع جزءاً من الأرض إلى الحكومة لمد خط السكة الحديد وهى ما تعرف حالياً بخط ترام الرمل وبعد مد الخط من قبل الحكومة فى ذلك الوقت بدأت المنطقة فى العمران وعرفها الناس وأقاموا بها فسميت المنطقة بحى "زيزينيا" نسبة إليه.
سان استيفانو
قصدت شركه ترام الرمل إطلاق هذا الاسم تخليداً لذكرى انتصار الصرب على الأتراك بمساعدة روسيا 1874 فى موقعة سان استيفانو وقد أقامت هذه الشركة فندقها الكبير الذى احتوى على 100 غرفة، ومسرح، وقاعة احتفالات وشاطئ خاص، وفى 1901 كان إيجار الغرفة بقيمة 25 قرشا، وكان معماره مستوحيا من عمارة عصر النهضة، وقد أشرف على بنائه "مير أميتدجيان" من كلية الفنون الجميلة فى باريس، وقام ببناء الفندق المهندس المعمارى بوجوس نوبار ابن نوبار باشا (رئيس وزراء مصر عدة مرات) وخريج Ecole Central فى باريس، والذى كان مفتونا بالمنتجعات السياحية الفاخرة والكازينوهات التى تطل على الشاطئ الفرنسى البلجيكى بين دوفيل فى فرنسا وأوستيند فى بلجيكا وافتتح الفندق فى 26 يونيو 1887، حيث قام بافتتاحه الخديوى توفيق.
جليم
نسبة إلى"جليمو نوبولو" وهو يونانى وأحد أعضاء المجلس البلدى لمدينة الإسكندرية.
جاناكليس
نسبة إلى الخواجة جاناكليس صاحب مزارع العنب ومصانع التقطير.
سابا باشا
نسبة لسابا باشا أول مدير مصرى للبوستة الخديوية ثم عين وزيراً للمالية.
سموحة
فى سنه 1924 جففت بحيرة الحضرة والتى كان اسمها أصلا ملاحة رجب باشا جد السفير حسن رجب وقام بتجفيفها جوزيف سموحة وهو يهودى عراقى
والذى وفد على مصر ليتاجر فى الأقمشة.
الأزاريطة
وهو اسم مشتق من الكلمة الإيطالية لإزاريطة -أى- الكازنتينا حيث كانت مقامة تلك المنطقة للحجر الصحى للقادمين من الشرق.
سوتر
ومعناها ( المنقذ) وقد أطلقته جزيرة رودس على بطليموس الأول جزاء مساعدته لها ضد الحصار الذى قام به الملك ديمتيريوس لمدة 15 شهراً.
السلسلة
كانت هناك سلسلة تمنع عبور المواطنين إلى حاجز الأمواج! وهناك تصور آخر لأصل هذا الاسم وهو وجود سلسلة من الجزر الصغيرة فى هذه المنطقة.
المنشية
وهو اصطلاح يطلق على المكان الرئيسى بالمدينة أو القرية أو المركز التجارى بها وقد أطلق هذا الاسم على هذا الحى، حيث كان هو مركز النشاط التجارى ووجود دور القنصليات على جانبى الميدان.
كوم الشقافة
والشقافة من شقفات الفخار المكسورة والتى كانت منتشرة على هذا التل، وهى مكان قرية راكوتس أصل الإسكندرية.
الورديان
نظراً لأن الجمارك كانت فى أيدى الإنجليز فقد كانوا يطلقون على المخازن "وارد" وتطورت إلى ورديان.
محرم بك
نسبة إلى محرم بك زوج تفيدة هانم ابنة محمد على وكان حاكما للجيزة ثم الإسكندرية ثم قائداً للأسطول المصرى سنه 1826 م.
المكس
من المكوس أى الجمارك وكانت تحصل فى هذه المنطقة للبضائع الواردة من الغرب.
باكوس
نسبة إلى باخوس إله الخمر، وهناك رأى آخر أن الاسم منسوب إلى أحد الأجانب واسمه باكوس وكان سمسارا فى تجارة القطن.
الحضرة
الرواية الأولى أنها منطقة للهو والمتعة وتقام فيها المسابقات كل 5 سنوات، واستمر هذا التقليد حتى أيام العرب فأطلق عليها اسم الحضرة ومعناها باللغة العربية مكان الحضور والاجتماع.
والروايه الثانية أنها أطلقت على اسم الأمبراطور هادريان منذ زيارته للإسكندرية وكانت مكانا لمعسكر جنوده.
رأس التين
بداية لحقول التين والتى يشتهر الساحل الشمالى بزراعته.
العجمى
نسبة إلى الشيخ محمد العجمى وتضم العديد من الأحياء، وهى الهانوفيل والبيطاش وسيدى كرير وأبويوسف والحديد والصلب والكيلو 21 وشهرزاد، و6 أكتوبر، والصفا، وأبو يوسف، وترجع تسمية شاطئ العجمى (البيطاش) إلى الكلمة القبطية (بى-تاش) والتى تعنى : الحدود, وشاطئ العجمى (بيانكى) نسبة إلى المواطن السويسرى اشيل بيانكى والذى أسس شركة بيانكى لمواد البناء وتقسيم الأراضى عام 1952 وشاطئ الهانوفيل نسبة إلى مدام هانو اللبنانية الأصل، وهى أول من أقام فى المنطقة وأسست فندقاً، وشاطئ سيدى كرير نسبة إلى سيدى كرير الجزائرى الأصل والذى جاء لتدريس علوم الدين وأقام فى المنطقة، وشاطئ أبوتلات نسبة إلى الأشقاء الثلاثة الذين كانوا يتملكون معظم أراضى المنطقة.
المندرة
عندما اشترى الخديو عباس حلمى الثانى منطقه قصر المندرة أقام فى مندرة أى حجرة عالية عن سطح الأرض للإشراف على إصلاحها وتمهيدها.
فيكتوريــا
نسبة إلى أنها كانت موقعا لفيكتوريا كوليدج علما بأن هذه الكلية بنيت أساسا فى الأزاريطة سنة 1901م فى عهد الملكة فيكتوريا ثم انتقلت إلى موقعها الحالى عام 1904
أبو قير
نسبة إلى الأب كير وهو قديس مسيحى ولد بالإسكندريه فى النصف الأخير واستشهد فى عصر دقلديانوى من القرن الثالث الميلادى ودفن فيها ولها اسم آخر فرعونى، وهو كنوب ثم تطور إلى كانوبوس وهو الذى عرفت به أيام البطالسه والرومان.
توجد بعض المناطق فى الإسكندرية مسماة بأسماء شيوخ فما أصل التسمية والشيخ:
القبارى
وتنتسب القبارى الى الشيخ الزاهد أبى القاسم القبارى المالكى السكندرى والمعاصر للدولتين الأيوبية والمملوكية وقد نشأ بالإسكندرية وعاش بها زاهداً متقشفاً وعرف بالقبارى نسبة إلى ثمار القبار وهو نوع من العنب التى كان يزرعهافى بستان ورثه عن أبيه وقد توفى عام 662 ه وقد قام الخديو سعيد باشا ببناء مسجد حول ضريحه عام 1860 م
سيدى جابر
نسبة إلى جابر الأنصارى وكان سيدى جابر شيخا عالما وورعا صالحا زاهدا أحبه الناس وكثر أتباعه ومحبوه وتلاميذه الذين ينهلون من علمه,كما اهتم الشيخ جابر الأنصارى باللغة العربية وخاصة النحو والصرف وذلك إلى جانب اهتمامه بشئون الدين. وقد كتب بعض المؤلفات، ومنها إيجاد البرهان فى إعجاز القرآن وكتاب كيفية السياحة فى مجرى البلاغة والفصاحة" وكتاب "الإعراب فى ضبط عوامل الإعراب"، ونشأ الشيخ الأنصارى فى الأندلس ثم سافر إلى فاس ببلاد المغرب ثم انتقل إلى طرابلس بليبيا ثم جاء إلى القاهرة ونزل ضيفا على أحد أبناءعمومته كنيته أبوالعباس وكان رجلا متصوفا فانضم اليه جابر الانصارى وتعلم منه فلما مات الشيخ أبو العباس انتقل الشيخ أبو إسحاق جابر الأنصارى إلى الإسكندرية وبنى له زاوية فى ضاحية الرمل تحولت فيما بعد إلى المسجد الحالى.
مينا البصل
تعتبر منطقة "مينا البصل" منطقة حديثة نسبياً، حيث لم يكن لها وجود تاريخى قبل أن تنشأ فى عهد والى مصر "محمد على باشا" حينما قام بتعمير "الميناء الغربى" وتوسعته وتعميقه لترسو فيه السفن بعد أن كانت ترسو بعيدة عنه، كما أذن للسفن الأوروبية بأن تدخل تلك الميناء بعد أن كان غير مباح لها منذ عهد "المماليك" أن ترسو سوى فى "الميناء الشرقى"، وبعدما وافق وأذن "محمد علي" بالرسو فى "الميناء الغربى" أخذت السفن الأجنبية تتوافد على الإسكندرية واتسعت حركة التجارة، وكانت الصادرات المصرية أغلبها من الحاصلات الزراعية التى أصبح يحتكرها "محمد على باشا" من خلال سياسة الاحتكار التى طبقها فى إطار محاولته النهضوية لبناء دولة عصرية، فكانت حينئذ من أهم المحاصيل الزراعية المصرية التى تصدر عن طريق هذا الميناء "البصل".
الكارانتينه
منطقة نشأت فى أعقاب إلغاء والى مصر "محمد على باشا" لمجلس الصحة العمومى عام 1839م والذى كان قد أنشأه كأول محجر صحى بمنطقة "الشاطبي" وأطلق عليه اسم "لازاريت" حيث أصبحت تنتسب إليه تلك المنطقة المعروفة حالياً باسم "الأزاريطة" بالقرب من الميناء الشرقى حيث انتقل الميناء الرئيسى للمدينة إلى الميناء الغربى وأنتقل إليه الحجر الصحى أيضاً، وبعد رحيل الوالى "محمد علي" لم يهتم خلفه "عباس الأول" بذلك النظام الصحي، حتى جاء "سعيد باشا" فاهتم بذلك الأمر حيث شكل فى عام 1854م مجلساً صحياً وألحقه بنظام الداخلية وذلك فى 21 أبريل عام 1857م، وجعل من حقه النظر فى الأمور الصحية من داخل البلاد، كما شكل لجنة للنظر فى الأمور البحرية الصحية (الكورنتينه) وكان لهذه المصلحة حرية اتخاذ أية إجراءات دون الرجوع للحكومة المصرية، كما كان أول تحديد لمهام كلا من المصلحتين فى عام 1858م حين أصدر الوالى "سعيد باشا" أمراً فى 23 شعبان عام 1273هـ لناظر الداخلية جاء فيه "رأينا من المناسب تفريق مجلس الصحة ومصلحة الكورنتينات المنضمين أحدهما إلى الآخر قبلاً وإدارة كل مصلحة يجب أن تكون على حدة، وبناء عليه يجب أن تبادروا بفصل كل منهما عن الآخر ويجلب شورى الأطباء لمصر وإقامتهم فيها"ولفظ "الكارانتينه" كما يطلق عليها الآن أو "كورنتينه" كما كان يطلق عليها حين تسميتها بذلك الاسم ذو أصل فرنسى (Quarantaine) ومعناه الشيء الذى يبلغ عدده تقريباً الأربعين نسبة إلى حجز المحجور عليهم صحياً لمدة تقارب الأربعين يومياً، وأطلق ذلك اللفظ لأول مرة على الحجر الصحى بفرنسا التى أصدرت قانوناً للكورنتينات فى الثالث من مارس عام 1822 م فى أعقاب ظهور الوباء الأصفر فى مقاطعة "كاتلونيا" فى أسبانيا، لتهتم أوروبا بذلك الأمر ليصبح أساس النظم الحديثة للمحاجر الصحية.
حجر النواتية
حجر النواتية مسمى غير مسبوق لإحدى مناطق الإسكندرية، والتى كانت إلى وقت قريب تعتبر من المناطق النائية بالمدينة، حيث تكونت من الوجهة الإدارية عام 1906م وكانت واقعة فى زمام "كفر سليم"، وهى فى كلتا الحالتين كانت تتبع مركز "كفر الدوار" بمحافظة البحيرة، وعندما توزع زمام "كفر سليم" عام 1931م على عدة نواح من مركز "كفر الدوار"، وأصبحت منطقة "حجر النواتيه" ناحية إدارية واقعة فى زمام "الصبحية" وتابعة لها من الوجهتين العقارية والمالية إلى أن فصلت "حجر النواتيه" كناحية مستقلة وضمت إلى الإسكندرية فى أبريل عام 1955م لتصبح تابعة لقسم شرطة "المنتزه" والذى أنشيء حديثاً فى ذات العام، وفى عام 1960م تم فصل منطقة "حجر النواتيه" لتصبح شياخة مستقلة عن قسم شرطة "المنتزه" وأضيفت إلى قسم شرطة "الرمل" لتصبح إحدى شياخاته المستقلة وللآن لتضم حالياً مناطق مكتظة بالسكان ومنها "البكاتوشي" و"جنايوتي" و"الصالحية" و"عزبة القلعة" و"عزبة سكينة"، وهى مناطق مستجدة لم تكن موجودة منذ سنوات قريبة لتشكل جميعها ما يعرف الآن بشياخة "حجر النواتيه"، أقيمت بها شركة (مصانع النحاس المصرية) والتى تأسست عام 1936م برأس مال مشترك بلغ 54 ألف جنيه أغلبه لعائلة "هرش" (سيجموند هرش وأدوين هرش) وعائلة "موصيري" (فيلكس نسيم موصيرى وهنرى موصيري) قبل أن يتم تأميمها فى أعقاب قيام ثورة يوليو 1952م مع بدء عقد الستينيات من القرن العشرين، ومن تلك الروايات التى ذكرها مؤرخاً بحجم وقيمة "المقريزي" نستطيع أن ندرك سبب إطلاق تلك التسمية على هذه المنطقة "حجر النواتية"، حيث يعود ذلك لاحتوائها على كميات ضخمة من الأحجار ومعدن الرصاص، وبتراكمها وكما يذكر بعض أهالى المنطقة تكون حجر ذو طبيعة خاصة أحتوى فيه ذلك الحجر على نسبة من معدن الرصاص والمعروف بكثافته الثقيلة، و"النواتيه" هم البحارة أو من يطلق عليهم فى اللغة "النوتيه" الذين كانوا يأتون لتلك المنطقة لجلب ذلك الحجر والرصاص لاستخدامه فى تسهيل عمليات رسو السفن والمراكب الخاصة بهم (وذلك بدلاً من الهلب حالياً) حيث يتم ربط الحجر والرصاص كثقل لاستخدامه فى ذلك، بمرور الوقت شاع عن المنطقة نتيجة أنها تحتوى على ذلك الحجر الذى يستخدمه "النواتيه" (البحارة والمراكبية)، لتشتهر المنطقة بذلك حيث يطلق عليها بمرور الوقت مسمى "حجر النواتية" ولتكتسب ذلك المسمى حتى الآن.
السرايا
يرجع مسمى تلك المنطقة بالفعل إلى وجود سراى كبيرة هامة، كانت من أولى السرايا التى بنيت فى منطقة "الرمل" على الإطلاق، فحتى عام 1858م وعلى الرغم من التطور الذى شهدته الإسكندرية فى عهد الوالى "محمد على باشا" وخلفائه من الولاة "عباس" ومن بعده "سعيد" ، إلا أن ضاحية "الرمل" لم تكن سوى صحراء تنتشر فيها الكثبان الرملية المتصلة وتتناثر فيها واحات صغيرة فقيرة يأوى إليها بعض الأعراب فى مواسم الأمطار ثم ينتقلون نحو الجهات الرطبة الخضراء جنوباً بمديرية "البحيرة" بحثاً عن مراع لأغنامهم وأبلهم، وكان وراء تلك الكثبان قرية صغيرة تسمى "الرملة" يعمرها قليل من السكان، وكانت الحكومة المصرية تعتبر تلك المنطقة من المناطق العسكرية التى لا يجوز لغير أهلها الانتشار فيها إلا بإذن خاص من السلطات ومع البدء فى تركيب "وابور مياه" رئيسى بالمدينة بعد أن صرح والى مصر "محمد سعيد باشا" بذلك عام 1858م لتنقية المياه وتوصيلها للمنازل، كل ذلك أدى إلى زحف العمران تدريجياً نحو الشرق حتى بدأت تلك القرى الصغيرة فى الالتحام بالمدينة الأصلية وضاحية الرمل، فكان الامتياز الذى تم منحه للسير "إدوارد سان جون فيرمان" فى 16 أغسطس عام 1860م، ليتم تأسيس شركة خاصة بذلك فى 16 إبريل عام 1862م تنازل لها السير "فيرمان" عن حق الامتياز مقابل منحه 30% من الأرباح ليتم فى سبتمبر من ذات العام مد أول قضبان حديدية بجهة (مسلة كليوباترا) ميدان "محطة الرمل" حالياً ليتم افتتاحه فى 8 يناير عام 1863م لينقل المواطنين بقطار واحد من الإسكندرية (محطة الرمل حالياً) إلى محطة "بولكلى" الحالية، كما غرس على جانبيه الأشجار المظللة فتشجع أفراد أسرته على بناء العديد من السرايات الأخرى بالرمل ومن أشهرهم "مصطفى باشا فاضل" ولى العهد فى بدايات عهد الخديوى "إسماعيل" وشقيقه، حيث بنى لنفسه سراى ضخمة من منطقة من مناطق حى "الرمل" حملت اسمه بعد ذلك بمسمى "مصطفى باشا" (والتى استخدمت كثكنات لجيش الاحتلال الإنجليزى بالإسكندرية فى أعقاب الأحتلال الإنجليزى لمصر عام 1882م وحتى جلاءهم عنها عام 1947م، وتشغلها فى الوقت الراهن قيادة المنطقة العسكرية الشمالية بمصطفى كامل)وتنتسب بذلك منطقة "السراي" الحالية إلى تلك السراى التى شيدها الخديوى "إسماعيل" لتصبح مقراً لإقامته فى "الإسكندرية" لتضاف بذلك إلى القصر الشهيرة فى منطقة "رأس التين" ، ولتصبح "سراى الرمل" هى المصيف الرئيسى للخديوي، حيث يجعل ذلك من تلك الضاحية "الرمل" المصيف الرئيسى للقطر المصري.
كفر عبده
من الغريب والعجيب أن تسمى أرقى منطقة بالإسكندرية وأكثرها هدوءاً وملاءمة للسكن حيث الفيلات والقصور بمسمى "كفر عبده"، فغالباً ما يرتبط ذلك المسمى المتعارف عليه "الكفر" بالمناطق الريفية فى القرى ليعبر عن تجمع ريفى لا حضرى، بينما فى مدينة "الإسكندرية" فإن منطقة "كفر عبده" تمثل الرقى والتميز، حيث يقطنها صفوة المجتمع السكندرى من مهنيين ورجال أعمال وكذلك العديد من الأجانب المقيمين وقناصل الدول الأجنبية ومنهم القنصل البريطانى وغيرهم ممن يجمع ذلك الحى وتلك المنطقة الهادئة المسماة "كفر عبده"، أما مسمى "كفر عبده" الذى تحمله المنطقة وشارعها الرئيسى فيرجع إلى عام 1951م أى قبل قيام ثورة يوليو عام 1952م، حيث كان "كفر أحمد عبده" أحد أحياء مدينة "السويس" والتى انتقل إليها الجيش البريطانى فى أعقاب توقيع معاهدة عام 1936م، وكان هذا الكفر "أحمد عبده" يقع ما بين وابور تكرير المياه الخاص بالقوات البريطانية فى مدينة "السويس" وبين معسكرات هذه القوات الواقعة شمال المدينة، فأرادت القيادة البريطانية أن تشق طريقاً يصل هذه المعسكرات مباشرة بوابور المياه دون أن تتوسطه مساكن الأهالى القائمة فى "كفر أحمد عبده" لتأمين وصول المياه لهذه القوات مع تصاعد العمليات الفدائية فى منطقة القنال فى تلك الفترة ضد قوات ومعسكرات الاحتلال البريطانى فى أعقاب إلغاء حكومة الوفد الوطنية بزعامة النحاس باشا لمعاهدة عام 1936م، أما فى الإسكندرية، وزيادة فى الكيد للإنجليز صدر قرار بتحويل مسمى المنطقة التى يقطن بها "القنصل البريطانى" بالإسكندرية وحيث كانت تقع "دار المندوب السامى" السابقة إلى مسمى "كفر عبده" حيث تم تغيير مسمى الشارع الرئيسى بالمنطقة من شارع "المارشال اللنبى" لحمل مسمى شارع "كفر عبده" ليذكر ذلك المسمى السكندريون بما تم من دولة ذلك القنصل القاطن فى تلك المنطقة.
منطقة كوم الدكة
لها تفسيران، أولها تفسير أن كلمة دكة مشتقة من اللفظ اليونانى دكى وتعنى 10 باليونانى ويقال إنها كانت مكان لاجتماع العشرة قضاة للفض فى المظالم.
التفسير الآخر أنها من كوم الدكة أو تلال الرمال اللى اتجمعت فى المنطقة بعد حفر محمد على لترعة المحمودية.
المصدر اليوم السابع
تعليقات
إرسال تعليق