أخبار مصر و العالم - اخبار الفن - اخبار الرياضة - الاقتصاد - المرأة و الطفل-اخبار الثقافه
الحصول على الرابط
Facebook
X
Pinterest
بريد إلكتروني
التطبيقات الأخرى
الاهرام : عمـرودياب .. 30 عاما من الموضة وليس الغناء
فشل فى أن يكون النجم العالمي الثاني بعد عمر الشريفهناك من يري في الكتابة الفنية الغنائية أنها غير ذات جدوى، ولا طائل منها، فهي بحسب ما يرى البعض، ملهاة للقارئ عن قضاياه الحساسة والمصيرية وهمومه الحياتية اليومية، فى ظل ما يحدث حاليا فى مصرنا الحبيبة، لكنه لا يدرك مدى تأثير الغناء على الإنسان، وقدرته على تغيير مزاجه وحياته - لو كان حقيقيا- فيما يرى آخرون أن لا فائدة ترتجى أصلاً من الكتابة، فى ظل جهل كثير من المطربيين الحاليين وعدم إلمامهم بأبسط قواعد الثقافة وهى قراءة الصحف اليومية.لكن ما دفعنى لكتابة هذا الموضوع شيئان، الأول أنه بعد ثورة 30 يونيو الرائعة يجب ألا يسكت أحد عن خطأ، أو تصحيح مفهوم شائع غير صحيح، ويجب أن نحاول التغييروإلقاء حجر فى البحيرة الراكدة، عل وعسى أن يصل ما نفعله لشخص واحد يقتنع بما نفعله فيحاول هو الآخر التغيير، وثانيا استفزازي مما يقدمه المغنى عمرو دياب الذى أخذ أكثر من حقه، أو بمعنى أدق أكثر مما قدمه للساحة الغنائية. عمرو تربع بلا شك على عرش الأغنية المصرية، وملأ الدنيا وشغل الناس بفرقعات غنائية تموت فور ولادة أخرى، ومن فترة قليلة طرح ألبومه الجديد « شفت الأيام»، والحقيقة أنه كعادة ألبومات دياب الأخيرة جاء مخيبا للآمال، ولا يحمل جديدا على مستوى الكلمات والألحان، حيث تشعر فور سماعك لأغنيات الألبوم إنك سمعتها من قبل سواء الكلمات التى لا تحمل اي جديد من حيث الأفكار والموضوعات، ولكنها كلمات تشبه « الطبيخ البايت» الذى لا طعم له ولا رائحة، وكذلك معظم الألحان، الحسنة الوحيدة في الألبوم التوزيع الرائع لعادل حقي وأسامة الهندي في بعض الأغنيات مثل» شفت الأيام»، «جماله»، «ونعيش»،»أيوه تغيرت»، والحقيقة إنتابتني حيرة شديدة، كيف يصبح هذا المغني هو رمزا للأغنية المصرية الحديثة، وهو لم يضف لغنائنا الشرقي شيئا حتى الآن، ــ باستثناء بعض أغنياته التى تعاون فيها مع الشعراء بهاء الدين محمد، والراحل مجدي النجار، ومدحت العدل،ــ ولكنه قدم لونا خاصا به، وليس بالضرورة أن يكون كل ما نسمعه من قول مصحوب بموسيقى يطلق عليه غناء، ولو نفينا عنه صفة الغناء، فهذا لا يعني أننا انتقصنا من شأنه شيئاً، فقد يصبح لوناً جديداً من التعبير، نظلم من يحترفه، حينما ندرجه ضمن مفهوم الغناء. ولأننا معنيون بالدرجة الأولى بفن الغناء العربي المتقن، فسوف نلاحظ أن ثمة بونا شاسعا وفجوة كبيرة، بين ما قدمه عمرو دياب عبر مشواره الفني وبين أصول الغناء العربي الأصيل، فمن أبجديات الأخير البديهية، علاوة على الكلمة الشعرية الجادة، واللحن العذب الملحن على المقامات الشرقية، يجيء الصوت الحسن في صدارتها، ولأننا لا نريد أن نتزيد أو نجنح نحو رأي متشدد، خشية أن نشق على مطربي اليوم، نقول إن الصوت الحسن المتكامل الأبعاد والجوانب الجمالية، من دون تنازل ولا نقصان، هو ذلك الصوت الذي يجيد أداء كل ألوان الغناء العربي، فلا يكفي أن يلتزم صاحب الصوت الذى يكون عادة على درجة من الجمال، بأداء لون معين وكفى، بل يتعين عليه أن ينجح في أداء كافة الألوان. ودياب لم يقدم غير لون واحد فقط هو الغناء العاطفي الإستهلاكي الذى قال عنه شاعر الشعب بيرم التونسي «يا أهل المغنى دماغنا وجعنا / دقيقه سكوت لله/ داحنا شبعنا كلام ماله معنى/ ياليل وياعين وياآّه». فالغناء الذى يتكلم عن العيون والشفايف والحب والهجر وغيرها من موضوعات الخصام والفراق والعودة والحنين، وهى موضوعات المفروض إننا انتهينا منها بعد رحيل العمالقة «أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب، وفريد الأطرش وعبدالحليم حافظ، ومحمد فوزي، حيث غنوا كل هذه الموضوعات، لكن بصورة أعمق آلاف المرات مما قدمه دياب وزملاؤه حتى الآن، رغم تغير الزمن، حيث كنا نطمح أن يعبر الغناء الحالي عما وصلنا إليه من تقدم وتكنولوجيا، وننتقل بالكلمات والألحان والتوزيع إلى آفاق آخرى من غناء يتناسب مع تاريخنا الغنائي الحديث الذى اقترب من 120 عاما. الأسطورة وربما هنا يسأل سائل ويقول : طالما أن عمرو دياب لا يملك ناصية الغناء الحقيقي فكيف حقق إذا أسطورته الغنائية وأصبح الهضبة؟! وأحتفل مؤخرا بمرور 30 عاما على إحترافه الغناء. والواقع أن هناك أكثر من سبب وراء تحقيقه هذه الأسطورة الغنائية الزائفة، أولها طموحه الشديد، فالطموح أهم عنصر من عناصر شخصيته، فهو يطمح دائما إلى الجديد، ويحاول تحقيقه، ويبذل أقصى جهده إلى حد المجازفة فى سبيل ذلك، فإذا تحقق طموح من طموحاته يولد طموح جديد يعمل على تحقيقه، وفى الطريق يمكن أن «يدوس» على كل من يقف فى طريق تحقيق طموحه، فالمتابع لمشواره يجد أنه تخلى عن كل الذين وقفوا معه فى بداية مشواره وساندوه أبرزهم الموسيقار هاني شنوده، والقاعدة التى يتبعها : « لازم تعرف أنت بتعرف أيه غيرك ما يعرفش يعمله»، لهذا أهتم بشكله وملابسه والإبهار فى حفلاته من حيث الشكل والاستعراضات. ثانيا غياب دور النقد الموسيقى المتخصص الذى يضع يده على الداء بتوضيح الحقائق، وأهمها أن هذا المغنى كان شابا لطيفا قدم نوعا من الغناء الخفيف الأقرب إلى المنولوجستات - بالمناسبة هذا نوع من الغناء كان مهما جدا فى حياتنا زمان وقبل أن يتحول معظم المغنين اليوم إلى منولوجستات ــ لكن غياب النقد الغنائي جعل من هذا الغناء الخفيف مدرسة ومثلا أعلى لكثير من المطربيين الذين أصبحوا اليوم يتسيدون الساحة الغنائية، وغاب الغناء الحقيقي! الذى يمثله هاني شاكر، وعفاف راضي، وعلي الحجار، ومحمد الحلو، ومدحت صالح، ومحمد ثروت، وأحمد إبراهيم، ونادية مصطفى وغيرهم ثالثا تخلي وزارتي الإعلام والثقافة سابقا،وحاليا، عن دوريهما فى تقديم كل ما هو جاد وموهوب والعمل على صناعته والوقوف بجواره ومساندته وتقديمه بكثافة للجمهور، وفرضه على الناس، كما حدث فى منتصف السبعينات مع المطربة المعتزلة ياسمين الخيام، عندما تبنتها السيدة جيهان السادات زوجة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وأصبحت مطربة لها شأن كبير بما كانت تملكه من إمكانيات صوتية، لكن المسئولين فى وزارة الأعلام للأسف تبنوا نوعا مضللا من الإعلام، وروجوا خلال الـ 30 عاما الأخيرة لكل ما هو سطحي فى كل مجالات الفنون سواء سينما أو مسرحا أو غناء، لتغييب وعي الجمهور المتلقي، والحقيقة أنهم نجحوا فى ذلك،وتركوا أصوات مهمة وجيدة مثل هدى عمار،ومها البدري، وريهام عبدالحكيم، ومي فاروق، ورحاب مطاوع، ونيللي زيدان، وأميرة أحمد، وغيرهم يتهن ويتساقطن في الطريق. الموضة على مدى مشواره اهتم عمرو بتقديم أحدث الموضات فى الأزياء و»التاتو» وتسريحة الشعر، وإبراز عضلاته، وإسقاط البنطلون عن وسطه، ونجح فى ذلك بحيث جعل كثيرا من الشباب يقومون بتقليده، وحتى نكون منصفين ونعطي لذى حق حقه، فإننا نقول أنه أيضا نجح فى تقديم ــ بعد أن أصبح نجما شهيرا ــ أشياء جديدة للأغنية تتمثل فى مواكبة أحدث أنواع الموسيقى، وتقديم شعراء وملحنين وموزعين جدد للساحة، وكان يحلم بأن يكون النجم المصري العالمي الثاني بعد عمر الشريف لكنه فشل فى ذلك، وظهر مطربيين من الشباب الجدد حققوا أكثرمما حقق فى المجال العالمي، وتردد إسمهم فى المحافل العالمية. البداية بداية عمرو دياب مع الغناء لم تكن تنبأ بأنه سيصبح الهضبة، حيث بدأ مشواره الغنائي فى بداية الثمانينات وبالتحديد عام 1981 حيث كانت الساحة الغنائية تمتلئ بشباب المطربيين الذين يمتلكون أصواتا قوية عذبة مثل «هاني شاكر، محمد ثروت، محمد الحلو، علي الحجار، محمد منير، سوزان عطية، إيمان الطوخي،سميرة سعيد، عزيزة جلال، ميادة الحناوي،عفاف راضي، توفيق فريد، زينب يونس،عماد عبدالحليم، فضلا عن وجود العمالقة القدامى أمثال نجاة، فايزة أحمد، شادية، وردة، عليا ، وغيرهم. لكن إصراره وطموحه وحبه لأغنيات وطريقة محمد فوزي وعبدالحليم حافظ جعله يترك مدينة بورسعيد حيث كانت تسكن أسرته، وقدم إلى القاهرة للإلتحاق بمعهد الموسيقى العربية بناء على نصيحة الموسيقار هاني شنودة الذى سمعه بالمصادفة أثناء غنائه مع فرقة « الشياطين» التى كونها هناك، وكان يغنى معها فى النوادي والأفراح، وطلب منه نقل نشاطه للقاهرة. وفى القاهرة لم يكن المشوار سهلا ولا بسيطا، فقد عاش أشقى سنوات حياته من 1981 وحتى 1985، حيث عانى من الفشل المتكرر، وكان أول فشل صادفه عندما رفضته لجنة الاعتماد فى الإذاعة، والتى كانت مكونة من الموسيقار محمد الموجي، وحلمي بكر، والدكتور يوسف شوقي، حيث كان يغلب على غنائه اللهجة البورسعيدية، ويومها أعطوه فرصة ستة أشهر ليواصل التدريب والتخلص من «اللكنة» البورسعيدية، وبعد مرور الشهور الستة عاد لهم وغنى لهم دعاء دينيا فتم إعتماده مطربا فى الإذاعة المصرية. لكن سعادته لم تكتمل فبعد طرح ألبومه الأول « يا طريق» عام 1983 الذى تعاون فيه مع الموسيقار هاني شنوده، وعزمي الكيلاني، وكتب كلماته عبدالرحيم منصور، وعصام عبدالله، وتكلف حوالي 45 ألف جنيه، فشل هذا الألبوم، لأنه كان سابقا لعصره من حيث الكلمة واللحن والتوزيع، وكان أجمل ما حدث فى هذا الألبوم أنه قابل زوجته الأولى الفنانة شيرين رضا أثناء تصويرها لأول إعلان عن الألبوم وبعدها سافرت، وبعد عودتها تم زواجهما عام 1989 واستطاعت هذه الفنانة أن تحدث له نقلة حقيقية فى طريقة ملبسه، ومتابعة خطوط الموضة، كما علمته « الإتيكت». ورغم صعوبات البدايات التى عانى منها والتى كان يتنقل فيها من بيت أحد زملائه لبيت زميل آخر، والتى جعلت خطيبته الأولى « إيناس شاهين» شقيقة النجمة إلهام شاهين تتركه، لكنه أصر على النجاح، فذهب للغناء فى شارع الهرم، وفجأة لاحت له فى الأفق بادرة أمل عندما أتيحت له الفرصة للغناء فى حفل ختام مهرجان القاهرة السينمائي، لكنه حقق فشلا جديدا حيث لم يستطع لفت الأنظار إلى موهبته، وسخروا منه وأطلق عليه البعض « المطرب العجالي» نظرا لزيادة وزنه، وارتدائه بدلة واسعة اقترضها من أحد زملائه. ونظرا لتكرار الفشل وندرة موارده المادية اضطر لترك الدراسة فى معهد الموسيقى العربية، وهو فى السنة الثالثة ليتفرغ لبناء عمرو دياب المغني، وكانت على موعد مع النجاح مع ألبوم «ميال» فى نهاية الثمانينات الذى حقق نجاحا ساحقا رغم بساطة الكلمات والألحان، وبدأ المشوار الذى قدم من خلاله مجموعة من السهرات التليفزيونية منها « الثانوية العامة»، فوازير شريهان، مسلسل « ينابيع النهر»، وغنى أكثر من تتر منها «المكتوب على الجبين» و»بلاد السعادة»، وفى السينما قدم عدة أفلام هى» السجينتان» و» العفاريت» و» آيس كريم فى جليم» و» ضحك ولعب وحب»، وكل هذه التجارب التمثيلية فشلت ولم تحقق له أي نجاح، لكن هذا لا يمنع أن فيلم « آيس كريم» كان مليئا بأغنيات مختلفة متميزة لم يقدمها عمرو سابقا ولا حتى لاحقا.
تعليقات
إرسال تعليق