وضعنا على "سكة السلامة" مرورًا بـ"السبنسة" ليصل "كفر البطيخ".. روائع سعد الدين وهبة تتجدد في ذكراه

الراحل سعد الدين وهبة ورفيقة دربه القديرة سميحة أيوب

تُصادف في هذه الأيام التي تشهد فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الـ 36 ذكرى الأديب والعملاق المسرحي سعد الدين وهبة الذي تولى مسئوليته في ١٩٨٥ حيث احتل مهرجان القاهرة خلال هذه الفترة مكانة عالمية، إلى أن توفى في ١١ نوفمبر ١٩٩٧. 
وقد كانت القضايا الاجتماعية فى مسرحيات سعد الدين وهبة شاهدة على التحولات الاجتماعية والسياسية التى أحدثتها ثورة 1952، إذ جاءت معبرة عن هذا الواقع الجديد بما عكسته من صور التعبير عن الحياة الاجتماعية الجديدة والتحولات السياسية التى مرت بها بلادنا، مما إلى تسجيل كثير من القضايا التي شغلت اهتمامه. 
ويعد مسرح سعد الدين وهبة مسرحاً واقعياً من حيث الشكل والمضمون، حيث جاءت مسرحياته "المحروسة والسبنسة وكوبرى الناموس وكفر البطيخ وأحذية الدكتور طه حسين" مملؤة بقضايا الصراع ، حيث سعى وهبة فى الكثير من أعماله المسرحية إلى ضرورة الثورة على القيم البالية السلبية، وسعى إلى ضرورة تحقيق قيم إيجابية، قيم تنادى بضرورة التغيير والقضاء على سلبيات الماضى، كما ظهر ذلك جليًا فى أعماله الأولى منذ مسرحيته الأولى " المحروسة " وصولاً إلى " سكة السلامة " 1967 م. 
واهتم سعد الدين وهبة الذي ولد في قرية دميرة مركز طلخا محافظة الدقهلية وتخرج في كلية الشرطة عام 1949، وعمل ضابطا بالشرطة، ثم تخرج في كلية الآداب قسم فلسفة عام 1956 من جامعة الإسكندرية، من خلال مسرحياته: كفر البطيخ والمحروسة والسبنسة وسكة السلامة، برصد أبعاد القضية الاجتماعية التى تمركزت حول محاولة إظهار جوانب الظلم الاجتماعى الواقع على فئات الشعب المصرى، سواء الفلاحون أو أبناء المدينة. 
ومن خلال هذه المسرحيات التى تركز على إبراز القضية الإجتماعية " يصور إنسانية الإنسان الضائعة فى عوالم النفاق والاستغلال الطبقى ممثلة فى : " المحروسة، و كوبرى الناموس، وسكة السلامة ، وبير السلم ". 
تأثر سعد الدين وهبة كثيراً فى مسرحه، وفى أسلوب معالجته لقضاياه الاجتماعية، بمسرح هنريك إبسن وبرنارد شو وتشيخوف، وهو ما جعل الدكتورالراحل سمير سرحان يصف مسرحياته ومسرحيات نعمان عاشور بقوله: "إن هذه المسرحيات جمعت بين أسلوب المسرح الواقعى الاجتماعى الحديث من خلال بناء واقعى يعتمد على العرض فالأزمة فالانفراج، ومن خلال موضوع معاصر وشخصيات معاصرة". 
وبرغم المسرح الجاد والواقعي الذي قدمه سعد الدين وهبة، لا ينبغي أن نغفل روح الفكاهة التى سيطرت عليه فى مسرحياته الأولى. 
وإلى جانب المسرح الواقعي، كان للسينما نصيب كبير من عقل وفكر الراحل سعد الدين وهبة فقد قام بكتابة السيناريو والحوار لعدد من الأفلام السينمائية والأعمال التليفزيونية منها: زقاق المدق، أدهم الشرقاوي، الحرام، مراتي مدير عام، الزوجة الثانية، أرض النفاق، أبي فوق الشجرة، أريد حلا، آه يا بلد آه، السبنسة، قصور الرمال، بابا زعيم سياسى. 
وجدير بالذكر أن الفنانة القديرة سميحة أيوب زوجته رفيقة دربه، قامت ببطولة العديد من أعمال الراحل.



المصدر بوابة الاهرام

تعليقات

المشاركات الشائعة