مريم فخر الدين ملكة جمال الشاشة تألقت فى الأدوار الرومانسية والمركبة والكوميدية

تتساقط نجمات الزمن الجميل كتساقط الورود الجميلة فى بستان الزهور، ومثلما غنى الفنان محمد فوزى من قبل قائلا: «حكم الزهور زى الستات لكل لون معنى ومغنى»، فإن الفنانة الكبيرة الراحلة مريم فخر الدين كان لها معنى ومغنى و لونا مميزا وطريقة مختلفة فى الأداء عن كل نجمات جيلها، فلو كانت هند رستم أفضل من قدم الإغراء، فإن مريم فخر الدين كانت خير من قدم الرومانسية البريئة فى السينما المصرية، إلا أن الراحلة كانت بعيدا عن الكاميرات مختلفة عن الشكل الذى عرفت به فى السينما من رومانسية وحب وهيام، وهى نفسها التى أكدت ذلك فى أكثر من حديث صحفى وتليفزيونى، حينما كانت تتحدث عن حياتها العاطفية. اشتهرت الراحلة فى السينما المصرية وخاصة فى فترة الخمسينيات والستينيات بأدوار الفتاة الرقيقة الجميلة العاطفية المغلوبة على أمرها وأحيانا كثيرة الضحية فى العلاقة العاطفية، وربما فيلمها الأول الذى قدمته عام 1951 «ليلة غرام» جعل المخرجين يحصرونها فى دور الفتاة الرومانسية، ولكنها نجحت من حين لآخر أن تخرج من هذه الشخصية النمطية التى برعت فيها تماما، ولم يستطع أحد منافستها فيها. انقسم عمرها الفنى لمرحلتين، مرحلة الشباب والحيوية والتألق والجمال فى الأدوار الرومانسية التى يعتبر فيلم «رد قلبى» من أهم أعمالها الذى منحها لقب إنجى السينما المصرية وملكة الرومانسية وحسناء الشاشة، واستمرت الراحلة بوجهها الملائكى ورومانسيتها المفرطة تقدم أدوار الفتاة الرومانسية وفتاة أحلام الشباب فى أفلام كثيرة، لكنها استطاعت بعذوبة طبائعها وأحاسيسها العالية أن تلعب مختلف الأدوار، فمثلت دور الفتاة الساذجة الطيبة المغلوبة على أمرها فى فيلم «اللقيطة» ودور الفتاة الارستقراطية فى أكثر من عمل منها «رد قلبى وحكاية حب» ودور الفتاة الفقيرة من الطبقة الكادحة، ولكن الرومانسية فى كل أدوارها لا تغيب عنها. بعد تقدم العمر جاءت المرحلة الجديدة فى حياة النجمة وهى بالتحديد فى فترة مطلع السبعينيات، فقد اختلفت بحكم السن أدوار مريم فخر الدين على الشاشة، وأصبحت تقوم بأدوار مختلفة تماما كدورها الشهير فى فيلم «الأضواء» عام 1972 وقبله دور الأم فى فيلم «بئر الحرمان» عام 1969 وبعد زواجها من فهد بلان عملت معه فى بعض الأفلام، ولكنها بعد الانفصال عادت إلى مصر لتأخذ مكانها إلى الآن فى أدوار الأم الجميلة بتجسيدها دور الأم أو الجدة أحيانا، وهذه المرحلة غلب عليها الطابع الكوميدى أحيانا، ونذكر من تلك الأفلام دورها فى فيلم «يا تحب يا تقب» مع فاروق الفيشاوى وفيلم «النوم فى العسل» مع عادل إمام. ويبدو أن أداءها السهل الممتنع البسيط المائل إلى الرومانسية حرمها من المسرح الذى يحتاج نوعية معينة من الممثلين يتمتعون بالمبالغة فى الأداء والحركة والفعل ورد الفعل، فلم تقف الراحلة نهائيا على خشبة المسرح، أو ربما لم يعرض عليها العمل بالمسرح أو عرض عليها ورفضت مثلها مثل الكثير من نجمات السينما كهند رستم وفاتن حمامة. 


المصدر اليوم السابع

تعليقات

المشاركات الشائعة