الكرملين يطالب لندن بالاعتذار فى قضية الجاسوس.. و ماى فى موقف محرج
المصدر الأهرام . ahram.org.eg . أخبار العالم
بعد اعتراف مختبر بريطاني بعدم وجود دليل ضد موسكو
حالة من الحرج تعيشها بريطانيا أمام المجتمع الدولي بعد فشلها في الكشف عن دليل يثبت تورط روسيا في تسميم الجاسوس المزدوج سيرجي سكريبال، فقد طالب الكرملين أمس لندن أمس»بالاعتذار» عقب اعتراف المختبر العسكري البريطاني الذي حلل المادة المستخدمة في تسميم سكريبال بأنه لا يملك دليلا على أن روسيا هي مصدر تلك المادة، الأمر الذي شكل ضغوطا داخلية وخارجية متزايدة على الحكومة البريطانية لكشف المزيد من الأدلة التي قادتها على اتهام موسكو بالوقوف وراء هذا الحادث.
في موسكو، نقلت وكالات الأنباء الروسية عن ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين قوله إن»وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون الذي اتهم الرئيس فلاديمير بوتين ورئيسة الوزراء عليهما بشكل أو بآخر مواجهة زملائهما في الاتحاد الأوروبي، وعليهما بشكل أو بآخر تقديم اعتذاراتهم إلى روسيا».
وبدوره ، اتهم سيرجي ناريشكين رئيس جهاز المخابرات الخارجية الروسي بريطانيا والولايات المتحدة بتدبير هذا الحادث الذي وصفة بـ»العمل الاستفزازي»الذي أعده الجانبان بفجاجة.
وحذر ناريشكين خلال مشاركته بمؤتمر دولي حول الأمن في موسكو من أن تصرفات واشنطن تجاه روسيا تشير إلى أنه من الممكن الحديث عن عودة الحرب الباردة، قائلا : «وصل الأمر إلى مستوى معين وأصبحت له خصائص سخيفة بحيث من الممكن الحديث عن العودة إلى الأوقات المظلمة للحرب الباردة».
وأكد أيضا أنه على موسكو ودول الغرب أن تتجنب خطر تصعيد الأزمة الحالية بينها إلى مستوى يشبه أزمة الصواريخ الكوبية، وأضاف: «من المهم وقف المزايدات غير المسئولة، ووقف استخدام القوة في العلاقات بين الدول لتجنب وصول الأمور إلى أزمة صواريخ كوبية ثانية»، في إشارة إلى أزمة عام ١٩٦٢ بين الاتحاد السوفييتي السابق والولايات المتحدة التي كادت أن تتسبب بنشوب حرب نووية.
وجاءت هذه الضغوط الجديدة بعدما اعترف جاري آيتكنهيد رئيس المختبر العسكري البريطاني في منطقة»بورتون داون»بأنه لا يملك دليلا على أن المادة المستخدمة في الهجوم على سكريبال مصدرها روسيا، وأضاف قائلا:»تأكدنا أن الغاز هو نوفيتشوك وأنه من النوع العسكري»، لكن «لم نتمكن من تحديد مصدره». كما تجددت الضغوط الداخلية أيضا على حكومة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي التي دعاها جيرمي كوربن زعيم حزب العمال أمس إلى الكشف عن الأدلة التي قادتها لإتهام موسكو.كما دعا خبراء بريطانيون في الأسلحة الكيمياوية الحكومة إلى كشف المزيد من الأدلة التي لديها، محذرين من أن التحالف الدولي الذي شكلته لندن للضغط على موسكو يتعرض للتقويض بعد تقرير المختبر العسكري البريطاني في «بورتون داون».
وكشفت مصادر أوروبية مطلعة أن حكومة ماي تتعرض أيضا لضغوط من قبل دول أوروبية حليفة لكشف المزيد من الأدلة المخابراتية التي تفيد تورط موسكو في الهجوم على سكريبال. وذكرت المصادر أن الضغوط تأتي بصفة خاصة من ألمانيا وفرنسا، وأن اتصالات على مستوى عال تمت خلال الساعات الماضية بين مسئولين من البلدان الثلاثة بعد مفاجأة نتائج تقرير المختبر البريطاني.
في المقابل، أصرت لندن على الدفاع عن موقفها في هذه المسألة، حيث هاجمت اقتراحا روسيا لإجراء تحقيق مشترك في الهجوم، واعتبرته محاولة لتحويل الانتباه عن القضية.
وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية إن الأبحاث التي تمت في المختبر البريطاني لا تشكل سوى «جزءاً من المعلومات» التي تملكها الحكومة.جاء ذلك خلال اجتماع طارئ لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي لبحث الحادث ذاته بطلب روسي.
تعليقات
إرسال تعليق