أقباط سيناء.. عندما تصبح «الديانة» جريمة.. مسيحيو شبه الجزيرة يخرجون من ديارهم هربا من «قطعان التكفير»
نفلا عن اليومى..
يمارسون شعائرهم الدينية سريًا، ولا يجهرون بطقوسهم خوفًا من التكفيريين الذين يتربصون بهم الدوائر، فإذا أرادوا الصلاة استيقظوا قبيل الفجر، ولاذوا بكنائسهم، فتعبدوا وخرجوا فى جنح الظلام إلى بيوتهم.
هكذا يعيش الأقباط فى سيناء، منذ أن صارت الكلمة هناك للجماعات المتطرفة، ومنهم من قضى نحبه على أيادى التطرف والإرهاب، ومنهم من هجر الديار هاربًا من الذين يريدون إقصاء الكل ويعلنون الحرب على الكل.
أحد أقباط العريش، يتحدث عن المأساة قائلا: كثير من الأقباط هجروا منازلهم، وتركوا بيوتهم هربا من الجماعات المتطرفة التى تناصبهم العداء، وتوجه أسلحتها إلى نحورهم. ويقول الرجل الخمسينى الذى يرفض بشدة الإفصاح عن اسمه: «يطلق المتشددون على الأقباط الكثير من الشائعات حتى يصير قتلنا حلالا، ومن الشائعات أننا نمارس التبشير أو نتحرش بالمسلمات وما إلى ذلك من أكاذيب، وهكذا يصنعون الكراهية». ومما يؤكد خطورة الوضع فى سيناء أن القس يوسف صبحى هجر كنيسة رفح بعد تلقيه تهديدات بالقتل والذبح على غرار قس العريش الذى قتل رميا بالرصاص. أسوأ من هذا وذاك هو ما تعرض له «ديمترى شوقى دميترى» 51 عاما، حيث خطفت الجماعات المسلحة ابنه منتصف رمضان الماضى، لمدة 8 أيام.. وتلقى شوقى تهديدا فإما دفع فدية 150 ألف جنيه أو قتل ابنه وإرسال جثته له.
ويقول ديمترى الذى هجر العريش ويعيش فى إحدى المحافظات هو وعائلته: « قبل عيد الفطر بـ 10 أيام، فوجئت باتصال هاتفى من مجهول يبلغنى بخطف ابنى ويطلب دفع 150 ألف جنيه فدية».
ويتابع: «وقتها عشنا الموت أحياء، أصبنا بحالة من الهلع والجنون، والدته لم تتوقف عن البكاء وتلاوة الصلوات، ولم نستطع إلا رهن البيت الذى نملكه لدفع الفدية».ولم يتردد ديمترى عن اتخاذ قرار الهرب من العريش، بعد أن أصبح هذا هو حال كل القادرين على اختيار بدائل أخرى، أما محدودو الرزق فليس أمامهم إلا القبول بالأمر الواقع وانتظار القمع فى كل لحظة.
ويرفض «ن.ج» ترك العريش حتى بعد تلقيه العديد من التهديدات ونشر الشائعات حول سلوكه بأنه يمارس التبشير، حيث يقول: «ولدت هنا وسأعيش هنا ولا توجد قوة على الأرض بوسعها أن تخرجنى من مكانى».
ويؤكد «المواطن المصرى القبطى» أن الجماعات الإرهابية تريد طرد الأقباط لإقامة الإمارة الإسلامية التى يريدون أن تحارب الدولة، ولا يستبعد فى الوقت نفسه أن تحدث جرائم تطهير دينى واسعة النطاق خلال الأسابيع المقبلة ما لم تتول الدولة مسؤولية حفظ الأمن فى سيناء.
ويعتبر الموقع الجغرافى لسيناء وصعوبة تضاريسها بوجه عام سلاحا ذا حدين، فوجود سلاسل جبلية، واتساع مساحة المدن وكثرة مداخلها وشوارعها، يجعل تأمينها عملية صعبة، ما يسهل على الإرهابيين تنفيذ عملياتهم.
ويقول «م.ن» رب أسرة هارب من شمال سيناء، بعد تكرار حوادث القتل: «بعد أسبوع من عزل الرئيس محمد مرسى منعنا من الصلاة فى الكنائس، كنا نتلقى تهديدات فى حال ذهابنا للكنيسة سينكل بنا، لذا اضطررنا لممارسة الصلاة سريا نبدأها من السادسة صباحا وننهيها قبل استيقاظ الناس».
ويضيف: «خفضنا عدد الصلوات فى الأسبوع لتتقلص إلى مرة واحدة فقط، والأمر واضح رغم أن الحوادث فى ظاهرها بلطجة ولكن المتطرفين.
ويقول «م.ك» الذى كان موجودا فى غسل قس رفح: «علاقتنا طول العمر طيبة بالمسلمين فى العريش، لماذا لم يتم اضطهاد الأقباط إلا بعد عزل الرئيس الإخوانى؟».
المصدر اليوم السابع
تعليقات
إرسال تعليق