قضية اليوم يكتبها : أحمد البرى .. الفصل الأخير لحركة تمرد !

عندما تشكلت حركة "تمرد"بهدف جمع توقيعات من الملايين لإجبار الرئيس المعزول محمد مرسى على إجراء انتخابات مبكرة ، كان الجميع يعلقون أمالهم على أنها "لسان حالهم "، وفقا لما أعلنه مؤسسوها من قبل ،ولما دارت الأيام واستجابت القوات المسلحة لإرادة الشعب ،وتم اعلان خريطة المستقبل التى ارتضتها كل القوى الوطنية ،كان على حركة تمرد أن تظل على موقفها ومبادئها الداعمة للإرادة الشعبية،ولكن للأسف الشديد انفرط عقدها ،وراح كل عضو فيها يتحدث بلسانه فاستقال منها من استقال ، وتفكك العديد من مكاتبها فى المحافظات ، وهاهو حسن شاهين أحد مؤسسيها يعلق على أحكام القضاء فيما يتعلق بأحد الناشطين السياسيين دون الاخرين المتهمين فى القضية نفسها،حيث وصف قرار محكمة جنح عابدين ، بحبس الناشط السياسى أحمد دومة ثلاث سنوات فى قضية تنظيم تظاهر دون إخطار بأنه شىء من "العار"،قائلا إن دومة شارك فى فضح نظام الإخوان، وساهم بكل ما يملك فى إسقاط هذه الفاشية وساعد فى قيادتهم إلى السجون..وقد أثارت كلماته غضب من قرأوها،وتركزت معظم التعليقات فى الهجوم بالتراشق والألفاظ بعد طلب تمرد ـ على لسانه ـ الإفراج عن دومة والذى اعتبروه صادما ومخيبا للآمال، وذهب البعض إلى أن الحركة دورها انتهى من الآن، ولا مكان لها فى الحياة السياسية. 
وكانت محكمة جنح عابدين ـ برئاسة القاضي أمير عاصم ـ قد قضت بمعاقبة كل من‏:‏ أحمد ماهر‏,‏ وأحمد دومة‏,‏ ومحمد عادل النشطاء السياسيين‏,‏ وأعضاء حركة‏6‏ أبريل‏,‏ بالحبس‏3‏ سنوات مع الشغل والنفاذ‏,‏ ورفض الدفع المقدم من محامي المتهمين بعدم دستورية قانون التظاهر‏.‏ 
كما قضت المحكمة بوضعهم تحت مراقبة الشرطة لمدة مساوية, وتغريم كل واحد منهم مبلغ50 ألف جنيه, لإدانتهم بإرتكاب أحداث محكمة عابدين التي وقعت أخيرا, وتضمنت اعتداءات علي قوات الشرطة المكلفة بتأمين المحكمة،وفور النطق بالحكم ردد المتهمون الهتافات المناهضة للقوات المسلحة, وكذلك هتاف الثورة مستمرة. 
وكانت النيابة العامة قد أسندت إلي النشطاء الثلاثة تهم الاشتراك في تنظيم مظاهرة دون إخطار السلطات المختصة مسبقا, بالمخالفة لقانون تنظيم التظاهر الجديد, واستعمال القوة والعنف, والتعدي بالضرب علي موظفين عموميين, هم قوات الأمن المكلفة بتأمين مقر محكمة عابدين, وإحداث إصابات بهم, والتجمهر, وتعطيل المواصلات, والبلطجة, وإتلاف منقولات. 
## لقد كان على حركة تمرد أن تربأ بنفسها عن الخوض فى مسائل متعلقة بأحكام القضاء ،وألا تنتقى من المتهمين من تشاء للدفاع عنهم دون الأخرين ..لكن التطلعات الشخصية لأعضائها هى التى تسيطر عليهم ،ولذلك يسعى كل منهم لتحقيق ما يطمح اليه من مكاسب ،أما الحركة نفسها فمن الواضح أن مؤسسيها يكتبون الان الفصل الأخير فيها. 


المصدر بوابة الاهرام