ياسر سعد القيادى بتنظيم «الفنية العسكرية» المتطرف لـ«اليوم السابع»:الإخوان أول من ابتدعوا قلب نظام الحكم بقوة السلاح.. و«البنا» أسوأ ظاهرة شهدتها مصر فى العصر الحديث.. والتيار الإسلامى أكذوبة

المشير السيسى أكثر شخص يعرف حقيقة التيار الإسلامى لذلك ندعمه رئيساً لمصر..
الشيخ ياسر سعد، رغم أنه اسم لم يتردد كثيرًا فى وسائل الإعلام، فإنه يحمل الكثير والكثير من الأسرار والمفاجآت حول جماعة الإخوان التى يعتبر نفسه جنديًا فيها، فضلاً على انتمائه للتيار الإسلامى بشكل عام، حيث وصل «سعد» إلى درجة من الأهمية داخل تنظيم «الفنية العسكرية» بعدما شغل منصب أمير مجموعة داخل التنظيم.

شارك «سعد» فى أول محاولة من التيار الإسلامى لتنفيذ انقلاب عسكرى ضد السادات، ففى يوم 18 إبريل 1974 بعدما اقتحم عدد كبير ممن أقنعوا أنفسهم بأنهم يعلون كلمة الله، مستودع كلية الفنية العسكرية، واستولوا على أسلحة بقيادة د. صالح سرية، الفلسطينى الأصل، واستهدفوا قتل الرئيس أنور السادات من أجل إعلان ولادة جمهورية مصر الإسلامية، لكن هذه المحاولة فشلت، وعرفت فيما بعد بـ«تنظيم الفنية العسكرية».

الشيخ ياسر سعد، القيادى الجهادى، شارك فى هذا التنظيم، وتم إلقاء القبض عليه، لكنه حصل على براءة، وسرعان ما شارك فى عملية أخرى، وقبض عليه أيضًا، وحكم عليه بالسجن 15 عامًا.


فى البداية عرفنا بنفسك؟

- أول قضية اتهمت فيها كانت تابعة للتيار الإسلامى هى قضية الفنية العسكرية، وهذه القضية تحرك فيها صالح سرية، الكادر الإخوانى، من العراق، وجاء إلى مصر، والتقى زينب الغزالى وكثيرًا من جماعة الإخوان، والتقى المرشد العام للجماعة آنذاك حسن الهضيبى، وعرفته زينب الغزالى بمجموعة كانت قد بايعت من قبل المرشد حسن الهضيبى، ونحن أدبياتنا هى أدبيات الإخوان، ولم نختلف عنهم فى شىء، ولم يطلق علينا فى هذا الوقت اسم تنظيم الجهاد، وكنا نعتبر أنفسنا «إخوان مسلمين»، فقراءتنا كانت الرسائل، وأركان البيعة العشرة، والظلام، ومعالم على الطريق لسيد قطب، وأى كتابات خارجة من الإخوان كنا نقرأها، والمشايخ الذين كنا نتردد عليهم كانوا تابعين لجماعة الإخوان، مثل الشيخ محمود عيد، شيخ الإسكندرية المفوه، وكان يخطب صلاة الجمعة بمسجد السلام بالإسكندرية، وكان يؤمّنا فى صلاة الفجر بمسجد اسمه مسجد «درويش»، وهذا المسجد كان قريبًا من منزلى، وقد تعرفت فيه على طلال الأنصار، المتهم المشهور فى قضية الفنية العسكرية، فأدبياتنا كانت أدبيات الإخوان المسلمين، حتى إن كتابات صالح سرية كانت ترسخ فكرة أن الإسلام يقوم بالانقلاب أسرع وأسهل من أن يقوم بثورة، فالانقلاب على السلطة بالسلاح فى الأصل كان فكرة الإخوان.


هل صالح سرية هو من جعلكم تسعون للانقلاب على أنور السادات، رئيس مصر آنذاك؟

- نحن كجنود لجماعة الإخوان المسلمين ليس لينا أن نفكر أكثر من أننا نسمع ونطيع، فصالح سرية جاءنا بهذه الفكرة، فهو كان مبعوث الإخوان المسلمين لنا، وكنا نتعامل معه على أنه «إخوان مسلمين»، وكان يهمنا فى هذه المسألة مرشد الإخوان آنذاك حسن الهضيبى، لذلك كنا نرى أن الهضيبى قد وافق على منهج صالح سرية، لكن بعض الإخوان المسلمين كان لديهم بعض التحفظ على منهج الانقلاب، ففى هذا الوقت كان الإخوان مهلهلين، لأنهم كانوا خارجين من السجون سنة 71 والباقى خرج سنة 74، وتنظيم الفنية العسكرية بدأ عام 71، ولذلك يعتبر تنظيم الفنية العسكرية تنظيمًا إخوانيًا بحتًا، واستأذن من المرشد، ونحن مجموعة بدأنا وكنا ننتمى لتنظيم الإخوان فكريًا وأدبيًا، وكنا أعضاء- حسب مفهومنا- تابعين لمرشد العام للجماعة الهضيبى، وهذا يكفينا.

من وضع هذه الخطة؟

- طلاب السنة الخامسة بكلية الفنية العسكرية، وصالح سرية صاحب الفكرة فى الأساس.

هل هذا المخطط كان بتعليمات من حسن الهضيبى، مرشد الإخوان آنذاك؟

- الإخوان لم يعترفوا قط به، وأنكروه لأنه يضر مصالحهم السياسية، فأنا كجندى كيف أعرف أن المرشد كان عالمًا بهذه الخطة، بسبب العلاقات الوطيدة بين صالح سرية وحسن الهضيبى، المرشد العام، وزينب الغزالى، والشيخ عبده إسماعيل.

ما الدور الذى قمت به فى قضية الفنية العسكرية؟

- الأول كان يتم جمع مجموعات، ويستخدمونها فى اقتحام كلية الفنية العسكرية، فأنا كنت أميرًا لمجموعة، لكننى لم أكن من الأفراد الذين اقتحموا الفنية العسكرية، فأنا قبل الفنية العسكرية حدثت لى تساؤلات مع طلال الأنصارى فى هذا الأمر، وكان بيننا خلاف فقهى، فأنا كنت معترضًا على القتل الذى يحدث، وقد فشلت العملية، وتم القبض علينا وحكم علينا، وكان الحكم بين الإعدام وعقوبات تتراوح بين الأشغال الشاقة المؤبدة والسجن، وبالبراءة لـ60 شخصًا من ضمنهم أنا، وسبب براءتنا هو أن القاضى اعتبر كل من لم يكن فى محيط الحادث براءة، فضلًا على أن السادات تعامله مع خصومه السياسيين يختلف عن الرؤساء الآخرين.

ماذا فعلت بعد الحصول على البراءة؟

- حصلنا على تعليمات أخرى من صالح سرية بتأسيس تنظيم ينقسم إلى أربعة أقسام، قسم مدنى، والثانى جيش، وقسم دعوى، وقسم حرب عصابات، ونحن كنا نرى أننا مجموعة تعمل لصالح الإسلام تحت جناح الإخوان المسلمين، ووقتها كنا نتصور أن حسن الهضيبى هو الخليفة، لأنه فى هذا الوقت كان علماء الإخوان يؤكدون أن الحكماء مغتصبون للسلطة، لأنهم لا يقيمون شرع الله.

هل فعلًا نجحتم فى تأسيس التنظيم المكون من أربعة أقسام؟

- لا لم يتيسر لنا الأمر، لأنه بعد خروجنا وجدنا هناك اتفاقًا بين الإخوان والسلطة على أساس أن السلطة تعطى للإخوان مجالًا للدعوة، والإخوان أفهمت السلطة فى هذا الوقت أنها ستقضى على العنف، فالإخوان فى هذا الوقت نجحوا فى أن يخدعوا السلطة ويخدعونا، ولم ننجح فى تأسيس هذا التنظيم، وظل الأمر هكذا إلى أن حاولت مجموعة تهريب المسجونين فى قضية الفنية العسكرية عام 77، وذلك عن طريق الاستيلاء على سلاح رجال الشرطة، وحدثت القضية المعروفة بحادثة القنصلية، وفى هذه القضية ألحقونا بالمحكوم عليهم فى قضية الفنية العسكرية، لأنها قضية ممتدة، وحكم علىّ بـ15 سنة سجنًا، لأننى كنت أحد المنفذين.

أين جماعة الإخوان بالنسبة لك فى هذا الوقت؟

- الإخوان خرجوا من السجن نهاية عام 75، لكنهم كانوا قد نشروا الفكر التكفيرى من خلال مجموعة مصطفى الخضيرى، وعبدالمجيد الشاذلى، لذلك الإخوان هم من نشروا الفكر التكفيرى داخل مصر، سواء تكفير عوام الناس أو الحكام، فأول من كفّر هم الإخوان المسلمون فى السجون، وقد اختلفنا مع بعضنا بسبب هذا الأمر، وحدث بيننا انقسام، لأنه كان من بيننا شيخ أزهرى اسمه حسن الهلاوى، وتأثره بالأزهر جعله لا يكفّر العامة ويكفّر الحاكم فقط، وبعد هذا الخلاف أصبحنا فريقين، الفريق الأول بقيادة كارم الأناضولى الذى أُعدم، وفريق بقيادة حسن الهلاولى، وهذا الخلاف نتج عنه خلاف بين التيار الإسلامى خارج السجون، وأعتقد فيما بعد أن كتابات سيد قطب هى التى طغت على الجهاديين فيما بعد، فأصبحوا يميلون إلى التكفير، لذلك يمكن القول بأن أول من ابتدع قلب نظام الحكم بقوة السلاح والخروج على الحاكم هم الإخوان المسلمون.



بصعود الإخوان للحكم بعد ثورة 25 يناير هل حدث أى اتصال بينكما؟

- نحن اختلفنا داخل السجن على مسألة التكفير، ولو أنك أرجعت الأمر لأصوله ستجد أن الإخوان المسلمين أصل الفكرتين، فكر تكفير العوام، وفكر تكفير الحكام، فكل تنظيم الفنية العسكرية عاد لهاتين الفكرتين، وبالمناسبة حسن البنا، مؤسس الجماعة، سبب خروج الناس على الحكام، فرسائله بها كل شىء، سواء كان تحزبًا أو عنصرية أو خروجًا على الحكام، فهو قد أرسل مجموعة لتقتل النقراشى باشا، إذن فكرة قتل الخصوم السياسيين قائمة، وإذا كان الإخوان يعتبرون حسن البنا مجدد العصر، فأنا من وجهة نظرى أرى أن حسن البنا أسوأ من شهدته مصر فى العصر الحديث كظاهرة، لأنه ابتدع فكرة البيعة داخل مجتمع إسلامى، وابتدع فكرة أنه من صلاحيته أن يكون خليفة المسلمين.

ما وصفك للمشهد الحالى؟

- التيار الإسلامى ظل يستفيد من هذه التسمية وقتًا طويلًا جدًا، والأول كان من يتصدى للتيار الإسلامى هم الحكام، لمعرفتهم بخطورة هذا التيار، أما الشعب فكان يتعاطف معهم حتى صعود الإخوان للحكم، فالعداء الذى كان موجودًا بينه وبين الحكام سقط بوصوله للحكم، ولأول مرة التيار الإسلامى يواجه العوام، فأدرك العوام سريعًا الخلاف الحقيقى والجذرى بين التيار الإسلامى وبينهم من تشدد، واختيارات ضيقة، واستعلاء، مما حمل الناس على كره هذا التيار، فالتيار الإسلامى لا يفيد مستقبل مصر، والأمور التى اكتسبها كانت مكتسبات غير مستحقة، فعندما جاء إلى الحكم فشل فى أن يحقق ما كان يعد به أفراده والناس، ولذلك سيشهد التيار الإسلامى تراجعًا شديدًا فى المجتمع.


إذن، ما رأيك فى 30 يونيو؟

- 30 يونيو هى رد فعل طبيعى لإدراك الناس حقيقة التيار الإسلامى، لأنه تبين أن التيار الإسلامى مجرد أكذوبة، وظهرت عيوبهم.

لماذا أعلنتم كجبهة دعمكم للمشير السيسى فى انتخابات الرئاسة؟

- اعتبرنا أن الناس أصناف فى فهم التيار الإسلامى، فوجدنا أن المشير عبدالفتاح السيسى هو أكثر الناس علمًا بالتيار الإسلامى، فأنا أعتبر أن الذى يحكم مصر ولا يعرف التيار الإسلامى وتفكيره ودوافعه وأهدافه سيفشل فشلاً ذريعًا فى إدارة مصر، مثل كل من حكموا مصر، سواء كان جمال عبدالناصر، أو الرئيس الراحل أنور السادات، أو الرئيس حسنى مبارك، وأريد أن أوضح أن الرئيس السادات انخدع فى التيار الإسلامى، أما المشير عبدالفتاح السيسى فهو من أكثر الناس وعيًا بالتيار الإسلامى، فلا يوجد شخص يقدم رقبته بهذه الطريقة فى 30 يونيو إلا شخص يعى جيدًا حقيقة التيار الإسلامى.



المصدر اليوم السابع


تعليقات

المشاركات الشائعة