من أبوالعلا لإمبابة مذبحة الكبارى التاريخية

قالوها عام 1998 عندما أرادوا ذبح كوبرى أبو العلا الذى كان يربط بولاق أبو العلا بالزمالك ليقيموا كوبرى 15 مايو.. والآن يقولونها لذبح كوبرى امبابة، لاقامة كوبرى اسمنتى يربط روض الفرج بامبابة وما تلاها.


قالوا وقتها ويقولون الآن، سيتم تفكيك كوبرى امبابة كما تم تفكيك كوبرى أبو العلا .. أزالوا كوبرى أبو العلا وتاريخه، ولايزال متروكا كالخردة يعلوه الصدأ ويتآكل مع مرور الأيام.. وسوف يحدث مع شقيقه كوبرى امبابة نفس الشيء.
التاريخ يتراجع بجماله وتصميمه ليحل مكانه أعمدة الحديد والأسمنت بكبارى جامدة.. فكوبرى أبو العلا كان من تصميم المهندس الفرنسى جوستاف إيفل مصمم برج ايفل فى باريس، وكان آية فى التصميم، وتشكيل الحديد الذى أقيم به.. وتم تفكيكه قطعة قطعة لصالح كوبرى 15 مايو الذى يربط بولاق أبو العلا بالزمالك والمهندسين حاليا. وقيل وقتها ان كوبرى أبو العلا الحديدى المفكك سيقام مرة ثانية أمام مركز التجارة العالمى لربط القاهرة بكورنيش النيل الغربي، ليكون مزارا سياحيا، ومرسما للفنانين التشكيليين ومنذ 26 عاما وبقايا كوبرى أبو العلا تئن من الصدأ والاهمال ليذهب الوعد أدراج الرياح، ويواصل الكوبرى الذى أنشيء عام 1912 موته البطيء.
والآن يحل الدور على قطعة تاريخية من القاهرة، وهو كوبرى امبابة، أو كوبرى قطارات الصعيد الذى يربط بولاق أبو العلا وروض الفرج بامبابة، وماحولها بواسطة حارتين للسيارات، وممرين للمشاة، وخط سكة حديد للقطارات القادمة من الصعيد للقاهرة، والذاهبة من القاهرة للصعيد، وهو الكوبرى الذى يتحدى الزمن منذ انشائه عام 1892 بواسطة المهندس الفرنسى دافيد ترامبلى فى عهد الخديوى عباس حلمى الثاني، بطول 495 مترا، ليتم تفكيكه وينقل ليقام باسم كوبرى دمياط بمحافظة دمياط عام 1927، ويستبدل بالكوبرى الحالى عام 1924.
وبالرغم مما يحيط بالكوبرى من أقاويل، وحوادث فوقه وتحته، إلا أنه يظل تحفة هندسية بديعة، والآن سوف يفكك ليقام مكانه كوبرى بالحديد والاسمنت مثل كوبرى 15 مايو.. فإلى أين تذهب أجزاؤه هل ستباع لتجار الخردة، أم تنام بجوار مثيلاتها من كوبرى أبو العلا، ينهشها الصدأ وتواريها الأيام؟!
عمارات للإعلانات فقط

فى الدول التى تحترم آدمية الانسان، وتسعى للحد من التلوث، سمعا وبصرا وهواء، لن تجد اعلاناً يشوه طريقك، ويقتحم سيارتك وعينيك رغما عنك.. ولكن هذا يحدث فى القاهرة فبعد التلوث البصرى على الحوائط، والكبارى ووسائل النقل، ابتكر المعلنون طرقا أخرى ليضعوا إعلاناتهم، ومنها عمارات ومبان للاعلانات فقط، سوف تجد عمارة غير مأهولة، ولن تكون جاهزة للسكن، ولكنها أقيمت لترتفع وتكون مكانا ملائماً لوضع الاعلانات عليها، على الواجهة، أو فوق الأسطح من كل الاتجاهات، مما يدر على صاحب المبنى مئات الآلاف من الجنيهات وربما الملايين، من تأجير الواجهة أو السطح للمعلنين خاصة فى الأماكن الحيوية، وما يحيط بالكبارى بوسط القاهرة، وتظل العمارة بلا سكان، وكأنها أقيمت لخدمة الاعلانات فقط بالرغم من أزمة الاسكان التى تعانيها القاهرة.. وقد يكون صاحب العمارة محقا فيما يفعل، ولكن أين القرارات والقوانين التى تنظم اعلانات الطرق والمساكن، وهل يتم تفعيلها كما يجب؟ أم أن كل صاحب قطعة أرض يستطيع أن يقيم مبنى للاعلانات فقط ليظل غير مكتمل البناء والتشطيب، بما يزيد من تفاقم أزمة الاسكان.. ومن أموال المعلنين.



المصدر الاهرام

تعليقات

المشاركات الشائعة